تحقيق جديد يكشف اختراق السلطات الأمنية لهاتف الناشطة الحقوقية الصائغ عبر برنامج بيغاسوس

السلطات استهدفت هاتف ابتسام الصايغ ببرنامج بيغاسوس
السلطات استهدفت هاتف ابتسام الصايغ ببرنامج بيغاسوس

2022-01-17 - 6:31 م


مرآة البحرين: كشف التحقیق الجدید الذي قامت به منظمة فرونت لاین دیفندرز، عن تعرّض اثنتین من المدافعات عن حقوق الإنسان من البحرین والأردن لاختراق أجھزتھن باستخدام برنامج التجسس "بیغاسوس"، وھو برنامج تابع لمجموعة "إن أس أو".
التحقيق الذي قام به منسق الحماية الرقمية محمد المسقطي، أكّد اختراق هاتف مدافعة بحرينية على الاقل 8 مرات في 2019 .
ویأتي ھذا على أعقاب ما كشف عنه مشروع بیغاسوس من استخدام الحكومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفریقیا وغیرھا لبرنامج التجسس "بیغاسوس" لانتھاك حقوق الإنسان.
تقول المنظمة في تقريرها الصادر اليوم الإثنين 17 يناير 2022 "للمراقبة تأثير مروع على حياتنا مرّوع ومؤلم على النساء بشكل خاص نظراّ إلى إقدام الحكومات في المنطقة على استغلال المعلومات الشخصیة كسلاح عن طریق برامج التجّسس بھدف التھدید والمضایقة وتشویه صورة وسمعة المستھدفات".
مضيفًا "كنتیجة لذلك، تعیش النساء المستھدفات بالمراقبة في حالة من الخوف والقلق مّما یؤّدي إلى انعزالُھن عن المجتمع، وھذا مایفرض قیوداَ على حیاتھن الاجتماعیة ووظائِفھن ونشاِطھن. وكما عبّرت ابتسام الصایغ عن حالتھا، وھي إحدى ضحایا الاختراق: الحریات الشخصیة انتھت بالنسبة لي ولم یعد لھا وجود، لست آمنة في المنزل أو في الشارع أو في أي مكان".

من تعرضّن للاختراق وكیف؟
عملت فرونت لاین دیفندرز، بین شھريّ نوفمبر/ تشرین الثاني ودیسمبر/ كانون الأول 2021، مع المدافعات عن حقوق الإنسان في البحرین والأردن عبر برنامج الأمن الرقمي، وھو برنامج ُیقدّم الدعم العملي المباشر لفائدة المدافعین عن حقوق الإنسان حول العالم.
وقد قامت المنظمة بتحلیل أجھزة المدافعات بمساعدة من منظمتي سیتیزن لاب ومختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولیة من أجل التأكد من استعمال بیغاسوس للاختراق.
عندما قام الباحثون في فرونت لاین دیفندرز بفحص الھاتف الجوال للمدافعة البحرینیة عن حقوق الإنسان ابتسام الصایغ أثناء تقدیم المساعدة التقنیة، وجدوا أن ھاتفھا من نوع "آي فون" قد تعّرض للاختراق ما لا یقل عن ثماني مرات بین أغسطس/ آب ونوفمبر/تشرین الثاني 2019 وأنّ عملیات الاختراق تّمت بواسطة برنامج التجسس "بیغاسوس" التابع لمجموعة "إن أس أو".
وابتسام الصایغ ھي مدافعة عن حقوق الإنسان تحظى باحترام كبیر على الساحة الدولیة وتعمل في منظمة سلام للدیمقراطیة وحقوق الإنسان، وھي منظمة غیر حكومیة تُكافح من أجل الدیمقراطیة وحقوق الإنسان في البحرین.
وقد قامت السلطات البحرینیة سابقاً بمضایقتها حیث تم احتجازھا یوم 20 مارس/آذار لمدة سبع ساعات في مطار البحرین الدولي إثر عودتھا من مشاركتھا في الدورة الرابعة والثلاثین لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وقامت السلطات بتفتیشھا بدّقة واستجوابھا لمدّة خمس ساعات، كما تمت مصادرة جواز سفرھا وھاتفھا الجوال. وقد اّتھمھا المستجوب بأنھا قّدمت تصریحات خاطئة في جنیف حول انتھاكات حقوق الانسان في البحرین.
وفي یوم 26 مایو/ أیار، قام جھاز المخابرات الوطني البحریني باستدعائھا إلى مركز شرطة المحرق حیث حیث قام المحّققون ھناك بالاعتداء علیھا جنسیا، كما تعرضت أیضا للإساءة اللفظیة والضرب، ثم ھدّدھا المحققون باغتصابھا إذا لم تتوقف عن أنشطتھا في مجال حقوق الإنسان. وعند حوالي الساعة الحادیة عشر لیلاّ، تم إطلاق سراحھا ونقلھا إلى المستشفى على الفور.

ابتسام وهالة
لقد تأكّد التحقیق التقني الذي قامت به فرونت لاین دیفندرز إلى أن ھاتف ابتسام الصایغ قد تعرض لاختراقات متعددة في شھر أغسطس/ آب 2019 (الموافق 8 و9 و12 و18 و28 و31)، وفي یوم 19 سبتمبر/ أیلول 2019، وفي یوم 22 نوفمبر/ تشرین الثاني 2019. حیث تم التعرف على آثار عملیات مرتبطة ببیغاسوس على ھاتفھا.
وینسب كلٍّ من مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولیة، وسیتیزن لاب ھذه المعالجات إلى برنامج التجسس "بیغاسوس" التابع لمجموعة "إن أس أو".
كما قامت فرونت لاین دیفندرز أیضا بفحص ھاتف ھالة عاھد ذیب، وھي محامیة أردنیة ومدافعة عن حقوق الإنسان. حیث اكتشفت المنظمة أن جھازھا قد تعرّض كذلك للاختراق بواسطة برنامج بیغاسوس منذ شھر مارس/آذار 2021.
وقد تعّرضت الكثیر من المدافعات والصحفیات الأخریات مؤخّرا، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفریقیا وخارجھا، إلى الاستھداف من طرف برنامج التجسس "بیغاسوس"، ومن بینھن على سبیل المثال الناشطة الإماراتیة آلاء الصدّیق والصحفیة في قناة العربي رانیا دریدي، والصحفیة الإذاعیة في قناة الجزیرة غادة عویس.
وعبّرت منظمة فرونت لاين دیفندرز "عن القلق، علنا وبشكل خاص، إزاء السلطات الأردنیة والبحرینیة جّراء المراقبة المستھدفة لھالة عاھد ذیب، و ابتسام الصّایغ".
وطالبت المنظمة السلطات الأردنیة والبحرینیة، بإجراء تحقیقات مستقلّة وشفافة في خصوص المراقبة المستھدفة للمدافعات عن حقوق الإنسان ھالة عاھد ذیب وابتسام الصّایغ.