قطر تتجاهل البحرين مجددا... المسائل العالقة الشيخ علي سلمان والدوسري الذي فقد حياته

2023-01-26 - 8:00 م

مرآة البحرين (خاص): مرة أخرى تتودد البحرين قطر لإعادة العلاقات بين البلدين، ولا يبدو أن الدوحة مستعدة للقيام بذلك حتى الآن،  في ظل غياب أية محفزات سياسية واقتصادية. 

وفي التفاصيل، اتصل ولي العهد سلمان بن حمد هاتفيا بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وأبلغه استعداد البحرين «للعمل على حل كافة القضايا والمسائل العالقة»، إلا أن رد الأخير كان باردا. 

وكما فعل في أبيه على هامش قمة الأمن والتنمية التي انعقدت في جدة (يوليو الماضي)، فعل تميم في سلمان. لم يتفاعل مع محاولاته لفتح باب للمناقشات، وانتهى الاتصال سريعا. 

وفي حين أذاعت وكالة أنباء البحرين ووسائل الإعلام الحكومية خبر اتصال ولي العهد بأمير قطر تجاهلت وسائل الإعلام الرسمية القطرية الخبر، واهتمت باستقبال الأمير لملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين الذي تم ربطه بمبادرات لتقريب وجهات النظر بين الجانبين.

وبعيدا عن تعاطي أمير قطر المهين مع الملك وولي عهده، يمكن مناقشة (المسائل العالقة) التي أبدى سلمان بن حمد استعداده لحلها، وعما إذا كان من بينها رد الاعتبار لقطر وللمتهمين البحرينيين في (قضايا التخابر).

فهل البحرين مستعدة لإنهاء هذا الملف المعلق منذ إعلان مقاطعة (5 يونيو 2017) بعد أن شكلت قضايا كيدية زجت فيها بمعارضين وأبرياء في السجن حتى توفي أحد المتهمين بعد إصابته بأزمة نفسية أدت إلى ما يشبه الجنون؟

بإمكان ولي العهد أن يبادر لحل إحدى (المسائل العالقة) مع قطر ولو صوريا من خلال إعادة محاكمة أمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان وتبرئته إلى جانب الشيخ حسن سلطان والنائب السابق علي الأسود من تهم التخابر مع قطر ورد الاعتبار لهم. 

جميع الشواهد تثبت أن الدعوى كانت كيدية وجاءت بعد قرار مقاطعة قطر وتهيئة الأجواء لشن عدوانٍ عليها كان الملك يلعب دورا رئيسيا فيه من خلال تحريض الدول الأخرى واستعداده لإتاحة الأراضي البحرينية للقوات المعادية. 

ألا يملك ولي العهد صلاحيات التوجيه لرد الاعتبار إلى حسن العربي والراحل وحيد الدوسري اللذين اتهما بتلقي أموال من وزير قطري لدعم حملته الانتخابية والتأثير في العملية السياسية؟

وفقد وحيد الدوسري حياته بعد إصابته بصدمة نفسية عنيفة داخل السجن أدت إلى نقله إلى مستشفى الأمراض النفسية للعلاج ومنها الإفراج عنه لانهياره تماما حيث توفي في منزله. 

 حيث قال علي الفضالة وهو أحد الذين التقوا فيه بعد الإفراج عنه لتدهور حالته الصحية والنفسية «منذ أن خرج من سجنه ووحيد ليس وحيد الدوسري الذي اعتدنا على كلامه و ضحكه ومزحه.. زهد في كل شي حتى الحياة». 

فمن هم في الداخل لا يهمهم كثيرا كيف تقود العائلة الحاكمة نزاعا قبليا، ما يهم هو حفظ حقوق أبرياء دفعوا ثمن ذلك النزاع غاليا. 

ليس مهم متى يتم تسوية بقية (المسائل العالقة)، وإلغاء تقويم الزبارة أو وقف مستشار الملك نبيل الحمر عن النباح على قطر أو وقف ما تسميه العائلة تحريض قناة الجزيرة عليها وعدم دفع حصتها في المارشال الخليجي، ما يهم هو المتضررين من المواطنين. 

لقد دفع الشيخ علي سلمان من حياته سنينا في السجن فيما فقد الدوسري حياته بعد انهياره وعدم تحمله لفكرة الاعتقال. فبالنسبة للبحرينيين هذه هي المسائل العالقة إضافة لحياة العوائل بين الجانبين دون خوف أو قلق. 

إن وجود الشيخ علي سلمان في السجن هو بمثابة حكم قضائي ضد قطر ورئيس وزرائها السابق، فهناك طريقان لا ثالث لهما: إما تبرئته وإغلاق الملف أو استمرار عناد الملك وحاشيته.