من أحمد الزايد... تعرّف على أبرز الكفاءات الوافدة في البحرين!
2018-10-01 - 4:51 ص
مرآة البحرين (خاص): حسنا، دعونا نعود إلى رئيس ديوان الخدمة المدنية أحمد الزايد الذي وصف الخريجين الجامعيين البحرينيين العاطلين بأنهم غير كفوئين، مبرراً نشر الديوان لإعلانات سنوية في عدد من الدول العربية (مصر والأردن وتونس) بوجود شواغر وظيفية في التربية، وإيفاد أعداد كبيرة من المعلمين من هذه الدول للعمل في وزارة التربية والتعليم، مقابل وجود خريجين جامعيين بحرينيين عاطلين عن العمل.
نأتي إلى المعلمين الوافدين الذين يتم ضخّهم سنوياً في مدارس البحرين على اعتبار أنهم يتوفرون على (الكفاءة) التي يفتقدها الخريجون البحرينيون. نحن لن نتحدث، بل سنترك الحديث لخبراء الميدان، من مدراء مدارس واخصّائيين تربويين واختصاصي جودة. ماذا يقول هؤلاء عن (كفاءة) المعلمين الوافدين؟
من خلال عملها في متابعة أداء المعلمين في المدارس تقول إحدى اختصاصيات التربية: "الإنهاء الأخير الذي حدث قبل بداية العام الدراسي الحالي لعقود عمل عدد من المعلمين الوافدين من دولة مصر الشقيقة، جاء بعد أن سقطت ورقة التوت وكشف المستوى المتدني لأدائهم إثر متابعات هيئة الجودة. لقد أثّر مستوى أداء هؤلاء المعلمين سلباً على أداء مدارسهم، وكانوا بين أسباب حصولها على مستوى غير ملائم في أداء الجودة، خاصة تخصصات الرياضيات واللغة الانجليزية في مدارس البنين. بعضهم تم إنهاء عقودهم لأن الجودة ستزور مدارسهم في هذا العام ولهم أداء سيء جداً رغم التدريب والمتابعة من قبل الوزارة. الجودة هي التي كشفت ورقة التوت عن فضائح وزارة التربية وسوء اختيار المعلمين. والواقع أن الوضع في التربية يسير من سيء إلى أسوأ".
ومن واقع تجربتها مع أعداد كبيرة من المعلمين الوافدين من الجنسيات العربية تقول مديرة إحدى المدارس الحكومية: "الكفاءة تتفاوت، هناك مجموعة مخلصة، وتلك فئة محدودة وقليلة، لكن المجموعة الأكبر تفتقد الإخلاص في العمل، تسويف، عدم قدرة على إدارة الصف، مشاكل في إدارة الطلبة"، وتضيف "يأتي هؤلاء المعلمون من بيئات تربوية تختلف عن البيئة التي يتم تعليم وتدريب المعلمين عليها، ولديهم أنماط تربوية مختلفة. الخريجون البحرينيون مدربون على استراتيجيات التعليم الحديثة والمتطورة، على التعامل مع الأطفال، على تجنب العنف اللفظي أو البدني، بينما يأتي بعض هؤلاء المعلمين الوافدين من نظام تعليمي مختلف، ومن بيئة تسمح بالضرب، لذلك نعاني معهم من استخدام العنف مع الطلبة واستخدام بعض الألفاظ النابية والشتيمة مثل (يا حيوان، حمار، بقرة... الخ)، نحن كإدارات نعاني كثيراً معهم لنعوّدهم على نمطنا التعليمي، البعض يستجيب والبعض لا يستجيب. البحريني عطاؤه مختلف، تعامله مع الطلبة مختلف، تعامله مع أولياء الأمور مختلف".
ويضيف مدير مدرسة حكومية: "هناك فجوة كبيرة في طرق التعلّم واستراتيجيات التعليم بين المعلم البحريني والمعلم العربي الوافد. البحرينيون منذ سنوات طويلة اندمجوا في مشاريع تحسين التعليم وتطوير الاستراتيجيات التعليمية بالإضافة إلى تدريبهم الجامعي المؤهل للاندماج في هذه المشاريع، لذلك جميع المعلمين البحرينيين مدربين على التعليم الإلكتروني وتوظيف السبورة الالكترونية، فضلاً عن أن الجيل الحالي بشكل عام لديه مستوى عال من الإبداع في استخدام التكنولوجيا، لكننا نفاجأ بمعظم المعلمين الوافدين الذين يتم توظيفهم، بأنهم يأتون من خلفيات تعليمية تقليدية تعتمد السبورة والقلم والكتاب المدرسي فقط، وتعتمد استراتيجيات التلقين والحفظ التي تجاوزناها في البحرين منذ سنوات، ولا يجيدون حتى استخدام الكمبيوتر ولا يعرفون الكتابة على الكيبورد، ويكون علينا البدء معهم من الصفر، نحن نقوم بتدريبهم وتعليمهم، وفي كل عام تقوم الوزارة بتنفيذ دورات لتدريبهم على أساسيات تجاوزها البحرينيون منذ سنوات، وفي هذا إهدار للوقت والجهد والمال. المتعب أن كثير من هؤلاء لديهم سنوات خبرة طويلة وكبار في السن وقد اعتادوا على أساليبهم القديمة، ويحتاج العمل معهم وقت طويل والتعليم يحتاج مجهود صعب، بعضهم يشعر أنه غير قادر على التعاطي مع الطرق الحديثة، والبعض يذهب لبلاده ولا يعود. عدد كبير من المعلمين الوافدين يجدون أن العمل في مدارس البحرين يحتاج لمجهود صعب يفوق قدراتهم".
ومن خلال زياراتها الدائمة لمختلف مدارس البحرين تقول إحدى اختصاصيات الجودة: "من خلال زياراتنا للمدارس فإن أغلب المعلمين الوافدين لهم أداء سيء مع الأسف، القليل منهم له أداء جيد. ربما التونسيون والأردنيون أفضل من المصريين بشكل ما، لكن الصورة العامة دون المستوى، وهم يأتون للعمل من أجل الراتب فقط وهذا ليس ذنبهم بالتأكيد". تضيف: "غالبية المعلمين الوافدين تقليديين في طرائق التعليم وعلاقتهم مع التكنولوجيا ضعيفة رغم أن الوزارة توفّر لهم دورات حال استقدامهم. وغالباً ما يتم إعداد الدروس التي تخضع لمعايير الجودة فقط من أجل زيارتنا وفي الأيام العادية تستخدم الأساليب التقليدية، وهو أمر يعرفه الجميع وليس سرّاً".
تكمل اختصاصية الجودة: لدينا مشكلة كبيرة في لهجة الوافد ونطقه للحروف حتى في حال كونه متميزاً، لا يوجد لفظ صحيح لبعض الحروف سواء اللغة العربية أو الانجليزية، كيف يمكن لمن لا ينطق الحروف من مخارجها الصحيحة أن يؤسس اللغة عند طالب في الحلقة الأولى مثلاً. كذلك هناك مشكلة الفهم أيضاً، فلهجة المعلم الوافد غير مفهومة للطلبة خصوصاً تلاميذ الحلقة الأولى والثانية، لذلك يكون التواصل سيء جداً بين الطرفين. والأكثر سوءاً أن يتم تعيين اخصائي صعوبات تعلّم لا ينطق الحروف بشكل صحيح فماذا يعالج؟!
هذا فيض من غيض معاناة (الكفاءات) التربوية الميدانية الحقيقية، نضعها هنا ردّاً على رئيس ديوان الخدمة المدنية أحمد الزايد الذي يقول إنه لا يوظف البحرينيين الجامعيين العاطلين لأنهم (غير كفوئين)، وأنه يضطرّ لاستيراد (كفاءات) عربية من الخارج، وترك خريجي البحرين بلا عمل.
نقول لرئيس الديوان: حدّثنا عن انتقائيتكم في التوظيف وعن تلاعبكم بمصائر الشباب البحريني، واتركوا عنكم ادّعاءات الكفاءة التي لا تليق بكم.. فأنتم آخر من يبحث عنها، وآخر من يتحدّث عنها!