بعد وزير الصناعة... رئيس ديوان الخدمة المدنية: البحرينيين مو كفو!

أحمد الزايد
أحمد الزايد

2018-10-01 - 2:30 ص

مرآة البحرين (خاص): يبدو أن الجيل الجديد من البحرينيين موعود بالمزيد من الإهانات والاستهانات على ألسن الوزراء والمسؤولين في الدولة، هؤلاء الذين يمثلون الرأي الرسمي للدولة وينطقون عنه، فبعد أيام من الزلزال الذي أحدثته عبارة لوزير الصناعة اتهم فيها الجيل الحالي من البحرينيين بـ (افتقارهم للابتكار والإبداع)، طالعنا اليوم أحمد الزايد رئيس ديوان الخدمة المدنية الأحد (30 سبتمبر 2018) متّهماً خريجي التخصصات التربوية بافتقارهم (الكفاءة) اللازمة لشغل الوظائف التعليمية، وهو ما يضطر ديوان الخدمة حسب زعمه، للإعلان في الدول العربية عن وجود شواغر وظيفية تعليمية، ليتم توظيف معلمين من الدول العربية الأخرى بدلاً من البحرينيين الجامعيين!

نضع هنا نصّ ما قاله الزايد الذي زار مبنى صحيفة «الأيام» البحرينية والتقى رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير، رداً على سؤال تم توجيهه له بشأن إعلانات التوظيف التي تنشر في الصحف العربية: "لا بد من أن نوضح ونؤكد أن الديوان لا يلجأ للإعلان عن هذه الشواغر إلا بعد التأكد من عدم توفر المواطن البحريني الكفوء لشغل الوظيفة، وكثيراً ما يتردد القول بأن هناك خريجين من تخصص معين عاطلون عن العمل، وأنهم تقدموا لشغل الوظائف المعلن عنها ولم يتم اختيارهم، وهنا يكون المعيار الدرجات التي يتم تحصيلها في الامتحان التحريري".

نحن إذاً أمام صورة (جديدة) يتم رسمها للجيل الجديد من البحرينيين، ويُعمل على تثبيتها في أذهان الناس إعلامياً وثقافياً، عبر تصريحات لوزراء ومسؤولين نافذين في الدولة، مرّة بالنيل من ابداعات الجيل الجديد ومرة بالنيل من كفاءاتهم، ولا نعلم ماذا ينتظرنا أن نسمع في المرة القادمة. هذه الصورة التي تظهر الجيل الجديد بأنه يفتقر إلى الإبداع والابتكار والكفاءة، ماذا بقي بعد؟!! إنه جيل لا يستحق التقدير ولا التوظيف، جيل تكرر الدولة في كل مرة من خلال مسؤوليها عن انتهائه قبل أن يبدأ، وتختم على مشوار حياته الوظيفي والمهني قبل أن يشق طريقه في الحياة!

ولنأت إلى تصريح رئيس ديوان الخدمة لنسائله: من أين حصل خريجي التخصصات التربوية على شهاداتهم التربوية؟ أليسو هم خريجو جامعة البحرين وبرنامج بكالوريوس التّربية الذي تقدّمه كلية البحرين للمعلمين وتقوم فيه بإعداد الطلبة لمدة 4 سنوات؟ أليس هو البرنامج الذي تعرّفه جامعة البحرين على موقعها أنه "يستهدف خرّيجي المرحلة الثّانوية أصحاب التّحصيل الأكاديميّ العالي؛ لإعدادهم ليصبحوا معلّمين" وتقول عنه بأن "هذا البرنامج يمتلك مناهج أساسيّة قويّة، بالإضافة إلى أربعة مسارات تخصّصيّة تزوّد الطّلبة بالمعرفة اللّازمة، والمهارات، والقيم، والسّلوكيات؛ ليلعبوا دورا مهنيّا فعّالاً في مدارس مملكة البحرين الابتدائيّة". أليست رؤية هذه الكلية كما تضعها في موقع الجامعة: "تحقيق التميز في التعليم".

كيف إذاً يتم تخريج من يقول عنهم رئيس ديوان الخدمة بأنهم غير كفوئين؟ أم أن كلية البحرين للمعلمين هي التي تفتقد الكفاءة في إعداد معلمين كفوئين؟ أم أن الأساتذة فيها هم من غير الأكفاء ليقدّموا لنا مخرجات غير كفوءة؟ ليجبنا رئيس ديوان الخدمة؟!

ثم منذ متى كانت الكفاءة معياراً للتوظيف والترقّي في وزارة التربية والتعليم؟ اكذب غيرها يا رئيس ديوان الخدمة. أليست وزارة التربية والتعليم هي من قامت بتوظيف 4000 متطوع في 2011 بحسب تأكيدك نفسك، وهم جميعاً من ربّات البيوت وحملة الشهادات الاعدادية والثانوية ومن غير المختصين؟! هل كان هؤلاء يمتلكون أقل قدر من الكفاءة ليتم توظيفهم ودمجهم في القطاع التعليمي؟! هل تناقض نفسك يا رئيس ديوان الخدمة؟!

وبغض النظر عن (الكارثة) التي أحدثها وجود (المتطوعين) في مدارس البحرين بسبب عدم أهليتهم للعمل في المجال التعليمي، وبعيداً عن تورّط إدارات المدارس بالكثير منهم وتورّط الطلبة والأهالي، واضطرار الوزارة بسبب التزامها بتوظيفهم، لتكديسهم الشكلي دون انتاج فعلي داخل هذه المدارس، بعيداً عن كل هذا، فإن الزايد يصرّح في اللقاء نفسه بخصوص هؤلاء أنه "طوال السنوات الماضية تم تدريسهم وتدريبهم، وجميعهم الآن موظفون مثبتون وجديرون أيضاً، وليس لدينا أي موظف مؤقت الآن".

ألا يخجل الزايد وهو يتفاخر بتوظيف وتدريب 4000 من حملة الشهادات الإعدادية والثانوية ومن غير المختصين، مقابل عدم توظيفه لخريجي التخصصات التربوية من الجامعيين العاطلين بحجة عدم توفرهم على (الكفاءة) وفق ما يزعم؟!

وإذا افترضنا صحة ما يقول بعدم توفر الخريجين على الكفاءة المطلوبة، أليس من الأحرى توظيف هؤلاء المتخصصين، ثم العمل على رفع كفاءتهم عن طريق تدريبهم ليصبحوا جديرين بالعمل كما فعلوا مع المتطوعين، بدلاً من القائهم في سلّة المهملات والعمل على (استيراد) غيرهم من الخارج؟!

ولنقف أخيراً عند الكفاءة التي يزعم الزايد أن خريجينا لا يمتلكونها، والتي يضطر معها ديوان الخدمة لاستيرادها من الخارج، فتلك كارثة أخرى يعجّ بها الواقع التربوي في البحرين، وحكاياتها في الميدان التعليمي أكبر من أن تُخفى أو يتم التعتيم عليها، وسيأتي عليها تقريراً مفّصلاً..