البحرين في مذكرات كوشنير: السّباق من أجل التّطبيع في البيت الأبيض

الرئيس الأمريكي السّابق دونالد ترامب محاطًا بفريقه في البيت الأبيض، ويظهر صهره جاريد كوشنير
الرئيس الأمريكي السّابق دونالد ترامب محاطًا بفريقه في البيت الأبيض، ويظهر صهره جاريد كوشنير

جاريد كوشنير - كتاب تغيير التاريخ: مذكرات البيت الأبيض - 2022-09-06 - 4:36 م

ترجمة مرآة البحرين

"في الوقت المحدود الّذي حظينا به في الرّئاسة في البيت الأبيض، شكّل كلّ يوم سباقًا بالنّسبة لنا. وفي محيط بلغ الضّغط فيه أقصى الدّرجات، تعلّمت أنْ أتجاهل الضّجيج وكلّ ما يُشَتّت الانتباه، والدّفع بدلًا من ذلك باتجاه نتائج من شأنها تحسين الحياة. على مدى أربعة أعوام، ساعدت في إعادة التّفاوض في أكبر صفقة شهدها التّاريخ، وتمرير إصلاح نظام العدالة الجنائية من قبل الحزبين، وإطلاق عملية السّرعة القصوى (Ward Speed) لتأمين لقاح آمن وفاعل في  وقت قياسي ضدّ فيروس كوفيد-19.

ومتأثرًا بدرجة تعقيد المهمة، نسّقتُ بعض أهم الاختراقات في عالم الدّبلوماسية في الخمسين عامًا الماضية. ووقّعت خمس دول، ذات غالبية مسلمة -هي الإمارات العربية المتحدة والبحرين وكوسوفو والمغرب والسودان- اتفاقيات سلام مع إسرائيل. كما حلّت المملكة العربية السعودية وأعضاء آخرون في مجلس التعاون الخليجي خلافًا دبلوماسيًا واقتصاديًا مريرًا مع قطر، ما يُمَهّد الطّريق للمزيد من صفقات السّلام في المستقبل.

شكّلت اتفاقيات أبراهام نقطة تحوّل حقيقية في التّاريخ. وفي حال دعمها وتعزيزها، ستتمّكن من وضع حد نهائي للصّراع العربي الإسرائيلي الّذي ظهر منذ بداية تأسيس دولة إسرائيل، قبل خمسة وسبعين عامًا. أساسًا، بإمكان مئات الآلاف من العرب الحجّ إلى الأماكن المقدسة في القدس. يؤسّس المبتكرون والعلماء وروّاد الأعمال الإسرائيليون والعرب شراكات لخلق فرص العمل وإنشاء البنية التّحتية وتحسين حياة النّاس في جميع أنحاء الشرق الأوسط وحول العالم.

مع تقدّمنا في استراتيجيتنا في الشرق الأوسط، لم نستطع أن نناقش علنًا نهجنا أو الإشارات الإيجابية الّـتي كُنّا نلمسها لدى القادة العرب. تقدّمت مفاوضاتنا في منحىً خطير. وكان بإمكان تسريب واحد، حدث في غير توقيته، أن يدفع التّقليديّين في المنطقة إلى معارضة القادة العرب الّذين تخطّوا الماضي لصنع السّلام مع إسرائيل.

في البداية، رفض الخبراء أهدافنا مؤكّدين أنّها مستحيلة، وابتهج النُّقّاد بكلّ خطوة تعثّرت فيها. لكنّني على الرّغم من ذلك اتّبعتُ ما وجدتُ أنّه المسار الأكثر منطقية للمُضي قُدُمًا. منذ أن تركتُ الحكومة، غالبًا ما سألني النّاس كيف توصّلنا إلى هذه الإنجازات. بذلتُ قُصارى جهدي في هذا الكتاب لتدوين الأحداث المفاجئة الّتي جعلتها [الإنجازات] ممكنة.

منذ أن غادرتُ الحكومة، سألني الناس كثيرًا كيف وصلنا إلى هذه الاختراقات. لقد بذلت قصارى جهدي في هذا الكتاب لتأريخ الأحداث المفاجئة التي جعلتها ممكنة.

حاول عدد من المؤلفين -بمن في ذلك كبار المسؤولين السّابقين في الإدارة [الأمريكية]- شرح [سياسات] ترامب من منظور تقليدي. تفشل غالبية هذه الرّوايات في نقل كيفيّة تفكير ترامب، وأسباب تصرفّه بالطّريقة الّتي يعتمدها، وما حدث فعلًا في المكتب البيضاوي. لطالما كانت الحقيقة مختبئة على مرأىً من الجميع. حقّق ترامب، بأسلوبه غير التّقليدي، نتائج ما كان بالإمكان تصوّرها: خمس صفقات تجاريّة رئيسة، وتخفيض ضرائب الأُسَر العاملة، وإصلاح نظام العدالة الجنائية، [الوصول] إلى أدنى معدّل للبطالة خلال خمسين عامًا، و[تأمين] لقاح لفيروس كوفيد-19 في أقلّ من عام، ومواجهة الصّين، وهزم داعش، وتفادي نشوء حروب جديدة،  وصفقات السّلام في الشّرق الأوسط".  

 

  • ص 11-12 من كتاب "Breaking History: A White House Memoir" لجاريد كوشنير، صهر الرّئيس الأمريكي السّابق دونالد ترامب ومستشاره