عبس «بو صندل» ثم بَسَر ثم تنمّر

النائب السابق عن كتلة الأصالة السلفية إبراهيم بوصندل في إحدى جلسات البرلمان - ارشيفية
النائب السابق عن كتلة الأصالة السلفية إبراهيم بوصندل في إحدى جلسات البرلمان - ارشيفية

2022-09-15 - 9:28 م

مرآة البحرين (خاص): أدلى النائب السابق إبراهيم بوصندل بتصريحات عبر حسابه في "تويتر" هاجم فيها قناة "اللؤلؤة" الفضائية، لنشرها تغريداته الناقدة للحكومة، متهماً إياها بالطائفية.

لو كان متهم قناة "اللؤلؤة" بالطائفية ليس إبراهيم بو صندل ولا قيادي جمعية "الأصالة" ولا عضو كتلتها البرلمانية السابق لأمكن التعاطي مع ما ذكره على أنه رأي في "الرأي الآخر"، لكنه عضو الجمعية التي رفض نوابها بإلحاح وكان هو على رأسهم مرتين على التوالي تمرير مشروعين في البرلمان لتجريم التمييز الطائفي.

بوصندل نفسه الشخص الذي اتهم شيعة البحرين بـ"الشرك" و"عبادة القبور والأضرحة" في مقاله الموسوم "الانتماء بين رفيق الحسيني ومجيد العلوي" المنشور في صحيفة "البلاد" في 6 مايو 2014 ما استدعى رد الباحث التاريخي بشار الحادي عليه قائلاً له "ليس لدينا من يعبد الأضرحة يا أبا صندل".

هو عضو الجمعية التي أشرف أمينها العام عبدالحليم مراد وقياديوها البارزون الآخرون على حملة "تجهيز غازي" الإرهابية لتمويل "الجهاد" والتغرير بالشباب البحريني للذهاب والقتال في الخارج كسوريا والعراق حيث انتهت أمور بعضهم هناك مع "داعش" و"النصرة"

بوصندل أيضاً عضو الجمعية التي شاهد البحرينيون بالفيديو والصورة جميع قياديي صفها الأول يصطفون وراء الرشاشات و"الآربيجيهات" في الأراضي السورية بعد دخولهم لها متسللين من تركيا في نفس الفترة وبنفس الكيفية التي تسلل بها جميع التكفيريين وإرهابيي العالم. 

هو عضو الجمعية التي وقف القيادي فيها الشيخ فيصل الغرير أمام الكاميرات في 2013 متفاخراً بأن "تعداد المقاتلين الذين تكفلت بتجهيزهم على مدى أربعة أشهر فقط بلغ 1640 مقاتلاً".

يخاطب بو صندل "اللؤلؤة" قائلاً إنه لا يفرح بنشرها تغريداته التي تتناول أمور الشأن العام ويملي عليها متنمّراً نشر بجاحته في مخاطبتها كوصفه لها بـ"الطائفية" متصورا بأنه أوقعها في فخ عظيم.

لكن لماذا يعتقد بو صندل أنّ عملية نشر أو إعادة استخدام تغريداته التي يبثها في حسابه الشخصي بشكل علني ينبغي أن تنتهي بإفراحه وتفريج أساريره؟ 

لماذا يعتقد أن على ناشر تغريداته أو مستخدمها واجب جعله يفرح وتعويضه عاطفيا حتى يحلّ له نشرها أو استخدامها؟ بل لماذا يعتقد أن من  حقه أن يملي على وسيلة إعلام كائناً ما كان رأيه فيها وخصومته معها كيفيّة عملها أو ما الذي تنشره ولا تنشره؟

ثم من هو "الطائفي"؟ القناة المعارضة التي نشرت تغريداته هو هو السلفيّ الحكومي كما فعلت "اللؤلؤة"، أم رافض وجود قانون يجرم التمييز الطائفي كما فعل هو هو بالضبط؟

ما ينبغي أن يفهمه بو صندل أنه نائب برلماني سابق وعضو جمعية سياسية قائمة مشتبكة مع المجال العام لذا فهو شخصيّة عمومية وتعليقاته أياً كانت وفي أيّ وسيلة جاءت هي هدف للرصد والتحليل والاستخدام سواء أفرح ذلك قلبه أم لم يفرحه، لا يهم.

إن نشر تعليقاته أو عدم نشرها من قبل أي وسيلة إعلام، كلها أو أجزاء منها؛ أخذها على علاتها وتفاهاتها أو توظيفها في سياقات؛ ليس هذا شأنه ما دام يلقمها في حساب مفتوح متاح للرأي العام وتمس شؤونه. الحق معه فقط حين يتم تحريفها أو تزييفها.