الشيخ الديهي في مقابلة معه: قرار التغيير الفعلي بيد النظام والمعارضة لن تتحدث عن الانتخابات المقبلة الآن

من المقابلة مع الشيخ حسين الديهي (صورة للشاشة)
من المقابلة مع الشيخ حسين الديهي (صورة للشاشة)

2022-04-13 - 12:19 م

مرآة البحرين (خاص): 

أجرى الصحفي البحريني حسين خلف مقابلة مع نائب أمين عام جمعية الوفاق الشيخ حسين الديهي، استطلع فيها آراء ومواقف جمعية الوفاق الوطني الإسلامية في عدد من القضايا. في البداية، توجه سماحة الشيخ الديهي بالتّهنئة للجميع بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، متمنيًا أن يكون شهر خير وبركة على عموم المسلمين، وعلى شعب البحرين خاصة.

وصرّح الشيخ الديهي في المقابلة أنه "إذا أردنا إجراء إطلالة بسيطة على المشهد السياسي، سنجد أنّ النظام بعد أكثر من عشر سنوات يراكم الأزمات على نفسه، ولم يجد لها أي حل جذري".

ولفت الديهي إلى أنّ "النظام لم يعد يحظى بهذه المقبولية لدى غالبية شعبه، حتى لو كان الشعب محكومًا بالتّرهيب والقوة والقسوة والبطش والسجن، وفُرِض عليه الصمت والسكوت، إلا أنّه ليس بإمكان أحد أن يقرأ هذا الصمت لديه".

وتساءل الديهي عن موقع النظام الآن من الأزمة ومن حل المشاكل الموجودة، لافتًا إلى أن "المؤسسات الدستورية أصبحت موضوع "تندر واستهزاء" من قبل الناس لأنها مؤسسات صورية، وحتى بنظر المجتمع الدولي"، و"القضاء مسيس هو مسيس ولا يمكن الاعتماد إليه، وقضية الشيخ علي سلمان، هذه الأيقونة التي يجب أن يتغنى بها شعب البحرين،  مثال على ذلك". 

وأشار الديهي إلى أن الإعلام في البحرين "إعلام هزيل ضعيف ميت قاتل لا يمكن قراءته ولا مشاهدته، ولا يمكن له التعبير عن تطلعات وآمال الناس، لأن طريقة تسييره معروفة. أما "الحكومة، فتتغير فيها الوجوه، لكن السياسات والممارسات والأساليب هي ذاتها، وليس هناك أي دليل على التّغيير على مستوى الأداء الحكومي".

وفي ما يخص المؤسسات الأمنية، فإنها "لم تعد موضع ثقة الشعب البحريني الّذي ينظر إليها على أنّها مؤسسات قمعية، تمارس القتل وأبشع أنواع التّعذيب".

وعن أداء ولي العهد بعد مرور عام على توليه رئاسة الحكومة، قال الديهي إنه "كمراقب ومتابع، لم أشهد أي تغير جذري يمكن الاعتداد به في هذا الجانب، ولا يزال هناك فرصة كي يمارس ولي العهد دورًا إيجابيًا وأن لا تكون هذه الحكومة كسابقاتها".

وردًا على سؤال أنّ الوفاق دعت إلى مؤتمر عام للمعارضة تلبية لدعوة آية الله الشيخ عيسى قاسم (حفظه الله) بألا تقف المعارضة موقف المتفرج" وأن لا تكون في حالة تفرج وانتظار غير مسؤول، وأسباب عدم انعقاد المؤتمر، لفت الديهي إلى أنّه "يمكن أن يقول أحدهم أن المعارضة لم تحقق مطالبها، غير أنها لم تتوقف وهي على طريق تحقيق أهدافها، لم تتراجع ولم تتنازل عن مطالبها، وما زالت متمسكة برؤيتها، وهي قريبة من الناس وهمومهم ومشاكلهم".

وأشار الديهي إلى أن "المعارضة لم تمارس ما ارتكبه النّظام من تنازل عن القضية المركزية للأمة، ولم ترتمِ في أحضان الصهيونية كما فعل"، الّذي راكم، بقيامه بذلك، أزمة جديدة على نفسه.

وقال الديهي إنّ  قرار التغيير الفعلي بيد النظام، "فالإرادة الجدية لتحقيق خلاص هذا البلد من أزماته المتراكمة غير موجودة لدى المسؤولين"، أما المعارضة "فهي تمارس دورها الطبيعي، وعينها على مصلحة الوطن، لا على المصالح الحزبية والشخصية".

وأكّد الديهي أنّه "كما قال آية الله قاسم، يجب ألا يكون انتظار المعارضة غير مسؤول من دون فعل أو عمل، وألا تضع يدها على خدها لتراقب متغيرات الوضع الدخلي أو الإقليمي أو الدولي"، بل يجب "أن تكون فاعلة، وهذا هو اليوم وضع معارضتنا التي تعمل بإخلاص وجديّة بحسب إمكانياتها، مضيفًا أن "هذا جهاد في سبيل الله وجهاد من أجل الوطن، والعمل مستمر في هذا الإطار".

ولفت الديهي إلى أن "جمعية الوفاق كانت منذ نشأتها سبّاقة في توحيد كلمة المعارضة من أجل تحقيق المطالب، ونعمل على أن تكون أرضية العمل المشترك بيننا وبين أخوتنا قائمة وفاعلة"، وهي سعت إلى "التشديد على القواسم المشتركة، وما أكثرها، ولكن لبعض الظروف اللوجستية وغيرها، تم تأجيل هذا المؤتمر، وإرجاء الفكرة إلى حين نضجها بشكل أفضل، مع استمرار التواصل واللقاءات بين مختلف أطياف المعارضة لما فيه مصلحة الوطن".   

وعن الانتخابات وقانون العزل السياسي، قال الديهي إنّ "هذا الحديث مبكر في ظل الأزمات التي صنعها النّظام، وفي ظل مراوحة سياسات النظام وضعها الحالي، ومنها التمييز، والمعتقلات التي تضج بالسجناء، والتجربة البرلمانية الحالية الفاشلة بنظر غالبية الشعب البحريني بكل أطيافه، الّذي يرى فيها تجربة مخجلة وفاشلة وبصّامة، فهي مجرد دوائر حكومية تصدق على ما يريده النظام والحكومة، ومن غير الممكن الحديث عن الانتخابات في ظل هذه الصورة السوداوية، إلا إذا أقدم النظام، وهو صاحب القرار السياسي، على فعل سياسي جاد ينقذ هذا البلد".

وأكّد الديهي أن "النظام هو الذي أوصد الأبواب، وهو الذي يوقف الحل السياسي في البحرين، وليست المعارضة الّتي مدّت يديها، وتقدمت بمجموعة من المبادرات التي ترى فيها إصلاحًا سياسيًا للواقع في البحرين".

وردّ الشيخ الديهي أيضًا على مجموعة من الأسئلة تناولت الملف الحقوقي الّذي وصفه بـ "الشائك" إذ يواصل النظام الالتفاف على متطلبات المجتمع الدولي، بإجراءات ترقيعية بما في ذلك مذكرة التفاهم التي ستوقّعها البحرين مع مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وسجون البحرين التي تعج بالسجناء والمعتقلين السياسيين منذ الستينيات. كما تحدث أيضًا عن علاقات المعارضة مع السلك الدبلوماسي الغربي، فأكد "تواصل الوفاق مع المجتمع الدولي، بما في ذلك اللّقاءات مع مجموعة من الدبلوماسيين والسفراء في الاتحاد الأوروبي والعالم العربي"، وأنّ العلاقات مستمرة أيضًا "عبر المراسلات والمكاتبات"، على الرّغم من أن "المصالح الكبرى، خاصة مع دول الخليج، تدفع هذه الدول لغض النظر عما نشهده من ظلامات في وطننا، فهم يخشون أن تتدهور مصالحهم الاقتصادية في حال وقفوا إلى جانبنا". 

وعن التطبيع مع إسرائيل، وما إذا كانت السلطة حققت مكاسب منه عبر اللوبيات اليهودية في الخارج، قال الديهي إنّ "السلطة واهمة في هذا الإطار، فالكيان الصهيوني مؤقت، وإلى زوال، وكذلك الاتفاق معه إلى زوال، وبزواله ستزول كل هذه المؤثرات، ولا بد من العودة إلى الشعب وإرادة الشعب وتحقيق متطلباته، والعودة إلى أحضان المجتمع العربي والإسلامي الّذي يدافع عن القضية الفلسطينية بدًلا من الارتماء في أحضان الصهيونية التي لن تجدي نفعًا ولن تجلب خيرًا للبحرين". 

ودعا الديهي إلى "العودة إلى الشعب وإلى أحضان القضية الفلسطينية وإلى صفوف من يدافعون عن هذه القضية، فالاصطفاف مع الكيان الصهيوني لن ينتج لكم أي شيء، وأمريكا لن تستطيع أن تحميكم". 

وبشأن المصالحة الأخيرة للدول الخليجية مع قطر، ووضع قضية الشيخ علي سلمان، في أعقاب تصريح وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم في برنامج "الصندوق الأسود" بأنّه أجرى الاتصال، الذي أدين الشيخ علي سلمان بموجبه، بحضور الملك حمد شخصيًا، وبإذنه، وكون شهادته واضحة وعلنية، ومسألة تحريك قضية الشيخ علي سلمان، قال الشيخ الديهي إنّ "الشيخ علي سلمان ظُلِم وتمّ تلفيق الأمور لإبقائه في السجن بعيدًا عن شعبه، وكلّنا شهود على هذه المرحلة ونعرف تفاصيلها، والملك وولي العهد وكل المسؤولين يعرفون كذب هذه الادعاءات، لكّن هناك إرادة بإبقاء الشيخ علي سلمان في هذا الوضع حتى لا يكون له التأثير الإيجابي المطلوب، لأنهم يعرفونه ويعرفون تأثيره على قرارات وتوجّهات شعب البحرين".  

وأكّد الشيخ الديهي أنّ قضية الشيخ علي سلمان تُثار في الداخل والخارج حسب الإمكانيات والمعطيات المتوفرة لدينا، و"لن نسكت عن هذه الظلامة، فألمُنا أن يبقى الشيخ علي سلمان، هذه الأيقونة السلمية، في السجون، وهذه ظلامة من ظلامات شعب البحرين". 

لمشاهدة المقابلة كاملة على يوتيوب