كاتب بحريني يرمم "الوحشية الصهيونية" من فوق ركام مجزرة الإبادة في غزة: لماذا لا نتعلم اللغة العبرية؟

2025-01-14 - 10:58 م

بعدما كرّس مقالاته في الأيام الماضية لإدانة "طوفان الأقصى" واعتباره حدثاً كارثياً على المنطقة بأسرها، فاجأ رئيس مجلس إدارة "صحيفة البلاد" والوزير الأسبق، عبد النبي الشعلة، قرّائه بمقال أقل ما يمكن وصفه بأنه محاولة لترميم "الوحشية الصهيونية" من فوق ركام مجزرة الإبادة الجارية في غزة، ربما تمهيداً لعودة السفير الصهيوني لأعماله الاعتيادية في المنامة الذي سبق وأن استضافه الشعلة وأجرى معه لقاءً في صحيفته. 

 

وفي الوقت الذي كان على الكتاب العرب أن يبحثوا في "الفجوة الإنسانية بيننا وبين الصهاينة"، تمحور مقال الشعلة الذي جاء تحت عنوان "الفجوة المعرفية بيننا وبينهم" حول فكرة تخلّف العالم العربي والإسلامي، داعياً إلى تعلّم اللغة العبرية أسوةً بالإسرائيليين الذي تفوقوا علينا من خلال تعلّمهم اللغة العربية. 

 

ولأنّ تعزيز الفكرة لابد أن يحظى بالمبررات الكافية لتمريرها وليبدوا الأمر وكأنه حرص من الكاتب على التقدّم العربي، قال الشعلة أن على العرب والمسلمين أن يقتدوا بالإسرائيليين في هذا المجال على الأقل من منطلق "من تعلم لغة قوم أمن شرّهم" بحسب قوله.

 

وتدعيماً للرؤية المنبهرة بالتطور والتقدم الصهيوني، وصف الشعلة اهتمام الإسرائيليين باللغة العربية وعلومها وثقافة العرب والمسلمين وحضارتهم وتاريخهم، وتأسيس مراكز ومؤسسات البحوث والدراسات وأقسام ودوائر دراسات الثقافة والحضارة واللغة في المعاهد والجامعات الصهيونية بـ"الجاد واللافت"، متسائلاً في الوقت نفسه: "هل ثمة إدراك وجهود مماثلة يشهدها العالم العربي في معاقله الثقافية مثل القاهرة وبيروت ودمشق وبغداد، أو المراكز الناهضة في الرياض وأبوظبي والمنامة والدوحة ومسقط والكويت؟" دون أن يذكر جهود المفكرين العرب حول هذا الأمر. 

 

واستمراراً في التعريض بـ "الفجوة"، ادّعى الشعلة أن الإسرائيليين يشجعون المبادرات الهادفة إلى تعلم اللغة العربية وممارستها ودراسة ثقافتها وينظرون إلى ذلك كضرورة استراتيجية للاندماج في المحيط العربي، بينما تعادي مجتمعاتنا من يختلف معها في الرأي، وقد اعتادت على مجافاة ومقاطعة الأعداء وقطع أي وسيلة من وسائل الاتصال بهم، وتجريم أي محاولة من محاولات التعرف عليهم، والأدهى أن من يحاول منا دراسة اللغة العبرية أو التعرف على الثقافة اليهودية يصبح شخصا مشكوكا في نواياه، وغالبًا ما يوصم بالعمالة والخيانة، واليوم يستخدم أيضًا مصطلح “مطبعًا”، وهو واقع أو نهج أدى إلى ترسيخ وتوسيع الفجوة في المعرفة المتبادلة بيننا وبين الإسرائيليين -بحسب قوله-. 

 

ولم ينتقد الشعلة في مقاله إقامة الصهاينة دولتهم على أساس اليهودية، لكنه حرص قبل أن يورد للقراء المبررات الدينية لفكرته على القول: "إنّ احترامنا وتقديسنا للدين الإسلامي يفرض علينا تجنب إقحامه في أي طرح سياسي"، كمدخلية بعد ذلك لقوله: "إلا أننا لا نستطع في هذا السياق مقاومة الإشارة إلى أن أول كلمة نزلت للمسلمين كانت “إقرأ” وهي الكلمة التي أراد لها الله سبحانه وتعالى أن تكون قاعدة الإيمان والفكر والعمل الإسلامي، وهي توجيه وتنبيه إلهي صريح وواضح إلى أن القراءة هي الحصن المنيع ضد جهل وتخلف الأمم، كما أن رسولنا الأعظم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام كان قد نبهنا أيضًا إلى الأهمية الاستراتيجية لدراسة لغة وفكر الطرف الآخر".