أنباء أولية عن وفاة إيان هندرسون: أشرف على تعذيب «الماوماو» والمعارضين البحرينيين ومات وحيداً مع كلبه!

2013-04-13 - 4:57 م

مرآة البحرين (خاص): أشارت معلومات أولية إلى وفاة المدير العام السابق لجهاز الأمن في البحرين ومستشار وزير الداخلية، البريطاني إيان ستيوارت هندرسون، المسئول عن تعذيب معارضين بحرينيين خلال فترتي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي. 


وأكد العقيد السابق في وزارة الداخلية الجلاد عادل فليفل الذي أدار معه واحدة من أكثر الفترات دموية في تاريخ البحرين الحديث في خلال فترة الطواريء التي أعقبت حل المجلس الوطني 1975، أكد نبأ وفاته، قائلاً «ذهب الحكيم المتواضع الذي نهض بالأمن وعلمنا أن النجاح لا يعرف الراحة». لكن لم يتسن التأكد من هذا النبأ من مصادر موثوقة بعد.


وعلق ناشط على «تويتر» بعد انتشار الخبر «لم ينع أحد هلاك مهندس التعذيب والقمع في البحرين إيان هندرسون إلا كلبه الوفي المجرم عادل فليفل». 

وعرف عن هندرسون قسوته في التعامل مع المعارضين، وقد أشرف بمعية ذراعه التنفيذية فليفل على الملف الأمني في خلال انتفاضة التسعينات. إلا أن حكومة البحرين أحالته على التقاعد في العام 1998، لكنها أبقته مستشاراً لوزير الداخلية. 

وقد أدار هندرسون سلسلة من الحوارات في السجن مع قادة المعارضة في خلال الانتفاضة التسعينية التي كانت تطالب بعودة الحياة البرلمانية. 
ونقل عنه أمين عام حركة الحريات والديمقراطية «حق» حسن مشيمع قوله له في أحد الجلسات في أواسط التسعينات «لقد هززتم الكأس فلا تكسروه» في إشارة إلى أحداث العام 1994 التي استمرّت لغاية مجيء الملك الحالي وطرح مشروع ميثاق العمل الوطني.

وعاصر هندرسون من خلال عمله في جهاز الأمن معظم الحركات السياسيّة في التاريخ البحريني المعاصر، بدءاً من تيار اليسار، إلى انحساره ومجيء التيار الإسلامي، ممثلاً في جبهة الإسلامية لتحرير البحرين التي تمثل خط التيار الشيرازي، وكذلك مرحلة حزب الدعوة، مروراً بمرحلة العريضتين النخبوية 1992 والشعبية 1994. وقد أسهم في ضربها جميعاً بواسطة سياساته الأمنية التي اعتمدت على البطش والقوة.

ومما يعرف عن شخصيّة هندرسون، هو قدرته على تطويع معارضين وتكتمه على الذين يبدون نية في التعاون معه في خلال فترة وجودهم في السجن. كما أنه لايباشر التعذيب بشكل شخصي، بل يعتمد على وكلاء ينوبون عنه في المهمة. فيما يفضل أن يظهر في شخصية المفاوض الذي يبحث عن حلول مع استمرار التلويح بالقبضة الأمنية. 

ويقول معارض سبعيني لـ«مرآة البحرين» ممن عاصر مرحلته في السجون البحرينية «ليس من سياساته الفضح، خصوصاً إزاء من يتعاونون معه».
ولد إيان هندرسون في أبردينشاير، اسكتلندا، لكنه عاش معظم حياته في الخارج. وعمل كضابط شرطة في كينيا المستعمرة خلال 1950 وكان لدوره الشهير في أسر ماو ماو زعيم المتمردين ددان كيماثي، الذي كتب كتاباً  تحت عنوان «هانت لكيماثي».

وفي عام 1954 تم منح هندرسون وسام جورج من قبل الحكومة البريطانية، وهي أعلى جائزة تمنح لغير العسكريين، لدوره في قمع انتفاضة الماو ماو. بعد الاستقلال، تم ترحيله من كينيا إلى البحرين. كان يعمل رئيسا للإدارة العامة لمباحث أمن الدولة في البحرين لعدة سنوات. 

وقد اتهم بالتواطؤ في التعذيب أثناء فترة أحداث التسعينات في البحرين، مما أدى إلى قيام الحكومة البريطانية بالتحقيق معه في عام 2000.  واختتم التحقيق في أغسطس/ آب 2001 ولم توجه له أي تهم. وقد تم تكريمه من قبل حكومة البحرين ومنحه وسام عيسى بن سلمان آل خليفة العام 2000. في حين يطلق عليه المعارضون في البحرين اسم «جزار البحرين».

ومن أبرز المواقف التي يمكن الإشارة إليها بهذا الصدد، هو لقاؤه مع سعيد الشهابي، الناطق باسم حركة أحرار البحرين  الإسلامية التي تصدرت حراك التسعينات في 22 يوليو/ تموز العام 2007، وهو اللقاء الذي جرى بالصدفة في مطار هيثرو بعد تقاعده. 

وقد خاطبه الشهابي قائلاً «هل أنت إيان هندرسون؟ قال: نعم. قلت: أتعرفني؟ قال: أنت سعيد الشهابي. قلت: أليس من غريب الأقدار أن يلتقي المعذب والضحية بهذه الصورة؟ ابتسم قليلا، فبادرته قائلا: ألم يحن الوقت للاعتذار من ضحاياك؟ قال: لم أرتكب خطأ». ويواصل الشهابي سرده للقائه به «قلت له: كل الدنيا تقول إنك عذبت الأبرياء، وما عليك إلا إن تدخل على جوجل وتكتب: Ian Henderson Bahrain لترى حجم ما كتب عنك. قال: لا يهمني ما يكتبون عني؟ قلت: ما حجم الملف الخاص بي لديك: ابتسم وأشار بيديه للإيحاء بأنه كبير». 

ويتابع «قلت له: لقد ضللت الاستخبارات البريطانية عندما جئت في 1990 برفقة وزير الداخلية وأقنعتهم بأني مع زملائي إرهابيون فاعتقلونا. قال: لا أتذكر. ثم بادر قائلا: أنت ومجموعتك ارتكبتم أخطاء بمواقفكم لأنكم منعتم تبلور الإصلاحات التي كنا نعمل من أجلها. قلت له: أي إصلاحات تتحدث عنها؟ إنني أستغرب من شخص مثلك ينحدر من بلد ديمقراطي، ولكنه يصبح مدافعا عن نظام استبدادي متخلف كالحكم الخليفي».

ويذكر الشهابي أن هندرسون، رد عليه بالقول «كنت أسعى لحل المشاكل. قلت له: بالتعذيب؟ ستكون شجاعا لو فعلت ما فعله المعذبون في جنوب أفريقيا فشرحت دورك في جهاز التعذيب بشكل واضح، واعتذرت من الضحايا. قال: لم أفعل ما يستدعي الاعتذار. قلت له: من الذي عذب سعيد الإسكافي والشهيد نوح، آخر شهداء الانتفاضة؟ قال: في مثل هذه المشاكل تتوقع أن يسقط ضحايا».

يتابع «استغربت منه كثيرا لأنه لم يبد أسفا على الإطلاق، ولم يظهر أي شعور إنساني تجاه الضحايا. قلت له: عادل فليفل تلميذك المدلل، وما ارتكبه محسوب عليك؟ قال: فليفل رجل طيب، فضحكت استهزاءا».

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus