التعليق السياسي: نحن البحرينيين، نريد أن نتنفّس
2021-06-10 - 12:09 م
مرآة البحرين (خاص): كل من هو منّا هو خطر محدق، هكذا يرانا النظام، وللدقة، هكذا ترانا العائلة الحاكمة ومجلس أمنها القبلي.
الشاب المتفوّق خطر أمني، الموظف المجتهد خطر، العجوز المتقاعد خطر، الأم المتفانية في التربية خطر، أساتذتنا، مثقفونا، أطباؤنا، مهندسونا، التقنيون، كل موهوب هو خطر أمني في عين النظام. سيواجه كل من يُصنف خطراً حواجز تعترض طريقه.
سيكون طريقه وعرًا وحياته شاقّة، وإذا مات يمكن أن يتم منع تشييعه إذا صُنّف تشييعه خطرا أيضًا.
نحن البحرينيين نريد أن نتنفس، منذ زمن طويل نلاحق النفس تلو النفس، ونفقد روحًا تلو روح، تُزهق كل روح تحاول أن تفتح نافذة للهواء.
لا أثر واقعي للتفوّق في بلادنا، لذلك لن تحصل على بعثة دراسية ولو بلغت نسبة المائة في المائة، لا أثر للشهادة الأكاديمية لأنها ليست معياراً لتوظيفك، لا ترقية تنتظرك وإن كنت مجتهدًا في عملك. هذا السلّم لا يوصلك إلا للجدار أو هاوية النسيان.
الكلمة الحرّة إن صدرت منك، ستكون مجرّد دبّور يزنّ على خراب عشّه وعشّ عائلته، التعامل دون نفاق مع السلطات يجرح في وطنيتك، ويعني أن عمالتك مكشوفة للخارج.
الكل في هذه البلاد يطمح أن يتنفس، الحر يريد أن يتنفس، السجين يريد ذلك، والمنفيّ الغريب يريد أن يتنفس هو الآخر.
التنفّس الحرّ في البحرين محكور على من لا يصل كرباج القانون إليهم، الكلام الحرّ هو للمدح، والفعل الحرّ هو التصفيق بعد الرقص والتلوّي والتلوّن.
المُلهِمُ الأوّل في البحرين لا يمكن إلا أن يكون منهم، والقائد العسكري، والسياسي الناجح، والدبلوماسي، والمتحدّث اللبق، والمفكّر، والرياضي الأول.
كان الشهيد حسين بركات يعبر قبل شهادته المدوّية عنا كلنا: لا أستطيع التنفس. لقد أخذوا كل شيء منه، شتتوا عائلته، حرموهم حتى من حق أن يكون لهم منزل إسكان. حرمان تلو حرمان، حتى قال ابنه الصغير رضا قبل يومين من وفاة أبيه "قلبي قارب على النهاية"، تأمّل كل هذا الألم والاختناق في كلمات الفتى الصغير، كلمات تقول الكثير.
من يستطيع أن يتنفس ويسحب الهواء إلى صدره في هذه البلاد؟ من يستطيع أن يزفر الهواء من صدره؟ لا أحد يا حسين بركات لا أحد..