اعتقال الشيخ محمد صنقور رسالة للطائفة الشيعية: الاستهداف لن يتوقف

الشيخ محمد صنقور أثناء إلقائه لإحدى خطب الجمعة في جامع الإمام الصادق بالدراز - ارشيفية
الشيخ محمد صنقور أثناء إلقائه لإحدى خطب الجمعة في جامع الإمام الصادق بالدراز - ارشيفية

2023-05-23 - 6:37 م

مرآة البحرين (خاص): لم يكن نبأ استدعاء إمام جمعة جامع الإمام الصادق في الدراز، الشيخ محمد صنقور (الإثنين 22 مايو 2023)، أمراً اعتيادياً أو روتينياً. بالشكل والمضمون قصدت السلطة كل خطوة في هذه العملية، وأوصلت رسالتها بكل وضوح لمن يهمّه الأمر.

عشرات المركبات الأمنية تحاصر منزل الشيخ صنقور لتسليمه إحضارية تطلب منه المثول للتحقيق لدى وزارة الداخلية، تلا ذلك تحقيق لساعات أحيل على إثره الشيخ للنيابة التي حققت هي الأخرى لساعات معه، قبل أن تعيده للتحقيقات الجنائية وبعد فترة من الزمن، تبلغه قرار حبسه 7 أيام على ذمة التحقيق وتوجيه التهم له مع إحالته للمحاكمة.

لكن لماذا قررت السلطات التصعيد فجأة، ولماذا استهداف أحد أبرز رموز الطائفة الشيعية في البحرين؟

ليس خافياً على أحد أن أهم خطاب للطائفة الشيعية مؤخراً بات يصدر من منبر الجمعة في جامع الإمام الصادق، وهو المنبر الذي يتجمع حوله الآلاف لإقامة الصلاة المركزية الأكبر في البحرين أسبوعياً.

من هذا المنبر وبصوت هادئ وأسلوب رصين، يوصل الشيخ صنقور رسائله السياسية بدون استفزاز، لكن السلطات لا تريد حتى هذا القدر من النقد. بالطبع فإن الأمر لا يتعلق بالنقد نفسه، فهناك خطابات أكثر حدّة يتم تصديرها عبر نشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يومي، لكن المشكلة هي في القائل وما يمثّل.

تعي السلطة أن منبر الجمعة هذا يعبر عن الطائفة الشيعية التي بدأت بتشكيل نفسها مرة أخرى، بعد أن استوعبت أقسى وأعنف ضربة على الإطلاق تمثلت في اعتقال زعيم المعارضة الشيخ علي سلمان، وحل جمعية الوفاق، واستهداف الزعيم الروحي للطائفة آية الله الشيخ عيسى قاسم.

بعد سنوات من تعطيل شعيرة الجمعة في الجامع المركزي في الدراز، عادت صلاة الجمعة في ظروف ما، وشهدت تلك العودة تصدياً من الإمام للشأن العام، عبر تعليق أسبوعي على أهم الأحداث التي تمر بها البلاد والمنطقة.

الأكيد أن هذه العودة لم تعجب الحكم، الذي ضاق ذرعاً من هذه الطائفة التي لا تعرف الاستسلام، وترفض الخضوع، ومستعدة للتضحية بنفس طويل وتصميم عال. ولهذا السبب فقد خرج بيان الداخلية بعنوان واضح نشرته صحف النظام لإيصال الرسالة لكل المعنيين، وجاء فيه أنه "لا يمكن عودة عقارب الساعة إلى الوراء".

يرى الحكم أن رفع الصوت عالياً من هذه الطائفة هو عودة بعقارب الساعة إلى الوراء، وتحديداً للحظة التي اندلعت فيها أحداث 2011، وقد بنى كل قناعته على فرضية أنها - أي الطائفة الشيعية - صمتت إلى الأبد ولن تقوم لها قائمة، لكن من قال إن الأنظمة قادرة على إبادة الشعوب بالضربة القاضية؟