(يوم الوفا) ما قدمه الحجيرات في البحرين... فلماذا تم إبعاده؟

صورة من انتاج يوم الوفا الذي قام الحجيرات بإنتاجه في البحرين قبل منعه من المشاركة في مجالس العزاء
صورة من انتاج يوم الوفا الذي قام الحجيرات بإنتاجه في البحرين قبل منعه من المشاركة في مجالس العزاء

2022-08-05 - 8:19 م

مرآة البحرين (خاص): محمد الحجيرات أحد الأسماء البارزة في مجال الإنتاج الفني والعزاء الحسيني، أدى إبعاده عن البحرين خلال موسم عاشوراء إلى ردود فعل شعبية متباينة على مستوى المنطقة. 

وشارك الحجيرات في مجالس تعزية في مآتم في العاصمة المنامة، كما قدم انتاجا مصورا كان الأبرز له خلال هذا العام، وهو من كلمات الراحل الكبير الشاعر غازي الحداد. 

وقدم الرادود الكويتي لونا مميزا من خلال عمله (يوم الوفا) الذي أنتجه في البحرين، موظفا تراث الراحل الحداد وقدراته الصوتية الهائلة على أداء الأطوار والمقامات المختلفة.

ويتضمن النص الذي كتبه الحداد 6 مقاطع. في حين تصف المقاطع الأولى بطولة العباس بن علي (ع) وشجاعته عندما برز قاصدا نهر الفرات، تصف المقاطع الأخيرة لحظات استشهاده بصور تفصيلية ومشاهد تصويرية وحوارات مؤثرة. 

وكتب الحداد قصيدته -التي جاءت في نحو 86 سطرا شعريا- هجينة بين الشعر النبطي والدارج البحريني، وكانت هذه واحدة من التجارب النادرة التي قام فيها الحداد بإدخال الشعر النبطي على قصائد الموكب. 

ووقع اختيار الحجيرات على نص (يوم الوفا) من بين نصوص عديدة للراحل الحداد تم تقديمها له، وعرف بحسه الفني أن لحنا بحريا قد يكون هو الأنسب لأداء مثل هذا النص الفريد. 

داوود العلي، مغرد كويتي، عبّر عن إعجابه الشديد بالعمل، مشيرا إلى أن الكثير من الرواديد الخليجيين بدأو في تقديم أطوارا من داخل ثقافة المجتمع، بعد أن سيطرت أطوار جنوب العراق على أعمالهم. 

ورأى أن ذلك يمثل حالة إيجابية، بحيث يمكن لتلك الأطوار أن ترسخ وتعكس ثقافة المجتمع والتعبير عن هويته، متابعا «لقد حكرنا أنفسنا في تلك الأطوار وابتعدنا عن ثقافتنا السواحلية». 

وأشار العلي إلى أن أحد الأمثلة البارزة التي تعكس ثقافة المجتمع هو عمل (يوم الوفا). مضيفا «لاحظ ابداع الحجيرات بكلمات المرحوم الشاعر غازي الحداد وتناسق اللحن مع الكلمات وارتباطهم بالثقافة البحرية. عمل عظيم».

 

 

قريبون من الحجيرات أبلغوا «مرآة البحرين» أن «الملا أبو مهدي لا يرغب في أن يتطور حدث مغادرته البحرين»، وقالوا إنه لا يريد معارضة قرار الحكومة البحرينية أو أن يكون سببا في توتير أجواء موسم عاشوراء. 

أما فيما يخص العمل فأكدوا أن النص كان لافتا، وأراد الملا من خلاله تقديم شيء قريب من المجتمع. 

وتابعوا «ليس هو فقط بل أصدقاء كثيرين من البدو والطائفة السنية الكريمة أبدوا إعجابهم بالنص والأداء الذي قدمه الحجيرات (...) بعضهم أدمن على سماعه منذ إصداره قبل أيام. كم هو أمر جميل أن تسمع مثل هذه التعليقات». 

يقول الكويتي عبدالله السبيعي «هذا شغلنا (أسلوب البدو في الكتابة)، الأبيات عبقرية. أطربني كثيرا خصوصا المقطع الأول من العمل».

ويعتبر (يوم الوفا) من الأعمال المتوسطة حيث تصل مدة التسجيل 7 دقائق فقط. وأدى الحجيرات الأبيات الستة الأولى من 3 مقاطع اختارها بعناية بحيث يضمن عدم الإخلال بتسلسل الأحداث والمعنى. 

ومن المتوقع أن يشجع اللون الذي قدمه الحجيرات رواديد خليجيين آخرين على تقديم مثل هذه الأطوار القريبة من الثقافة البحرية.

يشار إلى أن السلطات البحرينية أبلغت الحجيرات أن إحياء مناسبة عاشوراء في البحرين يقتصر على المواطنين والمقيمين وأنه لن يسمح له أن يشارك في مجالس العزاء.