مرآة البحرين (خاص): يبدو أن الضغوطات التي تلقتها حكومة البحرين من المنظمات النقابية الدولية، بناءً على التحركات الحثيثة التي قامت بها الحركة العمالية البحرينية، بدأت تؤتي ثمارها. فقد أكدت مصادر أن "وزير العمل جميل حميدان قد طالب الشركات الكبرى في البحرين بإعادة المفصولين بعد فتح لجان للتظلمات فيها".
 
وكان وزير العمل قد عقد اجتماعاً قبل ثلاثة أسابيع مع مسؤولين في عدد من الشركات الكبرى في البحرين، وذلك بعد عودته مباشرة من جنيف حيث التقى مدير عام منظمة العمل الدولية خوان سومافيا. وقال المصدر نقلاً عن حميدان "تلقيت أوامر عليا بضرورة إعادة المفصولين إلى أعمالهم، ولكن ليس بصورة فورية (...) إنما بصورة تشكيل لجان داخلية لبحث حالات الفصل".
 
وما يؤكد تلك الأنباء، التصريح الذي أوردته صحيفة "الأيام" القريبة من الحكومة اليوم، للقائم بأعمال وكيل وزارة العمل صباح الدوسري، أفاد فيه أن "الشركات الكبرى أعادت أكثر من 100 مفصول تبين أن فصلهم غير قانوني"، مشيراً إلى أن "اللجنة التي تم تشكيلها بتوجيهات ستجتمع هذا الأسبوع لبحث موقف المفصولين الذين قارب عددهم ألف مفصول". وأضاف  الدوسري في تصريحه إن "وزارة العمل دعت الشركات الكبرى لتشكيل لجان تظلم أسوة بما تم في الجهات الحكومية لبحث وضع أي موظف فصل بشكل غير قانوني".
 
ورغم المخاطر من التواصل مع المنظمات النقابية الدولية وإطلاعها على حقيقة ما تتعرض له الحركة النقابية في البحرين، وكان آخرها محاولة منع وفد الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين من المشاركة في مؤتمر العمل العربي الذي انطلق هذا الأسبوع في القاهرة، إلا أن الحركة العمالية البحرينية أدت دوراً متميزاً في التعاطي مع الهجمة الشرسة التي تعرض لها النقابيون والعمال في العديد من الشركات، حيث لا تمر أيام من دون صدور إدانة أو رسالة أو تصريح شديد اللهجة صادر المنظمات النقابية الدولية، وعلى رأسها منظمة العمل الدولية، الاتحاد الدولي للنقابات ومركز التضامن التابع لاتحاد عمال أميركا.
 
وكان آخر تلك التحركات الرسالة التي بعثت بها الأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات لعاهل البلاد، عبرت فيها عن مخاوف الاتحاد من التهديدات التي تتعرض لها القيادات النقابية، وفي مقدمتهم الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين سلمان محفوظ.  في سياق متصل، علمت "مرآة البحرين" أن وفد الاتحاد العام البحريني بقيادة المحفوظ سجل تحفظه على كلمة وزير العمل البحريني جميل حميدان التي ألقاها في مؤتمر العمل العربي بالقاهرة والتي حملت توصيفات قاسية بحق العمال، عبر الامتناع عن إلقاء كلمة الاتحاد. وفضل الوفد الالتزام بالصمت وعدم المشاركة في النقاشات لتوصيل موقفهم الاحتجاجي على كلمة الوزير. ومن المقرر أن ينتقل وفد اتحاد العمال إلى جنيف بسويسرا لمتابعة بحث الوضع العمالي مع منظمة العمل الدولية.