بانوراما 2021: الحاج محمد فتحي والرادود السيد أمير الموسوي يغمضان أعينهم في غربة لم يختاروها

الرادود السيد أمير الموسوي مشاركا في إحياء ذكرى وفاة النبي محمد (ص) في مأتم مشبر بالعاصمة المنامة - يناير 2013
الرادود السيد أمير الموسوي مشاركا في إحياء ذكرى وفاة النبي محمد (ص) في مأتم مشبر بالعاصمة المنامة - يناير 2013

2021-12-31 - 7:50 م

مرآة البحرين (خاص): حمل العام 2021 أخباره المؤلمة والقاسية لعوائل اثنين من المسقطة جنسيتهم المبعدين قسراً خارج الوطن. الحاج محمد فتحي والرادود السيد أمير الموسوي، يغمضان أعينهم في غربة لم يختاروها، بعيدين عن أهلهم وذويهم، فمن هم هؤلاء؟

*الحاج محمد فتحي 

المهندس البحري الحاج محمد فتحي من مواليد العام 1959م، مواطن بحريني محب لوطنه، تعرض للسجن والتعذيب أكثر من مرة بسبب معارضته للنظام، ونفي عن وطنه مرتين.

تعرض فتحي للاعتقال في ثمانينات القرن الماضي، وخلال اعتقاله تعرض للتعذيب على يد جهاز أمن الدولة سيء الصيت، قبل أن يتم نفيه مع مجموعة من رفاقه للخارج.

قضى فتحي حوالي عقدين من عمره في غربة قسرية، قبل أن يتمكن من العودة إلى البحرين في فبراير 2001 مع العفو العام.

بعد عودته إلى البحرين، انضم الحاج محمد فتحي إلى جمعية العمل الإسلامي (تم حلها)، وانتسب أيضاً إلى جمعية أهل البيت الإسلامية (تم حلها)، وكان له نشاط ديني وسياسي.

في العام 2011 شارك كغيره في التجمعات المعارضة في دوار اللؤلؤة، وبعد دخول قوات درع الجزيرة، تم اعتقاله ومحاكمته في القضية الخاصة بقياديي جمعية العمل الإسلامي (أمل).

في السجن تعرض للتعذيب وإساءة المعاملة، وصدر لاحقاً حكم بتبرئته من التهم المنسوبة إليه، فأطلق سراحه.

غادر فتحي البحرين في إجازة خاصة، وأثناء تواجده في الخارج وصله نبأ إسقاط جنسيته في 7 نوفمبر 2012، وقرر عدم العودة إلى البلاد خشية تعرضه للتعذيب مرة أخرى.

خلال أزمة العالقين البحرينيين في إيران بعد تفشي كورونا (فبراير ومارس 2020)، قام الحاج محمد فتحي بخدمة العالقين، وعرفه الجميع بإخلاصه وطيبته وأخلاقه الرفيعة.

لدى فتحي ابن وحيد من الذكور اسمه يوسف، وهو أحد المعتقلين السياسيين في سجن جو المركزي، ولم يتمكن من رؤيته منذ أعوام.

في 7 مارس 2021 توفي الحاج محمد فتحي عن عمر ناهز الـ 62 عاماً في مدينة مشهد المقدسة، دون أن يتمكن من رؤية أهله وابنه المعتقل يوسف فتحي.

*سيد أمير الموسوي

ولد سيد أمير الموسوي في العام 1962م، ويعود نسب عائلته إلى السيد هاشم التوبلاني، العالم الديني المعروف المتوفي في 1695م والمدفون في قرية توبلي البحرينية.

تعرضت عائلته للمضايقات منذ ثمانينات القرن الماضي، حين تم اعتقال اثنين من أشقائه ووالده رغم كبر سنه.

يعرف البحرينيون سيد أمير من صوته العذب في المواكب الحسينية، وله مرثيات عديدة شهيرة باللغتين العربية والفارسية، كما يعود له الفضل في بناء موكب عزاء سيد الشهداء في المنامة المعروف باسم "مشبر" والذي له حضور جماهيري قوي حالياً، كما لا يخفى دوره في تطوير عزاء المنامة المركزي لما هو عليه اليوم.

شارك سيد أمير الموسوي في كسر حاجز الخوف لدى الكثير من العجم الذين أبعدتهم الضربة الأمنية في الثمانينات فآثروا العزلة، ليعودوا بفضل جهوده في استئناف العمل الديني عبر المواكب الحسينية، وهو من أبرز شخصيات العجم الذين تخطوا الحاجز الإثني وفروقات الهوية ومدوا جسوراً مع البحارنة، كما ساهم في استقطاب كثيرين إلى الثقافة الدينية.

أصدر العديد من الأعمال الفنية بينها إصدار "توسل" و"حسين فيك نموت" و"از كربلا تا مدينة = من كربلاء إلى المدينة" وجاء بعضها مصحوباً بالموسيقى.

أسقطت جنسيته إضافة إلى اثنين من إخوته وزوجة شقيقه (سيد عبدالنبي) في 6 نوفمبر 2012 بتهمة "الإضرار بالأمن العام" رغم عدم ممارسته لأي نشاط سياسي.

أبعد عن البحرين مع عائلته قسراً في 1 فبراير 2018 بحجة "مخالفة قانون الهجرة والإقامة" ليستقر في مدينة مشهد الإيراني.

توفي في 14 ديسمبر 2021 في مدينة مشهد المقدسة، عن عمر ناهز الـ 59 عاماً إثر فشل كلوي، تم تشييعه ودفنه من قبل عدد من البحرينيين المتواجدين في المهجر.