رأي المرآة.. «طوفة» ناصر!

2013-03-23 - 5:57 م


مرآة البحرين الرياضية (خاص): مضت الذكرى الثانية على اندلاع ثورة 14 فبراير المجيدة، وما زلنا نُسجل ارتدادات ما خلفتهُ من تداعيات على السُلطة. بعد عامين ما الذي حدث؟ من كسب ومن خسر؟ من تقدم ومن تقهقر؟

الشواهد لا زالت موشومة على الطُرقات والجُدران... مؤشرات الإصرار تحملها القبضات إلى عنان السماء، ونبرة التحدي تُعلنها في كل يوم تصدح بها الحناجر نحو الفضاء.
كل شيء يوحي أن الشعب سينتصر... الشعب الذي لا يعرف أبجديات الانكسار، ولا يوجد في قاموسه معنى الانهزام. الشعب الذي تحرك عامتهُ، ونُخبه، وعُلماؤه، وأطباؤه، ومُهندسوه، وأساتذته، ومُحاميه، وطُلابه، ورياضيوه. كُلهم أرادوا الحرية، ولم... ولن تُرجعهم إلى منازلهم دبابات المشير، ولا مدرعات وزير الداخلية ولا "طوفة ناصر"، وهذه الأخيرة نُكتة القرن الواحد والعشرين... فخذوا تفاصيلها!

عندما جن جنون السلطة من نداءات الحُرية. عندما تحسست أقدام الشعب كل شبر كان محرما في الوطن، أعلن الملك فرض حالة السلامة الوطنية. كان الهدف من ذلك تجميد بنود الدستور، وتكبيل ما تبقى من حرية مدنية، لبدء حملة تصفية مُمنهجة للنشطاء والسياسيين.

ترقب الجميع أياما قاسية. السُلطة قررت في لحظة انفعال أن تكون القبضة الأمنية هي الحل الأمثل للإجهاز على طُموحات الشعب، نزلت الدبابات إلى الشارع وفُرض حظر التجول وبعدها احتلت الجيوش ساحة دوار اللؤلؤة وارتكبت أبشع الجرائم ضد الشعب الأعزل.

من مخاضات هذه الحقبة السيئة في تاريخ البحرين، برز نجم ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية، الذي ارتكب واحدة من الأخطاء الساذجة عندما توعد الرياضيين على شاشة التلفزيون، فقد كان يُحرض أجهزة الأمن على الانتقام وأخذ القصاص من الرياضيين المُلتحقين بالثورة، وقالها على الهواء دون إدراك بأن من "يُطالب بإسقاط النظام تسقط عليه طوفه"!!

بهذه اللغة المبتذلة تحدث من هو على رأس الهرم الرياضي، فكان الضوء الأخضر لفعل أكثر ابتذالا من جلاوزة النظام وأزلامه، لبدء حملة قمعية تستهدف الرياضيين.
ما الذي حدث بعدها؟ تجدون الإجابة في هذا العدد الجديد من المرآة الرياضية التي تسلط الضوء على الانتهاكات والطريقة البشعة التي استهدفت السلطة بها الرياضيين عبر التلفزيون الرسمي للتشهير بهم وتشويه سمعتهم، وبعدها القبض عليهم.

هذا العدد يحاكي آلام السلامة الوطنية التي نتجاوز العام الثاني على انقضائها، بعزيمة أكبر وإدراك أكثر أن لا حل في هذا البلد غير أن يكون محكوما باسم الشعب، فبقاء البلد بالطريقة الحالية يعني أن الأمور تزداد سوءا. إذ لا يمكن القبول ببقاء مراهق على هرم الرياضة بعد اليوم، فقط لأنه ابن الملك!
ولا يمكن القبول بأن تكون الرياضة مساحة يلعب فيها "الشيوخ"؟

ولا يمكن نسيان جرائم الإعلاميين الذين وضعوا الضمير المهني في سيارتهم قبل دخولهم إلى الأستوديو ليحاكموا الرياضيين!
إن ذلك غير مقبول على مستوى قطاع الرياضة، وهو ما ينسحب أيضا على القطاعات الأخرى، لذلك نعود إلى ما بدأناه ونكرر: كُل شيء يوحي أن الشعب سينتصر.. الشعب الذي لا يعرف أبجديات الانكسار.. حتى وإن وقعت عليه "طوفت" ناصر!



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus