مانديز لا تحزن.. البحرين بـ"خير"
يوسف سلمان يوسف - 2013-06-27 - 1:29 م
يوسف سلمان يوسف*
"لا يمكن القبول أو السماح بارتكاب التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة. وهذا يوم نجدد فيه التزامنا بالتنديد بمثل هذه الأعمال والسعي إلى الانتصاف لضحايا التعذيب. والأهم من ذلك أن هذا اليوم مناسبة للحكومات كي تتساءل فيه عما إذا كانت تبذل جهودا كافية للحيلولة دون وقوع أعمال التعذيب ولمساعدة ضحاياه، ولمعاقبة الجناة والحرص على عدم تكرار تلك الأعمال".(من رسالة للأمم المتحدة بمناسبة اليوم لمساندة ضحايا التعذيب – السبت 26 يونيو/حزيران 2004)
********
** في الثاني والعشرين من أبريل/ نيسان 2013، سلّمت سلطات البحرين رسالة إلى مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالتعذيب، خوان مانديز، خلال اجتماع عقد في العاصمة الأميركية واشنطن، قالت فيها السلطات لمانديز: "إن الحوار الوطني الجاري قد اتخذ وقتاً أطول مما كان متوقعاً، وإن هذه الزيارة قد تكون ضارة إلى حدٍّ كبيرٍ في فرص نجاح الحوار!".
** في الرابع والعشرين من الشهر ذاته، أي بعد يومين من تسلمه هذه الرسالة يعرب مانديز عن "خيبة أمله العميقة" بالقرار الذي اتخذته حكومة البحرين حول "تأجيل زيارته للبلاد والتي كانت مقررة يوم الثامن حتى الخامس عشر من مايو/آيار 2013".
** بيان مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالتعذيب خوان مانديز، صدر بنبرة حزينة على شعب البحرين، حيث قال فيه:" هذه هي المرة الثانية التي يتم تأجيل زيارته للبلاد وخلال مدة قصيرة جداً، مشيراً إلى إنه لم يتم اقتراح أية مواعيد بديلة وليست هناك خارطة طريق للمناقشة في المستقبل، مبدياً تعاطفه مع شعب البحرين الذي كان يتوقع زيارته فضلاً عن المجتمع المدني وضحايا التعذيب وسوء المعاملة وأسرهم".
لو سئل مانديز: لماذا أنت حزين على تأجيل أو إلغاء زياراتك لهذه البلاد التي يقسم "مسؤوليها" صبح مساء وبأغلظ الإيمان، إنهم لا يعذبون ولا ينتهكون، وإنهم نفذوا جميع توصيات لجنة بسيوني وجل توصيات جنيف الـ176 توصية ويؤكدون ذلك على إجبار المواطنين والمقيمين والخارج، وإن كان على مضض، لمتابعة مسلسل حلقات تصريحاتهم المكررة والبليدة "بأنهم يفهمون مصالح شعبهم أكثر من الشعب نفسه، ولا يأتيهم الباطل لا من فوق ولا من تحت، لو سؤل هذا المبعوث الأممي الخاص والمعني بالتعذيب لمات قهراً ولربما يشكك في قواه العقلية وخبراته المهنية، صحيح، لماذا تأتي لهذا البلد وشعب البحرين في حوار توافق وطني يكدح بحثاً عن حلول لأكثر من 25 جلسة وخمسة أشهر من الحوار المتواصل بين "الأخوة الأعداء" والنتيجة صفراً وفق رئيس مفاوضي المعارضة؟! هل تريد أن تنقص الصفر صفراً من أجل حفنة من الإرهابيين يتلقون أموالاً من دول تكنُّ العداء لمملكتنا ولا تريد الخير لنا ولشعبنا؟!.
لا تحزن يا مانديز، فكل قصص ورسائل ممارسات الرعب والقتل والتعذيب التي تسمعها وتقوم بها أجهزتنا الأمنية المغوارة وبواسلنا داخل السجون وخارجها، بما في ذلك "حفلة التعري ـ ستربتيز" للفتى حسين مرهون وآخرين، كانت تهدف لإراحة بواسلنا عناء المطاردات اليومية للمتظاهرين، وهي عموماً، "تتوافق والقوانين التي نعمل بها في المملكة ولا تتعارض والمعايير الدولية التي وقعناها وحرصنا على تنفيذها بالكامل وبشفافية تامة"...نرجوك لا تقل لنا شيئاً آخر، ففي 18 يونيو/حزيرن الجاري وقبل الاحتفال باليوم العالمي لمناهضة التعذيب، الذي يصادف السادس والعشرين من الشهر ذاته،" أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة" أن "البحرين ليست بحاجة لنصائح وإرشادات لما ينبغي عمله".
وللتأكيد على ذلك، ما قاله "جلالة الملك المفدى" في عيد الصحافة العالمي 3 مايو/آيار 2013 في رده على سؤال للصحافية سعاد مخنت من موقع "نايمان ريبورتس" (نشرته مرآة البحرين ملك البحرين تجت عنوان: أميركا بحاجة إلى إصلاحات... والمحتجون إرهابيون) حول ما إذا كان يعتبر المتظاهرين "إرهابيين" أجاب: "حتمًا" هم يشبهون المتورطين في تفجيرات بوسطن، حيث أنهم يستخدمون العبوات محلية الصنع لقتل الأبرياء ومئات الجرحى.
وعما إذا كان الحوار سينتهي إلى الملكية الدستورية، قال إنّ "النظام القائم في البحرين هو نظام "ملكية دستورية"، مشيراً إلى أن ملك البحرين هو على شاكلة الرئيس في البلدان الديموقراطية يمثل الشعب البحريني"، نافياً اعتقال صحافيين أو انتهاكات لحقوق الإنسان، ولم ينس تقديم النصح لواشنطن القيام بـ"إصلاحات في مجال حقوق الإنسان".
هل تريد المزيد يا مانديز، تصفح قليلاً تصريحات وزير "الحقوق" صلاح علي وعرج على ما قامت به المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بقيادة الدكتورين المرموقين، عزيز أبل وعبد الله الدرازي، لحماية هذه الحقوق، أما ما تقوله المنظمات المحلية والدولية غير الحكومية الحاقدة، ما هي إلا غيرة وحسد على ما ينعم به المواطن البحريني من احترام لآدميته وما يضاهي أعرق الدول الديمقراطية بالعالم، ولهذا كلما شعرت هذه المنظمات المرتبطة بدول معادية للبحرين، بأن أكاذيبها انفضحت وتعرت تراها تهذي وتهلوس وتقول أشياء عكس الواقع، كل ما يقولونه كذب وافتراء وحقد طبقي وأحياناً غيرة "نسوان".
*كاتب بحريني.