عصا رئيس الحكومة في نادي الفروسية.. هل يَعتَقِد أن كأس العالم ليست في قطر!

2022-11-20 - 12:23 م

مرآة البحرين (خاص): غاب رئيس الحكومة ولي العهد يوم 18 نوفمبر 2022 عن افتتاح مؤتمر حوار المنامة، وحضر سباقا للخيول حاملا عصاةً في يده، وتكدست خلفه غالبية الوزراء، وفي ظهره تماما سفيران بريطانيان، السفير الحالي، والسفير السابق إيان لينزي الذي أصبح موظفا لدى حكومة البحرين وتحديدا في شركة ممتلكات.
وبين كمّ الوزراء المصطّف خلف رئيس الحكومة وشيوخ العائلة، كان غريبا وجود وزير العدل رئيس اللجنة العليا للانتخابات نواف المعاودة جالسا في الخلف فاغرا فاه متفاعلا مع السباق، فوجوده في سباق الخيل كان قبل ساعات فقط من إنطلاق الدور الثاني لانتخابات يفترض أن أن يكون هو المسؤول عن إدارتها!
مشهد نادي الفروسية يلخص كل شيء، فغالبية الحكومة لا تعمل، الوزراء والرؤساء التنفيذيون وكبار موظفي الدولة يتواجدون حيث يتواجد رئيس الحكومة، يَجْرون خلفه سواءً ذهب إلى حلبة سباقات الفورملا، أو إلى مسرح الدانة، أو نادي الفروسية.
منصّة مليئة بالرجال والنساء، تفوح روائح عطورهم من الصور، الوجوه المُصنفرة، والساعات الفخمة، الأقراط اللامعة، الأقمشة والألوان الزاهية، وابتسامات بلهاء مفتعلة، لعلّها تنال رضا رئيس الوزراء الشاب.
حتى وزير العدل الذي يفترض أنه يدير الانتخابات لم تنته بعد، حضوره كان يقول الحقيقة، بأنّه أي الوزير لا لزمة له في هذه القصّة، فمن يدير الانتخابات فعلاً هم مخفيون ويلعبون خلف الستار، من وزير الداخلية ورؤساء الأجهزة الأمنية، ووزير المتابعة في الديوان الملكي أحمد عطية الله آل خليفة وآخرين.
كان مشهد العصا في يد رئيس الحكومة يقول كل شيء، فلا انتخابات ولا مؤتمر حوار ولا هم يحزنون، هذه العصا هي من تفعل كل شيء في هذه البلاد، هي القانون وهي من ينفذّه، وهي التي يستند عليها قادة البلاد في إسناد خطواتهم، وهي عصا الفداوي بكل رمزيتها التاريخية.
الغريب في ختام السباق، كان التصريح الصادر من رئيس الحكومة الذي قال إن البحرين أضحت وجهة رائدة في تنظيم المحافل الرياضية، تصريح صادم يشي بغياب تام عن الواقع، يجعل من يقرأه يفرك عينيه، ويتأكد هل هذه وكالة أنباء البحرين (بنا) أم وكالة الأنباء القطرية (قنا).
فالبحرين لا تمتلك فعلا بنية تحتية تتيح لها أن تكون وجهة رائدة للمحافل الرياضية. فعلى بعد كيلومترات قليلة من حدود البلاد تستضيف الجارة قطر أهم حدث رياضي في العالم حاليا، بطولة كأس العالم لكرة القدم، ولا أحد في هذا العالم يدري عن سباقات الخيول في البحرين إلا شيوخ العائلة الحاكمة، والموظفون الجالسون خلف مقعد رئيس الحكومة.
مشهد نادي الفروسية أمس انفصال تام عن واقع البلاد والعباد، وعن حقيقة بسيطة: بطولة كأس العالم تقام في قطر.