» تقارير
هيثم الحدّاد: وطنٌ تُحبُّه.. تُرهبك خلاياه..
2013-02-26 - 9:46 ص
مرآة البحرين (خاص): في 28 فبراير 2011، حيث الأحداث في البحرين في قمة تأججها، ومحاولة مستميتة من قبل النظام لجر البلد نحو شق طائفي، كتب هيثم الحدّاد على صفحته في الفيس بوك: "أنا شيعي أحب السنة، وصديقي سني يحب الشيعة، وأنا وصديقي نحب البحرين". هيثم هذا نفسه، متهمٌ الآن بأنه عضو في خلية إرهابية شيعية تستهدف تنفيذ عمليات إرهاب ضد السنّة! لم يشفع له حُبّه.
الحدّاد من مواليد 1978. مبدع في مجال التصميم والإعلان والخط، عمل في صحيفة الوسط لسنوات في مجال التصميم والإعلان قبل أن ينتقل إلى صحيفة الوطن، أسس بعدها شركته الخاصة Blacksheep للإعلام والإعلان والتصميم، ومن خلالها صمّم شعار رؤية البحرين الاقتصادية المعروف 2030. هيثم هذا نفسه، متهم الآن بأنه عضو في خلية إرهابية تستهدف ضرب اقتصاد البلد وتخريبها! لم يشفع له إبداعه.
دعوة للعمل..
تضررت شركته بعد أحداث 2011، مثلها مثل شركات القطاع الخاص الصغيرة التي تأثرت بالتداعيات الاقتصادية للأزمة، ووسط كساد سوق الإعلان بشكل خاص تضعضع عمله. تلقّى عرضاً للعمل في شركة بكسل للدعاية والإعلان في سلطنة عمان. كان هيثم معروف خليجياً بإبداعه وفنّه، وجدها فرصة مناسبة فصفى شركته وسافر للعمل هناك في نهاية شهر مارس 2011. وهناك عمل تدريجياً على تحسين وضعه وتأسيس شركته الخاصة بنفس الاسم السابق Blacksheep وبقى يبذل أقصى طاقته لانجاحها والعبور بها نحو الثبات في سوق العمل.
في عمان كوّن هيثم مجموعة صداقات جديدة عابرة للطوائف كما هي عادته، معظم صداقاته نشأت مع عمانيين، أحبوا إنسانه وأخلاقه وإبداعه، فيما أنشأ علاقات أقل مع البحرينيين. لهذا ُصدم أصدقاؤه من العمانيين أن يعتقل مثل هذا الإنسان تحت أي مسمّى، فكيف به يعتقل تحت مسمّى إرهابي، وكيف به يعتقل تحت مسمّى مضحك وغريب: خلية جيش الإمام؟!!!
صدمة أصدقاء عمان..
العماني محمد اللواتي كتب على صفحته في تويتر معبّراً عن صدمته بخبر اعتقال صديقه هيثم: "هيثم المعتقل المظلوم كان صديقي وأخي ومعزته خاصة عندي، والله خبر اعتقاله صدمني"، وأضاف "لم أر أي صفه من صفاته تدل على الطائفية بل كان طيبا ومتواضعا مع الكل"، وأردف: "كان فنانا مبدعا ويملك قلباً لم أر له مثيل من الطيبة والتواضع والإنسانية، الله يفرج عنك يا أخي الغالي هيثم، قلوبنا معك". وأضاف مستنكراً : "هل من العدل المعتقل الفنان المبدع المظلوم هيثم الحداد يعانق القضبان والمرتزقة المجرمون يعانقون الحرية!! تبا لهكذا معادلة ظالمة!!"، وندّد بفعل النظام البحريني تجاه شعبه: "حكومة البحرين جمعت صفات المجرمين من كل صوب من هتلر، وإسرائيل، وصدام، وأيضا بعض حكام العرب! كلهم من طينة واحدة نهايتها الى مزابل التاريخ".
غصّة العائلة..
اضغط للتكبير |
لم يمهل الاستبداد العائلة لتكمل يومها في نعيم اللقاء، ولم يمهل الغربة أن تعبّر عن مدى افتقادها لدفء الاحتضان. عند الساعة الرابعة عصراً من يوم 12 يناير، وفيما الأسرة تتهيأ لبرنامج يرفّه عن الغياب الطويل، رن جرس الباب. فتح الباب محمد الصغير الذي لا يتجاوز الخامسة من العمر. الزائرون غريبو الهيئة طلبوا من الطفل إخبار والده بالخروج فوراً.
كان الزائر هو هيئة مكافحة الإرهاب العمانية! لم يستوعب هيثم الزائر، ولم يستوعب سبب الزيارة، ولا ما تعنيه هذه العبارة: مكافحة الإرهاب. طلب الزوار الغريبون دخول الشقة والتفتيش. طلب هيثم أن يرى إذن التفتيش، ثم سمح لهم. كل شيء يحدث أمام أعين الأطفال. بقت أعينهم تلاحق عين والدهم المبهوت، كان يطالع صوب الزوار وهم يفتشون شقته بدهشة، ويطالع صوب أطفاله بحسرة وألم. أطفاله الذين جاؤوا إليه يستلون الفرح فإذا بها تقف في حلوقهم غصّة ما بعدها غصّة.
بين عمان والبحرين..
تمت مصادرة بعض ممتلكات هيثم: اللابتوب، الهواتف، وجواز السفر، كما طلبوا أيضاً هواتف كل من زوجته وأختها التي كانت حاضرة معهم، ثم بعد مشاورات صرفوا نظرهم عنها. هيئة مكافحة الإرهاب العمانية أخبرت عائلته أنه سيتم نقل هيثم إلى سفارة مملكة البحرين في عمان، وأن الأخيرة ستقوم بالتواصل معهم حول وضعه، انتظرت العائلة حتى صباح اليوم الثاني دون أن تتلقى اتصالاً، فذهبت إلى سفارة البحرين في عمان التي نفت امتلاكها لأي معلومات. ومنها ذهبت العائلة إلى هيئة مكافحة الإرهاب في عمان، وهناك تم إخبارهم بنقل هيثم إلى السلطات البحرينية بطلب منها.
بعد 3 أيام اتصل هيثم بعائلته في مكالمة مدتها ثوانٍ: أنا في التحقيقات. وبعد 10 أيام سُمح للعائلة بالتقائه، وهناك أخبر عائلته أن التهمة المنسوبة إليه هي الانتماء إلى خلية ارهابية وتحويل أموال (مصدرها إيران) من عمان إلى البحرين. والمضحك أن جميع الأسماء المتهمة معه في الخلية ذاتها بما فيهم معتقلي عمان، لا يعرفهم هيثم ولا يعرفونه، لا كأسماء ولا كأشخاص، فمعظم علاقاته في عمان كانت مع العمانيين لا مع البحرينيين.
دليل الإدانة الساذج..
اضغط للتكبير |
اقرأ أيضا
- 2024-11-13صلاة الجمعة.. لا بيع أو شراء في الشعيرة المقدّسة
- 2024-11-13ملك المستعمرة أم ملك البحرين: كيف تتعامل المملكة المتحدة مع مستعمرتها القديمة؟ ولماذا لم تعد تثير أسئلة حقوق الإنسان على فارس صليبها الأعظم؟
- 2024-11-05الجولة الخائبة
- 2024-11-03هكذا نفخت السلطة في نار "الحرب" على غزة كتاب أمريكي جديد يكشف دور زعماء 5 دول عربية منها البحرين في تأييد عمليات الإبادة
- 2024-10-29هذه النماذج التي صدّرتها عائلة آل خليفة للعالم العربي