مرآة البحرين (خاص): يعبّر النائب الأول لرئيس مجلس الشورى جمال فخرو عن أفكار متناقضة بشأن التحول الديمقراطي في البحرين. فبينما يرفض تشكيل حكومة برلمانية في بلاده، يشيد بالتجربة في الدول الديمقراطية.
ويطلب من البرلمان البحريني أن يدعم الحكومة وأن لا يعارضها، لأن العرف في الديمقراطيات أن يدعم البرلمان الحكومات التي انبثقت عنه أصلا. هذا اللغز الذي يستعصى حلّه على الكثيرين.
الناشط يوسف الجمري، نشر عبر حسابه على منصة تويتر، المقطع الذي اتحفنا به فخرو خلال ندوة (20 عاما على التجربة النيابية) بتنظيم من جمعية التجمع القومي، الأمر الذي أثار سيلًا من الانتقادات الساخرة.
فكيف لرجل معجب بفكرة حكومة الأغلبية البرلمانية أن يعارضها بقوة، ويخوض جولات في الإعلام رفضًا وقدحًا في مطالب المعارضة بالتحول الديمقراطي؟ وكيف له أن يطالب البرلمان بدعم حكومة لا تمثله، لا من حيث التشكيل ولا من حيث القرار؟
يتحدث فخرو، في مداخلته، عن ضرورة التثقيف السياسي للشعب، فيقول "لدينا في البحرين ثقافة خاطئة بأن يكون البرلمان ضد الحكومة.. في معظم دول العالم الحزب الفائز في الانتخابات هو من يُشكل الحكومة (...) وعلى هذا الأساس يحدث التعاون بين البرلمان والحكومة".
هذه واحدة من نظريات فخرو الذي أمضى 30 عاماً على كرسي مجلس الشورى كعضو، ومنذ 2006 حتى الآن هو النائب الأول لرئيس الشورى. هو لا يكف عن إبهار المواطنين بنظرياته في السياسة بل في كل شاردة وواردة.. وفي كل مرّة يرد عليه المواطنون عبر وسائل التواصل، يعود بنظرية أخرى.
تحت المقطع الذي نشره يوسف الجمري في حسابه، توالت ردود المغردين الساخرة من نظريته الجديدة. إذ يقول المغرد بقلم الوطن: "البرلمان والديمقراطية (هو) أن يكون ممثلًا لإرادة الشعب، المُكمّل لما نقص عن برنامج عمل الحكومة".
المغرد حسين قال "هذا إذا برلماننا شكّل حكومة يامتعلم".
المغردّدة نوال كتبت " ٣٠ سنة وجمال فخرو يتم تجديد تعيينه في الشورى؛ في هالحالة مو بس يتم التزاوج بين السلطة التشريعية والتنفيذية بل تنتج هذه العلاقة أحفاد وأجيال تعقبها أجيال كلّها تسبّح بجلال الحكومة. فهذا التصريح إن لم يكن من جمال فخرو فممن إذاً؟".
خالد الساعاتي بدا مقتنعا برؤية فخرو "أخوي بو فراس كلامك بتممه. جزء من المشكلة ان بعض النواب والشوريين مو قادرين يقنعون الناخب المواطن ان بعض الاجراءات اللي تقدمها الحكومة صحيحة، وأن من الممكن الموافقة عليها بس لأنه مو فاهم فيقوم على طول بانتقاد الموضوع وبسبب فكر المخالف للحكومة هو العدل. وهذي مصيبة".
المغرّد أمجد يقول "نسى حضرته ان عندنا يتم تعيين الحكومة، ونواب البرلمان لا يعارضون الحكومة ولا يسنّون القوانين ولا يراقبون الحكومة".
المغرّدة زينبية "يعني إحنا ننتخب أعضاء البرلمان علشان يقولون هي والله وحاضر سِيدي".
أما المواطن عباس الخباز فأعاد صياغة مايطرحه فخرو بشكل صريح، قائلًا "الثقافة الصحيحة عند جمال فخرو أن يكون البرلمان ضد الشعب".
ببساطة سيستمر المواطنون في كل مرّة بهدم أسس أفكار ونظريات فخرو، وتوضيح الحقائق التي يلويها ليدافع بها عن سلطة تزيد في أرصدته كل يوم.
سوف يستمر في تحسين الواقع القبيح الأعوج الذي تسير عليه البلاد، الأمر سهل، رمي الأخطاء فوق ظهور الناس وتحميلهم كل الخطايا.