السفارة في العمارة التي يملكها الملك... ما هي هدية إسرائيل له؟
2021-10-02 - 2:26 ص
مرآة البحرين (خاص): سيكون وكر دولة الاحتلال الإسرائيلي في البحرين في الطابق 29 من مركز البحرين التجاري العالمي. هذا المقر الذي سيكون من الآن فصاعدًا محطة تآمر وتوتير للأجواء في حوض الخليج.
معلومات، ودلالات، وتداعيات لن تنتهي بحدث افتتاح السفارة أمس الخميس بحضور وزير الخارجية يائير لابيد، الذي استقبله ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وبحث معه «قضايا أمنية موسعة»، وفقا لصحف إسرائيلية.
الملك الخائف يبحث عن أكبر عدد من الحلفاء السيئين، حتى لو كانوا في وضع يبحثون فيه أصلا عن أمان مفقود. لقد جاء بهم ووضعهم على ارتفاع 140 مترا لأنهم جميعا يعرفون أن الأرض وأصحاب الأرض لا يمكن أن تقبلهم يوما.
فقد زاد استقبال الضيف غير المرحب به من التوترات في البلاد، حيث عبّرت مرجعيات دينية وسياسية من مختلف أطياف المجتمع البحريني عن رفضها القاطع لتطبيع العلاقات.
احتجاجات غاضبة، وتظاهرات واشتباكت شهدتها مناطق مختلفة من البحرين تنديدا بالزيارة. وأطلقت قوات الأمن الغازات الخانقة على محتجين في جزيرة سترة لإجبارهم على الرجوع لمنازلهم.
مواجهة الحشود وتفكيك المجتمعات تمهيدا للسيطرة عليها، ربما يكون ما يبحث عنه الملك مع دولة الاحتلال. يريد الملك من هذه العلاقات الاستفادة من كل خبرة يملكها الاحتلال في مواجهة الشعب الفلسطيني. فالحكومتان تعيشان حالة من عدم الاستقرار لأن هناك من يلفظهما.
إنه ذاهب في علاقاته معهم من دون حدود. لا ينظر إلى الموضوع من حيث الدولة، بل من حيث مكانه فيها. وقد منح الملك، بحسب المعلومات، مقر السفارة لتل أبيب بالمجان، وذلك بهدف كسب مزيد من ودِّها.
ويملك (الرجل) برجي مركز البحرين التجاري العالمي في العاصمة المنامة، اللذين تم الانتهاء من إنشائهما في العام 2008.
وستتولى شركة أمن إسرائيلية أمن السفارة وسيتاح لها استخدام شبكة المراقبة المحيطة بالبرجين، مثلما أتاحت اتفاقية أخرى لدولة الاحتلال الحصول على البيانات التي تملكها البحرين على الخدمات السحابية.
لا يقتصر الأمر على الداخل فحسب، فالملك يعتقد أنه يمكن له استخدام إسرائيل في ضرب إيران، التي يقدّم نفسه كرأس حربة في المواجهة السياسية والإعلامية معها.
لن يتوقف الأمر على الأرجح على افتتاح السفارة، فالملك يريد للوجود الإسرائيلي في البحرين أن يكبر وأن يأخذ أشكالا أمنية وعسكرية، كما فعل مع أمريكا وبريطانيا.
يعتقد الملك أن توزيع القواعد العسكرية على الدول في مياه البحرين سيوفر له الأمن. فالرجل لم يستفد شيئا من التجربة الأفغانية.
وقام (لابيد) بزيارة مقر الأسطول الخامس الأمريكي، وهي الزيارة التي تأتي لإرسال ما وصفه مسؤولون إسرائيليون إشارة واضحة لإيران، بحسب صحيفة هآريتس الإسرائيلية.
إيران من جهتها أدانت على لسان سعيد خطيب زاده المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية زيارة وزير خارجية إسرائيل للبحرين، وندد زاده «بأي تمهيد من أجل ترسيخ الوجود الإسرائيلي المدمر في المنطقة».
أما وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان فكتب على حسابه على منصة تويتر يقول «إن انعدام الأمن هو هدية تل أبيب الوحيدة للمنطقة وللبحرين».
«انعدام الأمن» إذن هدية إسرائيل من وجهة النظر الإيرانية، أما من وجهة نظر الملك فـ «تحقيق الأمن والمساعدة في ضرب أعدائه في الداخل والخارج» هي هديته التي سألها من محتلي فلسطين.