افتتاحية.. ربيع المرأة البحرينية

2013-02-13 - 12:20 م


مرآة البحرين (خاص): في عمومه لا يتحدث هذا الملف الخاص بالمرأة والثورة عن ناشطات بارزات أو معروفات، لسن حقوقيات مشهورات ولا إعلاميات ولا عضوات في جمعيات سياسية ولا ناشطات مناصرات لحرية المرأة وحقوقها، نتحدث عن المرأة البحرينية (المغمورة) التي تمثل سواد هذا المجتمع المحافظ، لكنها بالمقابل تمثّل شكلاً مختلفاً لحراك المرأة في الربيع العربي، تخرج إلى الشارع بشكل يومي وتشارك في الاحتجاجات والاعتصامات والمسيرات بعباءتها السوداء التقليدية، تواجه خطر القمع والضرب والتوقيف والاعتقال، والإصابة أو الموت أحياناً. هي ليست فقط أم الشهيد أو أخته أو زوجته أو ابنته، وليست فقط أم المعتقل أو أخته أو زوجته أو ابنته، هي الثائرة والميدانية أيضاً. 

نتحدث عن  الحاجة مريم طريف، أم السهوانيين، التي لم ترتح منذ 30 عاماً أو يزيد، مال لون شعرها للبياض، وما لان عظم موقفها الصلب.منذ مطلع قانون أمن الدولة وحتى 14 فبراير وهي تقدم أبناءها وأبناء أبنائها للدرب نفسه.

نتحدث عن أم حسين (زهرة الشيخ) الثائرة الخمسينية منذ التسعينيات إلى ثورة 14 فبراير، لا شيء يوقفها سوى الموت كما تقول، على كتفها العلم دوما، وبيدها صور الرموز، تحضر بعنفوان الثورة. يبحث عنها الناس في كل مسيرة ليتعرفوا عليها ويقتربوا من سر عزيمتها.

نتحدث عن خديجة الموسوي زوجة المناضل العنيد عبدالهادي الخواجة، عن قصة أم بحرينية ربت 4 بنات، اثنتان منهن الآن على رأس الناشطات البحرينيات في ثورة 14 فبراير: زينب ومريم.

نتحدث عن بهية العرادي أول شهيدات 14 فبراير، بهية التي لم تعرف في حياتها السكون والركون والدعة، امتلأت حياتها بالنشاط والحيوية. التضحية للآخر كان عنوانا ونهجا لحياتها الخمسينية.

نتحدث عن فريدة غلام المرأة العابرة للطوائف والمذاهب والأعراق، عن نشأتها وسط أسرة غير منخرطة في النشاط السياسي، حتى وجدت نفسها تقترب من النشاط السياسي شيئًا فشيئًا، إلى أن تنخرط فيه من الباب الأوسع، وكيف كان الاتحاد الوطني لطلبة البحرين و"إبراهيم شريف" مفتاح هذا الباب.

نتحدث عن أحلام الخزاعي، المرأة القوية التي لم تعرف التراجع عن مطالبها السياسية منذ خطابها الشهير في منصة دوار اللؤلؤة. نتحدث عن محاولاتها المستميتة في تجذير المرأة في العمل السياسي وسط أعراف مجتمعيّة تمنع ممارسة النّشاط النّسائي.

نتحدث عن نادية اسماعيل، الفتاة التي حملت رسالة عدسة أخيها الشهيد لقنوات الإعلام، نتحدث عنها وهي تسرد حياتها الجديدة "أعيشُ ليعيشَ بداخلي أخي الشهيد أحمد إسماعيل، أشعر بأنه يشاركني أنفاسي".

نتحدث عن أماني المتروك  المختصة في مجال السكرتاريا الطّبيّة، إضافة إلى التّسويق والمبيعات. كيف تحولت إلى مصورة مسيرات وأحداث وملاحقة لمجريات الثورة دون خوف من شوزن المرتزقة وغازاتهم السامة.

نتحدث عن كفاية المبارك زوجة الشهيد عبدالرسول الحجيري، عن أسرتها الصغيرة الموجوعة، عن صوت ابنتها فاطمة، وهي تودع أباها في مشهد مشحون بالمحنة، حين نطقت بقوة حية وسط مقبرة ميتة، أبهرت العالم الذي راح ينصت آلاف المرات ليديها وهي تنتفض بكلمات هزت جدران خوفهم.

نتحدث عن (ماما)الممرضة الميدانية التي بدأ عملها من الخيمة الطبية بالدوار، عن حصارها في مستشفى السلمانية والحالات التي كانت شاهدة عليها هناك حيث الرعب من العسكر.

نتحدث عن المسعفة الميدانية التي تدير عملها عبر الـ "WhatsApp إذا تعذر وصولها، التي تجد مهمتها هناك حيث الناس المحرومون من العناية الطبية، عن حياتها الجديدة بعد 14 فبراير.

نتحدث عن امرأة "عادية" في زمن الربيع البحريني..

هذا الملف تحية إلى المرأة البحرينية "العادية" وهي تخوض عبورها العظيم غير العادي نحو الديمقراطية.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus