“احتراز أمني”.. ذريعة السلطات البحرينية لاستهداف المفرج عنهم بالعفو الملكي

2024-11-30 - 7:40 ص

“العفو الملكي بحسابٍ مؤقت.. والاحتراز الأمني كلمة السر!”

 

تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة الاعتقالات التعسفية في البحرين، حيث استهدفت السلطات مجموعة من المفرج عنهم بموجب ما يُعرف بـ”العفو الملكي”. وفي خطوة أثارت جدلاً واسعاً، لجأت السلطات إلى مصطلح غامض جديد تحت عنوان “احتراز أمني”، لتبرير إعادة اعتقال هؤلاء الأفراد دون أي تهمة واضحة.

 

والمعتقلون المفرج عنهم حديثاً، الذين كانوا يأملون بداية جديدة بعيداً عن السجون، وجدوا أنفسهم أمام موجة من الاستدعاءات للتحقيق، انتهت في كثير من الحالات بإعادة الزج بهم خلف القضبان. وخلال التحقيقات، اكتفى المحققون بالإشارة إلى “احتراز أمني” كسبب للاعتقال، دون تقديم أي أدلة قانونية، مما يطرح علامات استفهام حول مصداقية هذه الإجراءات ومدى احترامها للمعايير الحقوقية.

 

ويُنظر إلى مصطلح “احتراز أمني” باعتباره أداة سياسية بيد النظام البحريني، تُستخدم لقمع الأفراد وتقييد حرياتهم، مع فرض حالة من الترويع ضد أي محاولة للتعبير عن الرأي أو المشاركة في أنشطة معارضة. ويرى المواطنين أن إعادة الاعتقال بهذه الذريعة يعكس غياب النية الحقيقية للإصلاح، ويُفرغ العفو الملكي من مضمونه، ليصبح إجراءً شكلياً يُخفي أجندة قمعية أكثر عمقاً.

 

وهذا النهج القمعي، الذي يُنفذ تحت مظلة “الاحتراز الأمني”، يعكس إصرار السلطات البحرينية على الالتفاف على المطالب الحقوقية والدولية بتطبيق القانون.

 

ويثير هذا التصعيد الأمني تساؤلات حول مدى جدية السلطات البحرينية في تحسين سجلها الحقوقي، في وقت تتزايد فيه المطالب الدولية والمحلية بضرورة وقف استهداف المفرج عنهم وضمان حقوقهم بعيداً عن الممارسات التعسفية.

 

ويتأكد مجدداً أن حقوق الإنسان في البحرين لا تزال في دائرة الخطر، وأن من يُفرج عنه اليوم قد يُعاد اعتقاله غداً بذريعة “الاحتراز الأمني”، مما يعكس واقعاً سياسياً متأزماً يفتقر إلى إرادة حقيقية للتغيير.