طائرات مسيرة وصواريخ يمنية تستهدف أبوظبي ومقتل 3 على الأقل

آثار هجوم شنته جماعة أنصار الله اليمنية على صهاريج نفط في أبوظبي - 17 يناير 2022
آثار هجوم شنته جماعة أنصار الله اليمنية على صهاريج نفط في أبوظبي - 17 يناير 2022

2022-01-18 - 12:48 ص

مرآة البحرين: هاجمت جماعة أنصار الله اليمنية دولة الإمارات العربية المتحدة فيما قالت إنها عملية شملت استخدام صواريخ وطائرات مسيرة يوم الاثنين (17 يناير 2022)، مما أدى إلى انفجار ثلاث شاحنات لنقل الوقود وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص واندلاع حريق قرب مطار أبوظبي عاصمة الإمارات، مركز التجارة والسياحة في المنطقة.

ويرفع الهجوم على الإمارات، الحرب بين الجماعة اليمنية والتحالف الذي تقوده السعودية إلى مستوى جديد، وربما يعرقل جهود احتواء التوتر في المنطقة، في الوقت الذي تعمل فيه واشنطن وطهران على إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني.

وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات "ندين استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية لمناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية اليوم... هذا الاستهداف الآثم لن يمر دون عقاب".

وأضافت "دولة الإمارات تحتفظ بحقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية وهذا التصعيد الإجرامي".

وتُسلح الإمارات، العضو في التحالف، وتُدرب قوات يمنية محلية انضمت في الآونة الأخيرة إلى القتال ضد الحوثيين في مناطق شبوة ومأرب المنتجة للطاقة في اليمن.

وقال توربيورن سولتفيد كبير محللي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى شركة فيريسك مابلكروفت لمعلومات المخاطر "مع نفاد الوقت أمام المفاوضين (النوويين)، يتزايد خطر تدهور المناخ الأمني ​في المنطقة".

وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام) إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ندد بالهجوم في اتصال هاتفي مع نظيره الإماراتي. وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن واشنطن ستعمل على محاسبة الحوثيين.

كان الحوثيون قد شنوا مرارا هجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة على السعودية لكنهم لم يعلنوا مسؤوليتهم سوى عن عدد قليل من هذه الهجمات على الإمارات، التي نفت وقوع معظمها.

وقال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي إنها أطلقت خمسة صواريخ باليستية "وعددا كبيرا" من الطائرات المسيرة "استهدفت من خلالها مطاري دبي وأبوظبي ومصفاة النفط في المصفح وعددا من المواقع والمنشآت الإماراتية الهامة والحساسة".

وقالت شرطة أبوظبي إن ثلاثة أشخاص قُتلوا وأُصيب ستة آخرون بجروح عندما انفجرت ثلاث شاحنات لنقل الوقود في منطقة مصفح الصناعية. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن القتلى هنديان وباكستاني.

وذكرت شرطة أبوظبي في بيان نقلته (وام) "تشير التحقيقات الأولية إلى رصد أجسام طائرة صغيرة يحتمل أن تكون لطائرات بدون طيار 'درون' وقعتا في المنطقتين قد تكونان تسببتا في الانفجار والحريق".

وتابع "باشرت السلطات المختصة تحقيقا موسعا حول سبب الحريق والظروف المحيطة به، كما لا توجد أضرار تذكر نتجت عن الحادثين".

وقالت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في وقت لاحق إنه "في حوالي الساعة العاشرة من صباح اليوم، اندلع حريق في محطة تحميل المنتجات المكررة في منطقة مصفح بأبوظبي". وأغلقت الشرطة الطريق المؤدي إلى المنطقة، وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لم تتأكد صحته لعمود كثيف من الدخان يتصاعد مما يبدو إنها منطقة مصفح.

وأكدت أدنوك في بيان "أنها تعمل مع السلطات المختصة لمتابعة التحقيقات لمعرفة وتحديد أسباب الحادث".

وأضافت "أدنوك تعرب عن أسفها لوفاة ثلاثة من العاملين جراء الحادث وإصابة ستة آخرين بإصابات طفيفة إلى متوسطة تلقوا العلاج اللازم".

وقالت الشركة إنها فعلت الخطط الضرورية لاستمرارية الأعمال لضمان توفير إمدادات موثوقة من المنتجات لعملائها في الإمارات وحول العالم.

وقال متحدث باسم شركة الاتحاد للطيران إن عددا صغيرا من الرحلات الجوية تعطل لفترة وجيزة في مطار أبوظبي بسبب إجراءات احترازية، لكن سرعان ما استؤنفت العمليات الطبيعية.

* قتال بالوكالة

قال شهود من رويترز إن التحالف الذي تقوده السعودية شن ضربات جوية على العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون في أعقاب الضربة على الإمارات، وبعد أن اعترض التحالف ثماني طائرات مسيرة أُطلقت باتجاه السعودية يوم الاثنين.

وأصابت إحدى الضربات الجوية منزل مسؤول عسكري سابق وقتلته هو وابنه البالغ من العمر 25 عاما، بحسب ما ذكره مصدر طبي واثنان من الجيران لرويترز.

وقال متحدث باسم أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة إنه ندد بالهجوم الذي وقع يوم الاثنين ودعا "جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ومنع أي تصعيد في ظل التوتر المتزايد في المنطقة".

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬دريان إن الهجوم يهدد استقرار المنطقة.

ولم يصدر تعليق حتى الآن من مسؤولين إيرانيين، لكن وكالة أنباء تسنيم الإيرانية ذكرت أن هذا الهجوم "عملية مهمة".

وتحركت الرياض وأبوظبي للحوار مباشرة مع إيران في الأشهر الماضية لتجنب أي صراع أوسع قد يضر بالطموحات الاقتصادية في المنطقة. ويرى كثيرون أن حرب اليمن حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.

وقال المحلل السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله إن من المحتمل أن تفسد ضربة الحوثيين الحوار الإماراتي والخليجي الأوسع مع إيران.

وأضاف أن الإمارات لن تأخذ هذا الأمر باستخفاف، مشيرا إلى أن الوقت لا يزال مبكرا لتقييم رد أبوظبي.

تزامن الهجوم مع زيارة يقوم بها رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن. وقال مسؤول بقصر الرئاسة الكوري إنه تم إلغاء قمة كان من المقرر أن تنعقد بين مون وولي عهد أبوظبي.