إحكام الضغط على البحرين

2011-05-12 - 7:40 م


افتتاحية ـ الواشنطن بوست
ترجمة: مرآة البحرين

بالنظر إلى الحرب الأهلية القائمة في ليبيا وسلسلة المجازر التي تعرض لها متظاهرون من المعارضة في سوريا، لم يكن مفاجئاً بأن حملة التنكيل البشعة في الخليج الفارسي بالتحديد إمارة البحرين لم تلقَ اهتماماً كافياً. بطريقة تعاطيها، البحرين تستطيع تحديد مصير الانتفاضات العربية ولأي درجة تتطور أو تتدهور العلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة.

البحرين مقرّ للأسطول الأمريكي الخامس الذي يجوب الخليج الفارسي وأهميته تكمن في احتواء إيران. العائلة الخليفية الحاكمة، التي طالما كانت ذات علاقة وثيقة مع الولايات المتحدة تتجاهل إدارة أوباما بمطاردة ممنهجة لمن انضمّ للحركة المطلبية الديمقراطية بداية العام هذا. فمنذ بدء الحملة الأمنية في 14 مارس/ آذار تم اعتقال أكثر من 800 شخص أغلبهم من الشيعة، حيث تم تعذيب الكثير منهم وتوفي 4 في الأسر. أكثر من ألف شخص فُصلوا عن أعمالهم في بلد عدد سكانه 700 ألف نسمة. في حين يُطالب الموظفون الحكوميون بالتوقيع على  عهد الولاء للنظام السني.

بدأت الجهات المسؤولة يوم الأحد بمحاكمة 21 ناشطا قياديا متهما بالتآمر لقلب نظام الحكم. المتهمون بالتآمر هم بين قيادي أكبر منظمة شيعية متشددة الذي عاد من المنفى لندن وقت الاحتجاجات، إلى قائد حزب ليبرالي علماني سني قد تم حرق مقرّ  جمعيته مؤخراً.

آخرون ممن أُحيلوا إلى المحكمة يضمون نشطاء حقوق إنسان بارزون، علماء دين شيعة و مدونون. المتهمون لم يُسمح لهم بلقاء بمحاميهم وسُمح لهم بالاتصال لذويهم مرة واحدة. معظمهم يقول بأنه تعرض للتعذيب والبعض تعرض لإصابات بليغة.

السياسة الإستراتيجية للنظام هي اتهام المعارضين بتلقي الدعم والتأثير من إيران. مع عدم وجود دليل بتورط طهران بأي من المظاهرات الكبيرة والحركة العلمانية المطالبة بالديمقراطية.

المتهمون في المحاكمة كِيلت لهم تهم كيدية بعلاقات مع منظمات إرهابية في الخارج لمصلحة بلد أجنبي. وبالنهاية إيران هي أكثر مستفيد حسب زعمهم من هذا الاضطهاد، حيث يظهر تشطير المجتمع على أسس طائفية وإقصاء مطلب الإصلاح السياسي المعتدل.

إدارة أوباما تشجع طريق الحوار الذي بدأه الشخص الأكثر انفتاحاً في النظام ولهو ولي العهد سلمان بن حمد الخليفة. لكن منذ دخول القوات السعودية لجزيرة البحرين يوم 14 مارس/ آذار، النظام البحريني مارس تنكيلاً طائفياً صارماً بدعم من الرياض.

الولايات المتحدة على مضض تنتقد مجازر خصمها سوريا، لكن إدارتها مهتمة بالأخص بالبحرين. صرّحت وزارة الخارجية في حديث مكرر الأسبوع الماضي بأن "لا حل أمني للتحديات التي تواجهها البحرين". الإدارة الأميركية تحاول حماية مصالحها الإستراتيجية في البحرين. لكن بتغاضيها عن الاضطهاد تهدد مصير المصالح الأميركية على المدى البعيد. فالحملة الأمنية سترتدّ عاجلاً أم آجلاً على العوائل الملكية البحرينية و السعودية.

الطريق الأمثل لحماية المصالح الأمريكية هي اعتماد العلاقات مع الولايات المتحدة على إنهاء النزاع الطائفي والعمل على تفعيل الإصلاحات. و بالبدء بالبحث عن مقرّ جديد للأسطول الخامس.

الثلاثاء 10 مايو2011

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus