مصائبنا الرياضية، من الناس للناس: غياب الوعي في الجمعيات العمومية يكرس فوضى «اللبن ..السمك .. والتمر هندي»

2013-05-05 - 7:19 ص

علي بن خليفة يؤكد من كوالالمبور ترشحه للانتخابات الشكلية على رئاسة الاتحاد المحلي

مرآة البحرين الرياضية (خاص): فور إعلان فوز الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة بالانتخابات الآسيوية ووصوله لكرسي رئاسة الاتحاد الأسيوي لكرة القدم، بالإضافة إلى أيضاً مقعد عضوية المكتب التنفيدي بالفيفا، أعلن بعدها بدقائق ومن كوالالمبور نائب رئيس اتحاد الكرة المحلي الشيخ علي بن خليفة آل خليفة رغبته في الترشح لرئاسة الاتحاد البحريني الذي يشغل فيه حالياً منصب نائب الرئيس.

وفي الواقع أن تأجيل (علي بن خليفة) إعلان هذه الرغبة في رئاسة الاتحاد إلى مابعد معرفة النتيجة الآسيوية يعيطينا دلالة واضحة أن اتحاد الكرة المحلي ماهو إلا مؤسسة محتكرة للشيوخ ومحتكمة لقراراتهم وأمزجتهم، إذ إن كل الاتحادات الرياضية في البحرين قد أجرت انتخابات دورتها الجديدة مع نهاية العام الماضي 2012 أو مع طلوع العام الحالي 2013، عدا اتحاد الكرة الذي كان يريد معرفة مصير الرئيس في انتخابات آسيا، ونضيف دلالة أخرى على هذا الاحتكار الرئاسي لاتحاد كرة القدم المحلي في عدم وجود منافس لعلي بن خليفة على مقعد الرئاسة الذي سيجلس عليه لامحال بعد بعض الشكليات المعتادة في إعلان التزكية من الأندية البحرينية المغلوبة على أمرها واحداً تلو الآخر كما كان في سيرة سلفه سلمان بن إبراهيم.

مصيبتنا في البحرين أن كل شيء صار خاضعا لما تفرضه السياسة والمشتغلين أو المنشغلين فيها بحسب تعبير أحد الوزارء السابقين..وأن الأولوية كل الأولوية لأبناء عائلة الحكم في رئاسة الاتحادات الرياضية التي تشير نسبة رئاستهم إلى سبعين في المئة من ستة وعشرين اتحاد، دون اعتبار لأي من المعايير التي يفرضها المنطق السوي في اختيار وتقديم الكفاءات.

ومن إحدى مصائبنا الأساسية أيضاً في الرياضة هي سُنة تبعية للأندية لما يفرضه أصحاب القرارات في الدولة القائمة على أعراف وتقاليد بالية، فنحن بجزيرة يتحدث فيها المسئولون عن الديمقراطية والتغني والتبجح بها إلا حين  تقتضي حاجتهم، في محاولة للضحك على على ذقونهم وذقون الناس أنهم وصلوا لأن الناس، كما حصل في كلام سلمان بن إبراهيم حين رشح نفسه مؤخراً، وقال إن التغيير مطلوب عبر صناديق الاقتراع في الاتحاد الآسيوي، في الوقت الذي يجثم فيه هو على صدر اتحاد الكرة منذ أكثر من إثني عشر عاماً دون بصمة تذكر سوى قضايا الفضائح والشبهات، فضلاً عن فرض تزكيته على الأندية لعدم وجود منافس آخر يجرؤ على أن يخوض في قباله انتخابات الرئاسة من أبناء العامة، ففي عرف الشيوخ لايدخل شيخ على خط المنافسة مع شيخ آخر، فما بالكم بشخص من أبناء عامة المجتمع؟ وبذلك لايصبح للأندية إلا خيار واحد بطريقة مجبرٌ (أخاك لابطلُ).

إلا أن ذلك بطبيعة الحال لايعفي بعض إدارات الأندية من المسئولية على الأقل من الناحية الأدبية حين ترشح من لايصلح لتبوّء رئاسة مؤسسة تُعنى بالرياضة وتطويرها فقط لأنه شيخ أو لأن الشيوخ تريد ذلك، فصمتها وعدم التأييد أو الرفض أجدى لها من مخالفة العقل وجعل نفسها (سبوس تلعب به الدجاج) لكن ماذا عساك تقول في أندية جُبلت على الخنوع وجبل إداريوها على السعي نحو المنافع والمكاسب الشخصية.

وهذا يجرنا للحديث عن مشكلة أخرى تكمن في تقاعس أعضاء الجمعية العمومية لكل نادي وهم الناس والجماهير. فإدارة أي اتحاد لاتصل إلى منصبها إلا بتزكيتها أو انتخابها من جانب أعضاء جمعيتها العمومية المتمثلة بالأندية، وهو مايجري بالطرق الشكلية لدر الرماد في العيون، كما لاتصل إدارة أي نادي لقيادة مجلس الإدارة إلا بعد موافقة  جمعيتها العمومية المتمثلة بالناس، وفي حال غياب وعي هؤلاء الناس، وإداركهم بأهمية الانتخابات، سيبقى الحال كما هو عليه وستبقى إدارات الأندية على (علاتها). رغم أننا لانغفل دور المؤسسة العامة للشباب والرياضة في تغييب إرادة الجمعيات العمومية بطرق ملتوية كما حدث سابقا بأكثر من نادي وفي مقدمتهم النادي الأهلي، قبل نقل القرار ليد اللجنة الأولمبية، وهذا حديث سنتطرق له في مناسبات قادمة. 

من يريد أن يصيب نجاحاً في الرياضة البحرينية ويحمل بصدق هم تطويرها، عليه التخلص من شحوم التقاليد البالية ومن الأفكار المتصدئة، وعليه أن يطبق الانتخابات للمؤسسات الرياضية والاتحادات بشكل عادل بعيداً عن أسلوب الفرض والأمر والواقع، ولا بد أن يكون فيه الجميع سواسية كأسنان المشط الفاخر.. بعيداً عن التمييز الطبقي والعرقي، والمذهبي أما بهذا الشكل الارتجالي القائم على الطبقية والمحسوبية ستبقى الرياضة البحرينية تسير من إخفاق لآخر. وإذا ما حققت في يوم من الأيام بطولة أو نتيجة متقدمة فاعلموا أن هناك ثمة خلل ما، لأن فطرتها الحالية تقودها لعنوانين، الأول هو أن الشيوخ أولى بالمنصاب، والثانية أن غياب الوعي أو الاستسلام والخنوع هو سبب لتلك الحالة، وحالة الفوضى الأزلية بصورة (لبن ..سمك..وتمر هندي). 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus