» تقارير
تشيع الشهيد 114 على أطراف قصر أول ملوك آل خليفة: ياعلي.. مع السلامة!
2012-09-29 - 3:57 م
مرآة البحرين (خاص): عند الساعة الحادية عشرة وعشر دقائق مساءً، ليل أمس الجمعة، وخلال مواجهات فعالية "ياغيرة الله اغضبي" التي ألهبت شوارع بلدات ومدن البحرين، أطلق مرتزق تابع لوزارة الداخلية البحرينية النار من مسافة ثلاثة أمتار بمسدس رصاص الشوزن الانشطاري، على جسد الشاب علي حسن نعمة الذي كان في تظاهرة في بلدة صدد التي يفصلها أمتار عن قصر الملك المُسمّى بقصر الصافرية. في الساعة الواحدة والثلث فجر السبت 29 سبتمبر توقف قلب الفتى علي حسن نعمة عن النبض ليصبح لقبه من تلك اللحظة: الشهيد علي حسن نعمة..
بعد أربعين يوماً بالتمام والكمال من استشهاد الفتى حسام الحداد، سقط الشهيد 114 في ثورة اللؤلؤة علي حسن نعمة، ذهب والداه وأهله لمكان سقوطه فتمّ قمعهم، سحب المرتزقة الجثة ليخفوا آثار جريمتهم. أصدرت وزارة الداخلية بياناً قالت فيه إن دورية تابعة لها تعرضت لهجوم إرهابي وإن "ارهابياً" أصيب فسقط في يد رجالها. في الجهة المقابلة هناك الصور التي التقطت لجثة الشهيد، أظهرت بجلاء أنه أصيب في ظهره ما يعني إن اتهامه بالقيام بهجوم إرهابي، حركة استباقية لتبرير القتل المتعمد.
آخر ما أرسله الشهيد علي لأصدقائه من جهاز البلاك بيري كان خبراً عن وفاة حفيد الشهيد الحاج عيسى عبدالحسن، وختم رسالته بكلمتين كان لهما الوقع الرهيب في قلوب محبيه، كتب: مع السلامة. كان يقصدها فعلا.. مع السلامة!
سيخلو غداً مقعده الدراسي، سيفتقده معلموه، تلميذاً متفوقاً محبوباً على أبواب التخرّج، بهيّ الطلعة، يقف في صف والدته فتتأمّل طوله بجانبها، لكنه اليوم لا تقوى أن تقف أمام جسده الممدود على المغتسل.. شهيداً ذا جسد مليء بثقوب رصاص الشوزن، ورقبة مكسورة وجمجمة مهشمة، وجسد ازرقّت أطرافه من السحل.. ولكن شفتيه تنفرجان عن ابتسامة.. لعلها ابتسامة الشهادة.
جمعية الوفاق، تتبعت تفاصيل حادثة استهاد علي حسن نعمة، وأصدرت بياناً قالت فيه "كشفت تفاصيل استشهاد علي حسن نعمة (17 عاماً) الذي قتلته قوات النظام في البحرين أمس الجمعة (28 سبتمبر 2012)، عن ترصد القوات بالمتظاهرين وإطلاق النار عليه من مسافة لا تتجاوز 3 أمتار حينما كان يفر منهم بعد مسيرة سلمية خرجت للتعبير عن الرأي في المنطقة وتعرضت للقمع".
أفاد شهود عيان للجنة الرصد في جمعية الوفاق، شاركوا في المسيرة السلمية: داهمتنا خمس دوريات لقوات النظام قادمة من جهة دوار المالكية، وكانت تسير بسرعه جنونية مما اضطرنا للانسحاب والاختباء... عادة بعد الاختباء نقوم بكشف المكان .. ما كنا نجهله حينها هو اختباء ثلاثة أفراد مترجّلين بالقرب من برادة (روى) التي تقع في زاوية العمارة وهو الممر الضيق المؤدي الى الشارع...كان الشهيد متقدما في ذلك الممر، لكشف الطريق فقط وهو خالي اليدين تماما، وحين وصل الشهيد لنهاية الممر تفاجأ بالقاتل وهو شاهراً سلاحه مستعدا لإطلاق الرصاص وما كان من الشهيد إلا الفرار، ولكن طلقة السلاح كانت أقرب إليه والقاتل أطلق عليه من مسافة لاتتجاوز 3 أمتار، وأسقطه مكانه دون حراك، وجاء له مسرعا ووضع رجلة على صدره...كان ذلك في قرابة الساعة 11:10 مساء، وكنا نحاول الاقتراب من الشهيد في محاولة منّا لتخليصه من أيديهم، ولكن طلقات الغازات الخانقة التي تراشقت علينا كالمطر أجبرتنا على التراجع... بعد 10 دقائق قامت القوات بسحل الشهيد وإبعاده عن مكان سقوطه إلى الشارع العام قرابة 20 مترا.
هكذا إذن كأن الأمر رحلة اصطياد غزال أو طير، يصطاد كلب الصيد فريسته ويقف فوق جسدها حتى يأتي صاحبه ليعاين الطريدة ويعيطه مكافأة الصيد، كأنّ شباب هذا الوطن ليسوا شيئاً غير طريدة غازٍ.
أهل الشهيد تسلموا جثة الشهيد بعد أن وثق الطبيب المُعاين سبب وفاته بطلقة رصاص الشوزن، لكن ما تبين لاقاً أن الطبيب كتب في القسم الانجليزي من شهادة الوفاة أن الشهيد توفي نتيجة سكتة قلبية، نظام مخادع تماماً، يتذاكى على كل العالم.
تم غسل جسد الشهيد المخرق بالرصاص والكسور، إنه يحمل سيرة جسد الشهيد القائد الميداني صلاح حبيب الذي استشهد في أبريل الماضي، ودعته أمه وأبوه وبقية العائلة بصراخات تندّ عن قهْرٍ يملأ الصدور، حملوا النعش فتلقفته الآلاف التي كانت تنتظر. تم تشييع الشهيد من أطراف قرية المالكية وصولاً لمقبرة بلدة صدد، بهتافات غاضبة، هتفت الحناجر الملتهبة: يسقط حمد.. يسقط حمد. وردد الجميع: وداعاً ياشهيد ستحيا من جديد.
جلس والده فوق السيارة التي تحمل النعش، يبكي تارة ويمد يديه للسماء تارة أخرى، أقيمت صلاة الميت.. خشع الجميع.. شكوا ظلامتهم، وتم دفن الشهيد.. لتنطلق بعدها مواجهات شرسة قريبة من قصر الصافرية التي يسكنها أول ملوك آل خليفة.. وربما آخرهم!.
بعد أربعين يوماً بالتمام والكمال من استشهاد الفتى حسام الحداد، سقط الشهيد 114 في ثورة اللؤلؤة علي حسن نعمة، ذهب والداه وأهله لمكان سقوطه فتمّ قمعهم، سحب المرتزقة الجثة ليخفوا آثار جريمتهم. أصدرت وزارة الداخلية بياناً قالت فيه إن دورية تابعة لها تعرضت لهجوم إرهابي وإن "ارهابياً" أصيب فسقط في يد رجالها. في الجهة المقابلة هناك الصور التي التقطت لجثة الشهيد، أظهرت بجلاء أنه أصيب في ظهره ما يعني إن اتهامه بالقيام بهجوم إرهابي، حركة استباقية لتبرير القتل المتعمد.
سيخلو غداً مقعده الدراسي، سيفتقده معلموه، تلميذاً متفوقاً محبوباً على أبواب التخرّج، بهيّ الطلعة، يقف في صف والدته فتتأمّل طوله بجانبها، لكنه اليوم لا تقوى أن تقف أمام جسده الممدود على المغتسل.. شهيداً ذا جسد مليء بثقوب رصاص الشوزن، ورقبة مكسورة وجمجمة مهشمة، وجسد ازرقّت أطرافه من السحل.. ولكن شفتيه تنفرجان عن ابتسامة.. لعلها ابتسامة الشهادة.
جمعية الوفاق، تتبعت تفاصيل حادثة استهاد علي حسن نعمة، وأصدرت بياناً قالت فيه "كشفت تفاصيل استشهاد علي حسن نعمة (17 عاماً) الذي قتلته قوات النظام في البحرين أمس الجمعة (28 سبتمبر 2012)، عن ترصد القوات بالمتظاهرين وإطلاق النار عليه من مسافة لا تتجاوز 3 أمتار حينما كان يفر منهم بعد مسيرة سلمية خرجت للتعبير عن الرأي في المنطقة وتعرضت للقمع".
أفاد شهود عيان للجنة الرصد في جمعية الوفاق، شاركوا في المسيرة السلمية: داهمتنا خمس دوريات لقوات النظام قادمة من جهة دوار المالكية، وكانت تسير بسرعه جنونية مما اضطرنا للانسحاب والاختباء... عادة بعد الاختباء نقوم بكشف المكان .. ما كنا نجهله حينها هو اختباء ثلاثة أفراد مترجّلين بالقرب من برادة (روى) التي تقع في زاوية العمارة وهو الممر الضيق المؤدي الى الشارع...كان الشهيد متقدما في ذلك الممر، لكشف الطريق فقط وهو خالي اليدين تماما، وحين وصل الشهيد لنهاية الممر تفاجأ بالقاتل وهو شاهراً سلاحه مستعدا لإطلاق الرصاص وما كان من الشهيد إلا الفرار، ولكن طلقة السلاح كانت أقرب إليه والقاتل أطلق عليه من مسافة لاتتجاوز 3 أمتار، وأسقطه مكانه دون حراك، وجاء له مسرعا ووضع رجلة على صدره...كان ذلك في قرابة الساعة 11:10 مساء، وكنا نحاول الاقتراب من الشهيد في محاولة منّا لتخليصه من أيديهم، ولكن طلقات الغازات الخانقة التي تراشقت علينا كالمطر أجبرتنا على التراجع... بعد 10 دقائق قامت القوات بسحل الشهيد وإبعاده عن مكان سقوطه إلى الشارع العام قرابة 20 مترا.
هكذا إذن كأن الأمر رحلة اصطياد غزال أو طير، يصطاد كلب الصيد فريسته ويقف فوق جسدها حتى يأتي صاحبه ليعاين الطريدة ويعيطه مكافأة الصيد، كأنّ شباب هذا الوطن ليسوا شيئاً غير طريدة غازٍ.
أهل الشهيد تسلموا جثة الشهيد بعد أن وثق الطبيب المُعاين سبب وفاته بطلقة رصاص الشوزن، لكن ما تبين لاقاً أن الطبيب كتب في القسم الانجليزي من شهادة الوفاة أن الشهيد توفي نتيجة سكتة قلبية، نظام مخادع تماماً، يتذاكى على كل العالم.
تم غسل جسد الشهيد المخرق بالرصاص والكسور، إنه يحمل سيرة جسد الشهيد القائد الميداني صلاح حبيب الذي استشهد في أبريل الماضي، ودعته أمه وأبوه وبقية العائلة بصراخات تندّ عن قهْرٍ يملأ الصدور، حملوا النعش فتلقفته الآلاف التي كانت تنتظر. تم تشييع الشهيد من أطراف قرية المالكية وصولاً لمقبرة بلدة صدد، بهتافات غاضبة، هتفت الحناجر الملتهبة: يسقط حمد.. يسقط حمد. وردد الجميع: وداعاً ياشهيد ستحيا من جديد.
جلس والده فوق السيارة التي تحمل النعش، يبكي تارة ويمد يديه للسماء تارة أخرى، أقيمت صلاة الميت.. خشع الجميع.. شكوا ظلامتهم، وتم دفن الشهيد.. لتنطلق بعدها مواجهات شرسة قريبة من قصر الصافرية التي يسكنها أول ملوك آل خليفة.. وربما آخرهم!.
اقرأ أيضا
- 2024-11-25هل تُقفل السلطة ملفات الأزمة في ديسمبر 2024؟
- 2024-11-13صلاة الجمعة.. لا بيع أو شراء في الشعيرة المقدّسة
- 2024-11-13ملك المستعمرة أم ملك البحرين: كيف تتعامل المملكة المتحدة مع مستعمرتها القديمة؟ ولماذا لم تعد تثير أسئلة حقوق الإنسان على فارس صليبها الأعظم؟
- 2024-11-05الجولة الخائبة
- 2024-11-03هكذا نفخت السلطة في نار "الحرب" على غزة كتاب أمريكي جديد يكشف دور زعماء 5 دول عربية منها البحرين في تأييد عمليات الإبادة