ماذا نعرف عن الوساطات التي تعمل على ترغيب نشطاء الخارج بالعودة؟
2022-12-29 - 3:02 ص
مرآة البحرين (خاص): منذ فترة تنشط العديد من الوجاهات الاجتماعية في الداخل والخارج للقيام بوساطات بعضها بإيعازات غير خافية لكن بعضها أيضاً باجتهادات شخصية بدافع حسن النية من أجل حثّ النشطاء في الخارج على العودة إلى البلاد. تتبرع هذه الوجاهات وبينها قطب بارز في السفارة البحرينية بلندن، ونائب سابق عين ابنه مؤخراً في مجلس الوزراء، وكذلك مسؤولة في وزارة الخارجية (تتبرع) بمراجعة ملف النشطاء لدى السلطات وتقديم طمأنات مثل أنهم لن يخضعوا إلى الملاحقة الأمنية مع بعض التسهيلات المتعلقة بإجراءات الدخول.
غير أن الطمأنات تقتصر على الجانب الشفهي فقط غير المصحوب بأي إعلان أو ضمانات مكتوبة أو أي إجراء قانوني يفيد العفو عن العائد وما شابه. فيما لا تفصح الوجاهات عن الجهات التي تقف وراءها بشكل واضح ولكن مطّلعين على الملف تحدثت إليهم "مرآة البحرين" يؤكدون بأن الجهة العليا التي تلتقي عندها جميع الخطوط التي تتحرك على الأمر ترجع في نهاية الأمر إلى ابن الملك الشيخ ناصر بن حمد بوصفه مستشار الأمن الوطني.
يؤكد هؤلاء بأن الأخير قام بتشكيل فريق من الوسطاء للعمل على ترغيب بعض الموجودين في الخارج بالعودة مع إجازة لهم استخدام تطمينات شفهية على أن يشمل الأمر أيضاً بعض الفارّين لأسباب تتعلق بقضايا مالية مالية أو شيكات بدون رصيد. ويجادلون بأن البحرين تريد بهذه الخطوة محاكاة بعض المبادرات الشبيهة القائمة في دول خليجية أخرى مثل عمان والكويت والسعودية التي تسعى لإعادة المعارضين في الخارج باتفاقات خاصة تعقد مع الأشخاص مباشرة مقابل صمتهم.
بالفعل تلقى عدد من النشطاء في المهجر لكن ليس جميعهم اتصالات مباشرة من بعض هذه الوجاهات فيما البعض تم الاكتفاء بالتحدث إلى أحد أقاربه لعرض عليه الأمر وجسّ النبض. في حال الموافقة تقتصر التسهيلات الممنوحة على وثيقة مرور أحادية الاتجاه من الدولة التي يقيم فيها المهاجر إلى البحرين ولكنها لا تشمل تجديد جواز السفر الذي يملكه أو استبداله في حال انتهاء الصلاحية حيث يتم التعلل بأن ذلك غير ممكن.
استجاب عدد من النشطاء لهذه المبادرات وعادوا إلى البلاد مع التزام الابتعاد عن النشاط السياسي حيث جرى التحقيق معهم وإطلاق سراحهم وبين هؤلاء الحقوقي حسين جواد برويز الذي كان يقيم في مدينة "تورز" بفرنسا التي منحته حق اللجوء السياسي. عادة ما يكون التحقيق شاملاً يسعى من خلاله الضابط المحقق إلى ملء الفراغ الكامل المتعلق بفترة إقامة الناشط خارج البلاد.
خلال السنوات الأخيرة ابتعد الحقوقي برويز عن أية أنشطة معارضة حيث عكف على تطوير نفسه فأتقن اللغة الفرنسية وكان يعمل كريادي أعمال في مجال السياحة والسفريات إلى جانب عمله في خدمة الإسعاف الوطني في فرنسا "JUSSIEU". وتكريماً له كنموذج مثالي ناجح للمهاجر فقد قامت بلدية مدينة "تورز" بوضع صورة برويز مع جزء من سيرته الذاتية في الحديقة الخاصة بمبنى البلدية.
باعتقاله من المحكمة يوم الاثنين 26 ديسمبر 2022 بعد شهرين من عودته وإعادة محاكمته مع الحكم عليه 5 سنوات رغم تلقيه طمأنات بعودة آمنة تكون مساعي إعادة نشطاء الخارج قد تلقت ضربة وأصبح التزام المزيد من الحذر واجبا قبل الإقدام على خطوات مماثلة.
يشار إلى أن حسين جواد برويز هو الثالث بين العائدين ممن تم النكث بالوعود التي قدمت لهم قبل العودة إلى البلاد حيث جرى اعتقالهم على خلاف التطمينات الممنوحة. ويجادل المطلعون على هذا الملف في حديثهم مع "مرآة البحرين" بأن خطوة اعتقاله موجهة أيضاً إلى بعض الوساطات التي تعمل على هذا الملف بغرض ضرب مصداقيتها وتشويه سمعتها. فيما يجري الحديث عن وجود إمكانية لإعادة الإفراج عن بعض العائدين الذين تم اعتقالهم تحت قانون العقوبات البديلة في المستقبل القريب من دون أيّ تأكيدات لذلك.