حرب الدواوين تشتعل مجددا

يحاول خليفة بن سلمان (الصورة) التشبث بمنصبه فيما يشن الديوان الملكي مدعوما من الإمارات حملة ضده لتهميشه وإقصائه لاحقا
يحاول خليفة بن سلمان (الصورة) التشبث بمنصبه فيما يشن الديوان الملكي مدعوما من الإمارات حملة ضده لتهميشه وإقصائه لاحقا

2019-05-12 - 4:03 م

مرآة البحرين (خاص): لم تدم الهدنة غير المعلنة بين الديوان الملكي وديوان رئيس الوزراء كثيراً، الخلاف الذي تمت إدارته علناً في وسائل التواصل الاجتماعي، استمر لثلاثة أشهر (من فبراير حتى أبريل 2018)، وانتهى حينها باعتقال محمد الشروقي وآخرين بتهمة إدارة حساب (نائب تائب). يبدو أنه عاد مجددا إلى العلن، لكن من بوابة أخرى.

لا أحد يعلم أسباب زيارة رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة لمنزل السيد عبدالله الغريفي، ولا أحد يعلم أيضاً الأسباب الحقيقية وراء اتصاله بأمير قطر لتهنئته بحلول شهر رمضان المبارك وسط المقاطعة الخليجية للدوحة، لكن الأكيد أن تلك الخطوات أثارت حفيظة الديوان الملكي الذي بدأ بحملة واسعة عنوانها السيد عبدالله الغريفي، لكن في حقيقتها موجهة إلى رئيس الوزراء.

ولأن ديوان رئيس الوزراء ليس جمعية خيرية، فقد سارع هو الآخر لتشغيل مواليه وأنصاره في وسائل التواصل الاجتماعي، حساب (نائب تائب) الذي سيطر عليه ديوان رئيس الوزراء بعد اعتقال الشروقي، والذي تحول إلى منصة أخرى مؤيدة لخليفة بن سلمان، عاد للعمل سريعاً، واتهم صراحة وزير الديوان الملكي خالد بن أحمد بمحاولة إزاحة خليفة بن سلمان واستبداله بـ (ناصر بن حمد) نجل الملك المدلل، فيما تحدث أشخاص مثل المحامي عبدالله هاشم وعبير الجلال مستهجنين تلك الحملة الإعلامية التي  تبدو أنها لن تنتهي قريباً.

وبعودة بسيطة إلى ما حدث العام الماضي، نرى أن الأمر بدأ بإنشاء حساب (نائب تائب) الذي نشر محادثات سرية للوكيل في ديوان مجلس الوزراء إبراهيم الدوسري، وشخصيات مثل عضو البرلمان حينها أنس بوهندي ومدير ادارة الشؤون الاعلامية في ديوان رئيس الوزراء محمد المحميد وهم يتبادلون فضائح تتعلق بنواب بينهم رئيس المجلس حينها أحمد الملا، وأحاديث أخرى عن أحمد عطية الله والديوان الملكي.

ومع أن الدوسري سارع إلى حذف حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن نشر تلك المحادثات تلاها شكوى من النائب خالد الشاعر والنائب جمال بوحسن ضد أنس بوهندي وإبراهيم الدوسري، مع تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في ملكية إبراهيم الدوسري لمجمع الريم.

ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، بل امتدت إلى عزل وزير العدل للنائب بوهندي من الخطابة وإمامة مسجد الغتم في الرفاع، كل هذا وحساب نائب تائب ينشر يوميا عشرات التغريدات التي تتهم خليفة بن سلمان وتهاجم فريقه العامل معه من أكبر مسؤول في الديوان إلى مغردين صغار أمثال عبير الجلال.

خرج رئيس الوزراء عن صمته وتحدث بصوت عال، هاجم إدارة الجرائم الإلكترونية واتهمها بنشر الفتن، ودافع عن إبراهيم الدوسري الذي منحه أرض مجمع الريم وقال إن لجنة التحقيق البرلمانية ولدت ولادة غير شرعية.

تصاعدت المناوشات بين الديوانين، ووصلت الأمور لمرحلة رفض فيها رئيس الوزراء استقبال رئيس مجلس النواب أحمد الملا، فيما اتهم محمد خالد المحسوب تقليديا على رئيس الوزراء، أبناءه بإدارة حساب نائب تائب.

لكن تلك الجولة انتهت بانتصار لرئيس الوزراء، أعلن وزير الداخلية التدخل لوقف الاشتباك في وسائل التواصل الاجتماعي، وأعقب ذلك البيان إعلان باعتقال مجموعة متهمة بإدارة حساب نائب تائب (أحدهم موظف في إدارة الجرائم الالكترونية) نشرت أسماءهم وصورهم في موقع وزارة الداخلية، كما اعتقلت الداخلية لاحقا نجل محمد خالد أثناء محاولته مغادرة البلاد، واتهمته لاحقاً بإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وواصل خليفة بن سلمان جني المكاسب، فقد أدين رئيس تحرير صحيفة الوطن يوسف البنخليل في قضية سب أنس بوهندي، والعزل السياسي طال خالد الشاعر الذي منع من الترشح للانتخابات البرلمانية 2018، بعد تصدره الحملة ضد جناح رئيس الوزراء في برلمان 2014.

لكن المناوشات بين الجناحين استمرت وإن بطريقة غير مباشرة، قضية أرض عراد التي تملكها نجل وزير الديوان، لاقت استياءً شعبياً، لكن الحملة ضد إنشاء المجمع التجاري قادها مغردون محسوبون على جناح رئيس الوزراء، حيث تم استدعاؤهم لاحقاً وتهديدهم.

هذه المرة تبدو الأمور مختلفة، حساب نائب تائب الذي استولى عليه جناح رئيس الوزراء بعد اعتقاله المتهمين بإدارته (الحساب) يقول إن الديوان الملكي سيعين محرر صحفي في الصحف المحلية الأربع (الأيام، البلاد، أخبار الخليج والوطن) هدفه مراقبة الأخبار التي يتم نشرها عن رئيس الوزراء، فيما سيتم العمل على تهميش خليفة بن سلمان في المرحلة المقبلة.

كما يدعي الحساب أن خالد بن أحمد وشقيقه المشير خليفة بن أحمد اللذين وصفهما بـ "العصابة المارقة"، يعملان ومن معهما على إبراز ناصر بن حمد (نجل الملك) إعلامياً لكي يكون لاحقاً بديلاً لخليفة بن سلمان في منصب رئاسة الوزراء.

لا أحد يستطيع تأكيد تلك المعلومات ومدى دقتها، قد تكون مجرد محاولات للتهويل من أجل إجبار ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز على التدخل وإنهاء هذه المناوشات، وقد يكون هذا الكلام له أساس من الصحة خصوصا مع القرب الشديد لناصر بن حمد من وزير الديوان خالد بن أحمد وشقيقه المشير خليفة بن أحمد، ولا ننسى أن هناك مثلا شهير يقول إنه لا يوجد دخان من دون نار.