عشرات الآلاف تزف الشهيد «الجزيري» إلى مثواه وسط مطالبات بالقصاص من القتلة

2013-03-05 - 4:15 م


مرآة البحرين (خاص): وحّد دم الشهيد محمود عيسى الجزيرى غضب حشود جماهير المعارضة أثناء تشييع جنازته عصر اليوم الثلاثاء إلى مثواه الأخير بمقبرة "دعلج " بن على في جزيرة النبيه صالح، بعد 12 يوماً من اعتقال جثته في ثلاجة المشرحة بمستشفي السلمانية. وشيع عشرات الآلاف من المواطنين البحرينيين الشهيد الذي قضى بسبب عنف النظام ودمويته في التعاطي مع التظاهرات السلمية.

وانطلقت الحشود المشيعة للشهيد في جزيرة النبيه صالح، جنوبي العاصمة المنامة، عصر اليوم الثلاثاء 5 مارس/ آذار 2013، وحملوا صوره وأعلام البحرين، وشعارات تؤكد على استمرار الثورة في البحرين مهما كثرت التضحيات، ومهما بلغ عنف النظام في التعاطي مع المتظاهرين.

وندد المشاركون بالوحشية البالغة التي تتعاطى معها قوات النظام واستهدافها المواطنين في حياتهم، عبر الأسلحة المختلفة، الأمر الذي شكل منهجية واضحة تسببت في إصابة عشرات الشهداء، وكان آخرهم الشهيد محمود الجزيري الذي أصيب بطلق مباشر في رأسه مما أدى لوفاته بعد أسبوع من إصابته.

وأكد المشيعون على القصاص من القتلة والمجرمين مهما علت مناصبهم، لأن في ذلك إنصاف للضحايا وحماية لحقوق الإنسان، فالانتهاكات التي تستمر بسبب غياب المحاسبة وبسبب إفلات المجرمين من العقاب.

وأكدوا على أن مطالب شعب البحرين في التحول نحو الديمقراطية هي مطالب لا يمكن أن تنتهي بالعنف الذي يمارسه النظام ضد الشعب، ولا يمكن لاستخدام القوة والسلاح ونشر المليشيات المسلحة في المناطق لبث الإرهاب وممارسة الجرائم، أن ينهي أكثر من عامين من النضال الوطني المستمر.

وأظهرت صور الشهيد أثناء تغسيلة، حجم الإصابة التي تعرض لها، إذ تسببت في تهشم ونزيف داخلي للشهيد.

وردد المشيعون هتافات تطالب بالقصاص "مطلبنا رأس حمد.. يسقط حمد يسقط حمد"، فيما توزعت صور الشهيد على جدران بيوت الجزيرة التي تقع جنوبي العاصمة المنامة. 

وتواجدت قوات المرتزقة بآلياتها العسكرية، بكثافة، أمام المدخل الجزيرة الوحيد للجزيرة على جسر سترة، خلف وأمام مركز الشرطة، في استعراضي عضلات لإرهاب المشيعيين، إلا أن الجماهير الغفيرة بدأت تتدفق من جميع الاتجاهات مشياً وبالسيارات. فيما بدا طول جسر سترة من منطقة أم الحصم إلى دوار «ألبا» مكتظاً بالسيارات والمارة، وقد اضطر مشيعون نتيجة لذلك إلى ركن سياراتهم في مناطق بعيدة من مكان التشييع. وتوافدوا منذ الصباح الباكر حتى مع بدء مراسيم التشييع، حيث نصب الأهالي موائد الطعام للمشييعن، الذين زحفوا سيراً على الأقدام من أم الحصم وما حولها إلى الجزيرة. وقامت شرطة المرور بتسجيل مخالفات على السيارات المتوقفة على امتداد الجسر التي توجّه أصحابها سيراً على الأقددام. 

   
وبينما شقت السيارة المزينة بالمشموم، التي تحمل نعش الشهيد محمود الجزيري طريقها وسط الحشود، هتفت الجماهير الغاضبة بشعارات: "يسقط حمد!"، و"الشعب يريد اسقاط النظام!"، و"مطلبنا رأس حمد .. يسقط حمد يسقط حمد" و"لمحمود منا عهد.. يسقط حمد".

وبين نحيب النسوة على جانبي الطريق، حيث مرت الجنازة، وهتافات المشيعين، تقدم الشباب الثوري الذي ارتدي "تي شيرتات" تحمل شعارات ائتلاف شباب 14 فبراير/ شباط وراياته البيضاء في مقدمة الجنازة في استعراض ثوري مُهيب، مؤكداً بصورة رمزية على السير في ذات الدرب الذي قضى فيه الشهيد لغاية انتزاع حقوق الشعب.
وفي نهاية مراسيم التشييع الذي لم تتخلله أية مصادمات على الرغم من تواجد المرتزقة على بعد عشرات الأمتار من مسيرة التشييع، ألقى ائتلاف 14 فبراير/ شباط كلمة، أكد فيها استمرار الحشد إلى وقت إضراب الكرامة 2 في 14 مارس/ آذار الجاري الذي يصادف الذكرى الثانية لغزو القوات السعودية والخليجية  وقمع الثورة.

كما أكد ثوار 14 فبراير/ شباط على عدة فعاليات جماهيرية استعداداً لإضراب الكرامة 2 من بينها مسيرات جماهيرية يومي الجمعة والسبت المقبلين.

وإلى ذلك، قامت أجهزة الأمن بإغلاق دوار عبد الكريم  ومنافذ الديه، أثناء وقت التشييع، تحسباً لانطلاق تظاهرة تزحف نحو ميدان الشهداء «اللؤلؤة». 

  &&qut2&&
وكانت إصابة الشهيد محمود الجزيري أظهرت مدى الإصابة البليغة التي أودت بحياته، بعد استهدافه بطلق ناري في ذكرى انطلاق الثورة الثانية في 14 فبراير/ شباط 2013، إذ وجهت له قوات النظام أسلحتها واستخدمت عبواتها كذخيرة حية.

وفور تصويب السلاح الناري لرأس الشهيد الجزيري سقط على الأرض دون حراك نظراً لشدة الاصابة، ونقل للعلاج وبقي في المستشفى لأكثر من أسبوع في محاولة لإنقاذه، لكنه فارق الحياة بعدها.

والجزيري ليش أول الشهداء الذين قتلوا بسبب تصويب المقذوفات النارية مباشرة واستخدامها كذخيرة حية ضد المتظاهرين، إذ سبق أن أزهقت أرواح العديد من المواطنين بسبب ذلك، إلى جانب استخدام الأسلحة النارية والرصاص الانشطاري والحي في ذلك.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus