الشيخ صنقور: المواطن يشعر بالغبن لأنَّ نظراءه في الدول المجاورة يحظون بما لا يحظى به

الشيخ محمد صنقور
الشيخ محمد صنقور

2023-03-03 - 4:22 م

مرآة البحرين: أكد خطيب الجمعة في جامع الإمام الصادق عليه السلام في الدراز، الشيخ محمد صنقور، أنَّ "المواطن يشعر بالغبن واليأس حين يتزلَّف المتملِّقون بازدرائه ونعته بالخيانة لوطنه لمجرَّد أنَّه بثَّ شكواه وعبَّر عن معاناتِه، أو استيائه من أداء القائمين على إدارة شؤونه".

وأكد الشيخ صنقور، في خطبة الجمعة يوم 3 مارس/آذار 2023، أنَّه "حين لا يجد المواطن مَن يُصغي لشكواه ويتفهَّمُ معاناتِه التي يكتوي بنارها ويتجرَّعُ غُصصها فإنَّ إحساساً باليأس والإحباط يَجتاح مشاعره، ويتعزَّز شعوره بالغبن واليأس حين يتزلَّف المتملِّقون بازدرائه ونعته بالخيانة لوطنه لمجرَّد أنَّه بثَّ شكواه وعبَّر عن معاناته أو استيائه من أداء القائمين على إدارة شؤونه، فحتَّى يكون مخلصاً لوطنِ فإنَّ عليه أنْ يكتِمَ آلامه ولا يبثَّ شكواه
".
وأوضح الشيخ صنقور أنَّه "حين يجد المواطنون أنَّ مشكلة الإسكان ما زالت كما كانت وكأنَّها عصيَّة على الحل، وحين يجد المواطن أنَّ من العسير عليه أنْ يحظى بالوظيفة اللائقة بتحصيله العلمي، وحين يجدُ المريض أنَّ عليه أن يتَّجه نحو المستشفيات الخاصَّة ذات الكُلفة العالية وإلا فلينتظر ردحاً من الزمن لكي يتمكَّن من الدخولِ على الطبيب المتخصِّص، وحين يجدُ الطالب أنَّ فرصه في التعليمِ العالي محدود الخيارات وأنَّ على أُسرته، على ضعفها، أنْ تبذل المستحيلَ لكي تُؤمِّنَ له التعليم المناسب لميوله واستعداده، وحين لا يجد الكثير من ذوي الاختصاص في الطب والهندسة والتمريض والتعليم وغيرها فرص الالتحاق بالعمل متاحة لهم وفي الوقت ذاته يتمُّ الاستقدام للأجانب ليشغلوا هذه التخصصات، برغم أنَّ لدينا من أبناء الوطن من يملك الكفاءة لشغلها، فحين يرى المواطن كلَّ ذلك ماثلاً أمامَه فإنَّه لن يثقَ بدعوى الجدِّية في تأمين العيش الكريم لأبناء الوطن، وسيشعر بالغَبن لأنَّ نظراءه من أبناء الدولِ المجاورة يحظون بما لا يحظى به يرغم تَشابُه الظروف أو تقاربِها".

وأضاف "حين يجد أبناء الوطن أنَّ القائمين على إدارة شؤونِهم حريصين على تأمين العيش الكريمِ لهم في المسكن والتعليم والصحة والتوظيف ومستوى الأجور والخدمات وغيرها مما يتَّصل بالمسئوليات المناطة بكلِّ حكومة فإنَّ ثقتَهم بها تتعزَّز، وقد يتفهَّمون حينذاك لو اتَّفق عجز مُتدارَك في موقع أو إخفاق يؤوب إلى تصحيح قريب في موقع آخر".

واستدرك قائلاً: "حين يجد أبناء الوطن أنَّ المشكلات التي تعاني منها هذه الشؤون منذ سنين طوال ما زالت تُراوح مكانّها من دون أنْ تجد حلَّاً يستشعر معه المواطنونَ أنَّ الأعباء المُثقَلَة بها كواهلهم جرَّاء هذه المشكلات قد خفَّت أو هي في طريقها إلى ذلك، فإنَّ ثقتهم بدعوى الجدِية في تأمين العيش الكريم تتضاءل وقد تنعدم".

وتابع قوله: "حين يجدون أنَّ التعاطي في هذه الشؤون يقوم على التمييزِ بينهم على أساسٍ طائفيّ أو غيره، يتأكَّدُ الشعور بعدم الجدِّية في المساواة حين يجدون التفشِّي لظاهرة المحاباة على أساس العلائق الشخصيَّة أو النسبيَّة".

من جهة أخرى، تطرَّق الشيخ صنقور إلى ما تمَّ نشره في بعض وسائل الاعلام من أنَّ ثمة سعياً حثيثاً وعملاً جاداً من قبل الجهات العليا المعنية لتوثيق الموقوفات كافَّة التابعة للأوقاف الجعفرية، فاعتبر أنَّه "خبر إذا صحَّ فإنَّه يبعث على التفاؤل"، راجياً أنْ "يكون صحيحاً".

وأهاب بـ "دائرة الأوقاف الجعفريَّة" أنْ "تتعاطى مع هذا الملف بشفافية تامَّة وتكشف للناس مقدار ما يتمُّ إنجازه من هذا الملف"، مشدداً على أنَّ "هذه القضية تشغل اهتمام قطاعٍ واسعٍ من الناس ولم تزل هذه القضية منذ أمد طويل مبعث توجس وقلق لدى العلماء وعامة الناس".

ودعا "إدارات المآتم والقيِّمين على المساجد والموقوفات إلى المتابعة الملحَّة لهذا الشأن مع الجهات الرسمية، فإنَّ جزءً من المسؤوليَّة الشرعيَّة تقعُ على عاتقهم".