التعليق السياسي: بابا واحد بشيخ الأزهر وسيد علي الأمين
2022-11-08 - 1:21 م
مرآة البحرين (خاص):
بين بابا الفاتيكان فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب يربح البابا؛ وبينه وبين المرجع الشيعي اللبناني سيد علي الأمين يربح البابا أيضًا. إذ لا مجال للمقارنة بين عالم لاهوتي حرّ مستقل مهاب سيد قراره ورجليّ دين مسلميْن بان واضحاً كم أخذت مجاورة الحكّام من هيبتهما وإرادتهما.
لقد جاء البابا البحرين فاستغل ثقله الديني المسيحي الكبير ورمزيته العالمية لتسليط الضوء على اضطهاد جماعة ليست من دينه فقدم النصيحة الأمينة الصادقة لمن يجب أن يستمع لها؛ فيما جاء الثاني والثالث واستمتعا بإقامة مريحة وأطباق الأكل اللذيذ وغادرا.
لامس البابا عصب المشكلة الرئيسة في البحرين بالدعوة إلى وقف التمييز الديني وإيقاف الإعدامات واحترام حقوق الإنسان وطيّ صفحة 2011؛ أما شيخ الأزهر فأراد أن ينهي أزمة 14 قرن من خلاف السنة والشيعة على حساب البحرينيين ناسياً أن البحرين بلد صغير على الخارطة قليل التأثير في لعبة الكبار فضلاً عن أنها ليست مكان فتنة سنة شيعية.
رغم ذلك فإنه يُحسب لشيخ الأزهر أجر الاجتهاد الخطأ فهو رأى سطوة أضواء البابا فحاول اللحاق به بلا فائدة. وأما السيد علي الأمين فيبدو في وادٍ آخر غير واد إنما متاهة من الضياع داخل متاهة داخل متاهة داخل متاهة لا تُرى لها نهاية.
لقد صرح الأمين بأنه يريد نسيان خلافات الماضي لكن ممتدحاً في الوقت نفسه دولة تقوم بطباعة كرّاسات تعبوية لعناصر جيشها تعتبر طائفته نوعاً من الشرك وتسمي أفرادها عباد أضرحة كما تلاحقهم وتسجنهم سنويا بحجة ازدراء يزيد بن معاوية قاتل الإمام الحسين.
أثبت البابا أن استقلال المؤسسة الدينية أمر يُعَوّل عليه في قول كلمة الحق وأما ارتهان هذه المؤسسة للحاكم فلا تُرتَجى منه غير شهادة الزور. وهذا ما فعله أعضاء المجلس المدعوم إماراتيا المسمى "مجلس حكماء المسلمين" بعضوية الشيخين الجليلين شيخ الأزهر وسيد علي الأمين عند إشادته بنموذج "التعايش" في البحرين الذي لا يعرف عنه أحد ولا يصدّقه سواهما وأشباههما ومن طلب الباطل فأصابه.