طالبان والبحرين الشركة نفسها: لا لرايات الحسين!
2021-08-16 - 2:28 م
مرآة البحرين (خاص): تركت الولايات المتحدة الأمريكية أفغانستان بعد 20 عاما من احتلاله، وسلمته مجددا إلى حركة طالبان، الحركة التي عَبَرَت القوات الأمريكية المحيطات لتقتلعها بعد تورطها في هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
تركت أمريكا البلد الذي يتصدر قوائم الترتيب في الفساد ويتذيّل قوائم الترتيب في الأمن والصحة والتعليم. لقد خلّفتهُ للحركة المتطرفة مجددا لتبسط نفوذها الكامل بعد انسحاب القوات الحكومية وفرار الرئيس أشرف غني خارج البلاد.
كان من بين مشاهد الأيام الأولى لإعادة انتشار الحركة في المدن الأفغانية: رجال من الحركة يزيلون بعض مظاهر عاشوراء كالأعلام الحسينية والرايات السوداء من بعض الشوارع، على الرغم من تعهدات الحركة بتغيير سلوكها والتحول لسلطة مدنية تحفظ حقوق الجميع.
لقد تركت الحركة كل الملفات المهمة ومن بينها حفظ الأمن وراحت تنتزع المظاهر العاشورائية، في مشاهد تُذكِّر بما يفعله النظام البحريني هذا الأيام في التضييق على الطائفة الشيعية في إحياء مراسم عاشوراء.
في الحقيقة، لا يمكن لهذا السلوك القمعي أن يبني دولا أو يوحّد جهود المجتمعات نحو القضايا الرئيسية. فالأنظمة القمعية هي فقط من ينشغل بالخصومات الدينية؛ لأنها تحشد خلفها دعم المناصرين المتطرفين، حتى لو كان ذلك على حساب وحدة الشعب.
من يتابع الشأن العام في البحرين لن يجد إلا ما تفتعله الحكومة من مناوشات بشأن إحياء عاشوراء، وكأنّ البحرين لا تعاني من ملفات سياسية عالقة وقضايا اقتصادية خانقة كالبطالة، وارتفاع الدين العام، والفساد.
فجأة أصبح الخليفة الأموي "يزيد بن معاوية" ذاتاً لا تمس، وهو قاتل الحسين إمام الشيعة. والأعلام الحسينية التي تحوي كلمات الحسين ودروسه ومواعظه شأناً يهدد أمن الدولة. هكذا راحت وزارة الداخلية تتفنن في استدعاء المواطنين لإجبارهم على نزع الأعلام من فوق بيوتهم وتوقيعهم على تعهدات بعدم معاودة رفعها. وهكذا راحت تستدعي الرواديد وخطباء المنابر لإجبارهم على الغمغمة على اسم يزيد. ماذا تختلف البحرين عن طالبان وطالبان عن البحرين؟ لاشيء، الشركة نفسها.