أوراق 2022: قداسة البابا يُفسد ما سعى له الملك... البحرين بحاجة لوقف أشكال التمييز

البابا فرنسيس وإلى جانبه الملك وشيخ الأزهر خلال زيارته البحرين
البابا فرنسيس وإلى جانبه الملك وشيخ الأزهر خلال زيارته البحرين

2022-12-30 - 7:06 ص

مرآة البحرين (أوراق 2022): في نوفمبر 2022 استضاف ملك البحرين منتدى للحوار الإنساني، ضم البابا فرنسيس بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر أحمد الطيب، إلا أن حمد بن عيسى لم يجنِ ما كان يطمح له من وراء هذا المنتدى.

ودعا الملك إلى المنتدى بهدف تحسين صورته كراعٍ لحوار الأديان، وكان الهدف هو استخدام زيارة البابا  لغسيل ما يمارسه الرجل من اضطهاد طائفي بحق الأغلبية الشيعية، إذ من شأن الزيارة باعتقاده إخفاء سجله القاتم في مجال الحريات الدينية.

مرجعيات دينية وسياسية بدورها دعت المشاركين في المنتدى ومن بينهم قداسة البابا إلى تبني موقف واضح بشأن الاضطهاد الذي يتعرض له الشعب البحريني على يد السلطة الحاكمة. 

آية الله الشيخ عيسى قاسم قال عبر حسابه على تويتر «يا مؤتمر حوار الشّرق والغرب من أجل التعايش الإنسانيّ، لا تصدّق دعوى التسامحِ أو السلامِ الحقّ أو أيّ دعوةٍ لذلك من حكومةٍ تظلم شعبَها وتفرّق بين مكوّناته، وهذه حقيقة لا تخفى على ضيوف المؤتمرات».

قاسم ظالمين».

قادة المعارضة المعتقلين دعوا إلى أن «تكون لقداسة البابا كلمة حق تستجيب لداعي الإيمان والفطرة»، مبينين أن الشعب البحريني تعرض لانتهاكات موثقة في تقارير دولية.

أما جمعية الوفاق الوطني المعارضة فقد خاطبت البابا، عشية زيارته للبلاد، مؤكدة  أن الواقع ليس كما تصوره السلطة، مشيرة إلى أن السلطة تحاول استغلال زيارة قداسته للبلاد للتغطية على واقع التمييز. 

وبحسب بيان لمنظمة هيومن رايتس ووتش فإن المعارضة ونشطاء حقوق الإنسان قد دعوا البابا فرنسيس لإثارة ملف حقوق الإنسان في زيارته الأولى إلى البلاد، فيما طلبت عوائل محكومين بالإعدام مساعدة البابا لوقف تنفيذ الأحكام المقررة بحق أبنائهم.

ونشرت «مرآة البحرين» رسائل مفترضة من الشعب البحريني، السجناء، والمهجرين إلى بابا الفاتيكان إضافة إلى تقارير عدة ضمن ملف «رداء البابوية... لنا أم علينا» وتمت ترجمتها للإنجليزية والإسبانية.

ونجحت الحملة الإعلامية للمعارضة في دفع بابا الفاتيكان لجلب ملفات حقوق الإنسان للواجهة بعد أن كان مخططا أن لا يتعرض لها الضيف الكبير. 

وفي مستهل زيارته للبلاد، الخميس (3 نوفمبر 2022)، انتقد بابا الفاتيكان الذي كان جالسا إلى جانب ملك البحرين، عقوبة الإعدام، بعد أن سعت أسر سجناء محكوم عليهم بالإعدام إلى نيل مساعدته أثناء زيارته للبحرين.

وقال البابا، مشيرا إلى دستور البحرين، إن الالتزامات يجب باستمرار أن توضع قيد التنفيذ حتى "تكتمل الحرية الدينية" وتتحقق المساواة في الكرامة والفرص وكذلك "الاعتراف الفعلي بكل مجموعة" ويختفي أي شكل من أشكال التمييز و"لا تُنتهك" حقوق الإنسان.

وأضاف "أعتقد أنه يأتي في المقام الأول الحق في الحياة والحاجة إلى ضمان أن يشمل هذا الحق دائما أولئك الذين يقضون عقوبات ولا يجب إزهاق أرواحهم".

ورحبت المعارضة بمواقف قداسة الحبر الأعظم، وقالت جمعية الوفاق «إننا نتفق مع ما قاله البابا فرنسيس، وندعو لمشروع جاد لوقف التمييز وإطلاق الحريات. حيث أطلق البابا فرنسيس حزمة من القيم والقواعد الإنسانية الضرورية والمهمة».

من جانبه قال الملك في بيان أصدره بعد منتصف الليل ردا على خطاب البابا إن البحرين «وفقا لمبادئها التي سارت عليها وهي حريصة على تأكيد حقوق الإنسان وصيانتها» على حد زعمه. 

يذكر أن شيخ الأزهر تجنب الحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين التي أشار لها قداسة البابا في مستهل الزيارة.