شفيق الغبرا صديق الحراك البحريني.. قدّم درسه الأخير ورحل

2021-09-05 - 2:35 م

مرآة البحرين (خاص): رحل أول من أمس السبت، الأكاديمي شفيق الغبرا، لكنه ترك أجمل الأثر في نفوس البحرينيين، عبّر الكثير منهم في وسائل التواصل الاجتماعي، عن حزنهم على رحيله، وأعربوا عن تقدير خاص لإنصافه الملفت للانتباه بشأن قضية البحرين ومطالبته بالحرية والديمقراطية.
تعامل الدكتور الراحل شفيق الغبرا بعدلٍ وإنصاف مع شعب البحرين ومطالبه السياسية. ورغم حساسية موقعه في الكويت، لم يتعاط مع مبادئه كأصنام التمر يأكلها حين تكون المبادئ محرجة لمصالحه.
لقد قدّم الدعم الحقيقي بالكلمة الصادقة والتحليل الموضوعي، دون زيادة أو نقصان.
منذ العام 2011 وما تلاه، حلّل الغبرا تركيب الوضع السياسي في البحرين تحليلا موضوعيا، وشخّص بمنظار الخبير الدقيق طبيعة المنطلقات والأسباب التي أدت لانطلاق الحراك البحريني في 2011، حتى قال ذات مرّة ما معناه: أني لو كنت بحرينيًا لثرتُ على النظام.
في العام 2012 انتقد (الغبرا) الأحكام الصادرة على مجموعة من قادة المعارضة كالأستاذ عبدالوهاب حسين، والأستاذ حسن مشيمع، والشيخ عبدالجليل المقداد التي وصلت للسجن المؤبد.
وقال حينها "كان يجب إصدار عفو عام عن السجناء كلهم والبدء جديا بحل سياسي وتشكيل حكومة جديدة"، مشددا على أنه "في ظل غياب الجدية الاصلاحية ستعيد الأزمة انتاج نفسها"، فـ"كل الذي قام به قادة المعارضة هو مشاركة في التظاهر وإلقاء خطابات داعية إلى التغيير والإصلاح". وتساءل: "كيف يؤدي هذا إلى إسقاط نظام وتهم محاولة قلب نظام حكم؟ وكيف يمكن للنظام في البحرين أن يتحاور مع المعارضة لحل المشكلة البحرينية بينما قادة المعارضة الوطنيون في السجن؟".
ورأى أن "التهم الموجهة إلى المعارضين حول التخابر مع إيران و(حزب الله) لا أساس لها"، وذكّر بأن "كل التقارير أكدت عدم وجود اتصالات خارجية في ثورة البحرين، والمعارضون المتهمون زعماء سياسيون لعبوا دوراً في تحرك مجتمعهم الإصلاحي".
كان يركّز في كل تصريحاته منذ انطلاق الحراك في المنامة على أن "البحرين بحاجة إلى حل سياسي خلاق وديمقراطي وإنساني صادق"، قال أن "النظام السياسي في البحرين باق ولن يسقط والمعارضة باقية ولن تسقط والشعب لن يترك بلده".
في العام 2012، بعد دخول الناشط عبدالهادي الخواجة إضرابا عن الطعام، وصف الغبرا داعية حقوق الإنسان البحريني المحكوم بالسجن المؤبد، بأنه "رمز في موقفه وإضرابه في السجن لأجل المطالب الحقوقية والسياسية لشعبه"، وقال إنه "يجب وضع حد لمعاناته".
وفي العام 2013 رأى الراحل الغبرا، أن استمرارية الحراك البحريني نابعة من أحقيته. وعلق رداً على سؤال في حسابه على شبكة التواصل الاجتماعي (تويتر) بشأن وصف الحراك البحريني بـ (الطائفي)، موضحاً "الحراك البحريني محق منذ البداية، لهذا بالتحديد لم يختف"، مشيراً إلى أنه "ما يزال المأزق قائماً في البحرين، بانتظار حل سياسي عادل".
في العام 2014، كتب مقالا في صحيفة الحياة السعودية، بأنّ بعض المدارس العربية النابعة من قلب السلطة السياسية أو بعض أجنحة معارضاتها مؤمنة بشدة بالمعادلات الصفرية، "فهي تسعى للعودة بالوضع إلى ما كان عليه قبل العام 2011، أو أنها تسعى إلى نسف الوضع القائم بشمولية".
مشيرا إلى أن "المعادلة الصفرية تشمل منطقة الخليج كما هو حال البحرين وبدرجة أقل في الكويت، إضافة إلى انتشار قوانين صارمة في معظم الدول جوهرها عدم تقبل الاختلاف والحد من نشوء مجتمع مدني مستقل يخرج البلاد من معادلاتها الصفرية".
في العام 2015، عبّر (العبرا) عن أسفه على قرار السلطات البحرينية وقف بث قناة (العرب) المملوكة للملياردير السعودي الوليد بن طلال، مؤكداً "أننا لا نتحمل رأياً مما سيدفع لانتقال محطات جديدة لخارج المنطقة".
وأضاف الغبرا في تغريدات له عبر حسابه الخاص على شبكة التواصل الاجتماعي (تويتر) إن "التحكم آفة السياسة العربية والسبب الذي يفقدنا إذن وسمع الجيل العربي الجديد، وسياسات المنع والتدخل بالإعلام تضعف تأثيره وتسهم بالتطرف".
قدّم (الغبرا) درسه الأخير ورحل، ترك إرثاً جميلاً من كتب ثمينة، وسيرة ذاتية ثريّة، ومواقف نبيلة، ودفاعاً عن حق الإنسان العربي في العيش باستقلال وحريّة.