قمبر ومال الله وبركات.. شهداء الإهمال الطبي في سجون البحرين
2021-10-28 - 3:49 ص
مرآة البحرين (خاص): يمكن للبحرينيين اعتبار 2021 عام شهداء الإهمال الطبي داخل السجن.
لقد استشهد خلال الأشهر العشرة الأولى ثلاثة من السجناء، اثنان منهم داخل السجن وواحد خارجه، لكن مرضه واستفحاله كان بسبب الإهمال الطبي داخل السجن أيضًا.
إنّه عام برسم المفوضية الأممية لحقوق الإنسان، وبرسم كل سفراء الدول الذين قبلوا بالذهاب لسجن جو المركزي قبل أشهر، وإعطاء النظام شهادة براءة من جرائمه بحق السجناء السياسيين.
ثلاثة من الشهداء، بشر من لحم ودم، لهم عوائل وأبناء وزوجات أصبحوا يتامى وأرامل، شهادتهم تقول بوضوح إننا نشهد قتلاً متعمداً بطيئاً بحق السجناء السياسيين، أمام مسمع ومرأى العالم.
خلال شهر أبريل الماضي، وفي وسط انتشار كبير لوباء كورونا داخل سجن جو المركزي، استشهد المعتقل عباس مال الله البالغ من العمر 50 عاماً، في يوم 6 أبريل، وذلك بعد تردي وضعه الصحي.
بموجب شهادة معتقلين من داخل السجن، فإن الحقيقة تتلخص في أنّ الشهيد عباس مال الله كان يشتكي من آلام شديدة في القلب، والبطن، وطلب أخذه للمستشفى، وقد تم رفض طلبه، فدخل الحمام عند الساعة الثانية عشرة ليلاً تقريبًا، وأصيب بنوبة سقط فيها أرضاً".
وعندما حاول السجناء فتح الباب وبلّغوا الشرطة مباشرة بذلك، قال الشرطي لهم بيرود: ما عندي أوامر حالياً، انتظر الأوامر!.
لقد كان بالإمكان إنقاذ حياة مال الله وقتذاك إلا أن الإسعاف جاء بعد ساعة من سقوطه.عانى الشهيد مال الله لسنين من حرمانه من العلاج بسبب إصابات برصاص الشوزن، وكذلك من معاناته مع القولون، وقرحة المعدة.
وجاء شهر يونيو من العام الجاري ليكون موعداً لشهادة المعتقل حسين بركات البالغ من العمر 48 عامًا، بعد إهمال جسيم تعرض له داخل السجن.
أصيب بركات بفيروس كورونا، وتدهورت حالته التنفسّية بسرعة، حاول زملاؤه إقناع إدارة السجن بنقله للمستشفى، وتم فحصه من قبل طبيب السجن الذي سمعه السجناء يقول للشرطة إن السجين مصاب بالكورونا، وإن نسبة الأوكسجين لديه هابطة بشدة، ولكن الشرطة أعادوه للزنزانة، استمر هذا الوضع خمسة أيام، حتى ساءت حالته الصحية، ولم يتم نقله للمستشفى إلا حينما أيقنت إدارة السجن أنّه يشارف على الموت فعلاً.
في 25 أكتوبر استشهد المعتقل السابق علي قمبر بعد معاناةٍ مع مرض السرطان، نتيجة تعرّضه للتعذيب في سجن جو.
وقد نقل الناشط الحقوقي السيد أحمد الوداعي عن الشهيد علي قمبر، قوله إنه كان بالإمكان نجاته من هذا المرض لو استجابت إدارة السجن لطلبه العلاج فور أن أحس بالمرض داخل السجن، لكن إدارة السجن ماطلته عاماً كاملاً مما أدى لانتقال المرض وانتشاره ووصوله إلى رئتيه، وهو ما ساهم في تعقيد وضعه الصحي وتعذر شفائه.
لم تفرج وزارة الداخلية عن علي قمبر إلا بعد أن استفحلت حالته الصحية وأصبحت حياته في خطر، لذلك تم الإفراج عنه لأسباب صحية، ولكن بعد أن تسبب إهمال وزارة الداخلية في وضعه على طريق الموت البطيء.