دعا البحرينيين إلى مواصلة الحراك.. الشيخ عيسى قاسم: النظام معادٍ للإصلاح والتطبيع ضرورة لبقائه

آية الله الشيخ عيسى قاسم
آية الله الشيخ عيسى قاسم

2023-02-03 - 6:43 م

مرآة البحرين: أكد آية الله الشيخ عيسى قاسم أنَّ "النظام الحاكم في البحرين مُعادٍ للإصلاح" وأنَّ "المسار السياسي الرسمي من سيّىء إلى أسوأ"، داعياً الشعب إلى "مواصلة النضال من أجل إنتزاع الاستحقاقات الوطنية"، مشيراً إلى أنَّ "الظروف الاقتصادية الضاغطة لن تكسر إرادة الحراك"، ومُحذِّراً من أنَّ النظام يعمل لـ "الاجتثاث المعنوي والمادي الشيعة في البحرين". ونبَّه إلى أنَّ تطبيع النظام مع كيان الاحتلال "أصبح ضرورة من ضرورات بقائه بعد التخلّي عن الشعب والأمّة"، واعتبر أنَّ "استهداف الرموز المعتقلين خاصة لأنَّه أكثر إرعاباً لنفوس مَنْ دونهم".

 وأكّد الشيخ قاسم، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "الوفاق" الإيرانية الناطقة بالعربية، أنَّ "موقف النظام الحاكم في البحرين موقف مُعاد للإصلاح، وعقليته غير قابلة لتقبّل الفكرة لأنّ وراءها نفسيّة مضادة لها، كما أنَّ المسار السياسي الرسمي في البحرين وللأسف من سيّىء إلى أسوأ".

ورداً على سؤال عن احتمال قيام النظام بإصلاحات والتزامه بها، قال: "لا أمل في الأفق بذلك إلاّ أنْ يَجِدّ واقع يقود إليه حتماً"، مشيراً إلى أنَّ "المطلوب حسب الديمقراطية التي تدّعيها الحكومة السعي إليها دستور ونظام حكم من إرادة الشعب المسلم".

وشدَّد على أنَّ "الحل يكمن في مواصلة النضال الوطني والاستمرار فيه من أجل إنتزاع الاستحقاقات الوطنية لأنَّ طبيعة الأمور تقضي بذلك".

وطَمْأن الشيخ قاسم بأنَّ "الظروف الاقتصادية المُعانِدة الضاغطة على المواطن البحريني لن تكسر إرادة الحراك، وسيبقى على استمراره مُتربِّصاً كلّ الفرص للتطوير وزيادة الفاعلية والتأثير الإيجابي". ولفت الانتباه إلى أنَّ "المعارضة بدأت تمتلك إحساساً جديّاً بضرورة تكثيف الجهود وتنسيقها وتطويرها ومحاولة الابتكار الذي يضيف إليها الجديد النافع".

وبشأن تأثير إجراءات النظام ضد المواطنين مثل إسقاط الجنسية، اعتبر الشيخ قاسم أنَّ "هذه الخطوات تصبُّ في مصلحة التغيير الديموغرافي وتجفيف منابع التحريك لإرادة التغيير عند الشعب وزرع روح اليأس الموجب للاستسلام والخنوع، والشعب مدرك لذلك وعنيد في هذا الأمر".

 وفيما حذَّر من أنَّ النظام يعمل لـ "الاجتثاث المعنوي والمادي للشيعة في البحرين"، أكد أنَّ "همَّ الشيعة يشمل مصلحة الوطن كلِّه، ولا يعيشون إطاراً ضيّقاً من التفكير الطائفي الانعزالي".

وفيما يتعلَّق بأهلية المعارضة لتمثيل الشعب وإدارة البلاد، رأى الشيخ قاسم أنَّ "إدارة المعارضة للحراك الشعبي لها إيجابياتها التي يشاركها فيها الشعب، والحاجة إلى التطوير من الجميع لا توقف لها".

وحول وجود مشروع للمعارضة في البحرين، أكّد الشيخ قاسم أنَّ "المعارضة لا تواجه مشكلة في أنْ تُعلن المشروع السياسي الذي ترى فيه إنقاذ الأوضاع في البلاد وعدالتها واستقامتها في الوقت المناسب"، لافتاً الانتباه إلى أنَّ "كل التحدّي في فتح الطريق للأخذ العملي بهذا المشروع، وشق الطريق لرضوخ السياسة له".

 ورداً على سؤال عن صحة وجود "خلافات" بين أطياف المعارضة، أشار إلى أنَّ "المعارضة على طريق التخلُّص من مشكلة الخلافات المُعطِّلة والتي تعين الحكومة على الاستمرار في تهميش الشعب واضطهاده واستعباده".

 وأمل بأنْ "تُقدَّم المصلحة العامة على ما يُتَوَهَّم من مصالح شخصية أو حزبية لا تتم إلّا على حساب مصلحة المجموع وسلامة المجتمع".

وبخصوص الانتهاكات التي يتعرَّض لها الرموز المعتقلون، نبَّه الشيخ قاسم إلى أنَّ "الاستهداف للرموز خاصة فهو لظنّ أنَّه أكثر إرعاباً لنفوس من دونهم، وردعاً للشعب عن الاستمرار في الحراك والمطالبة بالحقوق".  

 وأشاد بعزيمة وإرادة الأمين العام لجمعية "الوفاق" المعتقل الشيخ علي سلمان، مبيِّناً أنَّها "طبيعية جدّاً في حقّ رجال صنعتهم الثقافة القرآنية ومدرسة الرسول الأعظم وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة السلام، واستلهموا الصمود من عطاءات هذه المدرسة وجهادها المثال، وإبائها العظيم، وإيمانها الضارب في أعماق الذات".

وأشاد الشيخ عيسى قاسم بكلمة من الرمز المعتقل حسن مشيمع "السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه"، معتبراً أنَّه "يشحن نفوس السجناء المُعذَّبين بالعزة والثقة ويكسر غرور المستكبرين والجلادين ويدخل اليأس في نفوسهم".

ونبَّه الشعب إلى أنْ "لا يُعطِّل صوت مطالبته بإرجاع حريّة السجناء المظلومين مطلقاً بسبب فارق ديني ولا مذهبي ولا قومي ولا طبقي".

  من جهة أخرى، رأى الشيخ قاسم أنَّه "لو استمر النظام في سيره الارتمائي في أحضان الكيان الإسرائيلي لانسلخت البحرين من هويتها الإسلامية والعربية، وصارت من البلدان المعادية صريحاً للإسلام المحاربة لأمّته".

وبيَّن أنَّ "الحكومة فاقدة لحالة الإنسجام مع شعبها، ولا ثقة لها فيه لِشِدَّة استهدافها له ومناقضتها لقناعاته المبدئية ومصالحها وابتعادها عن خط الأمّة وهويتها"، قائلاً: "إنّها حكومة تبحث عن استقرار كرسيها من خارج المحيط الطبيعي لها، وتبذل كل شيء في سبيل الحفاظ عليه".

وعما إذا أصبحت البحرين قاعدة للإسرائيليين في منطقة الخليج، قال الشيخ قاسم: "لَئِن صدق ذلك بنسبة ما إلّا أنَّ أرضيَّة استقراره لا تجد ولن تجد أسبابها".

ولفت الانتباه إلى أنَّ "التطبيع في نظر الحاكم الخاطئ الواهم أصبح ضرورة من ضرورات البقاء بعد التخلّي عن الشعب والأمّة".