حقيقة: المنظومة الصحية في البحرين على وشك الانهيار "الخرق اتسع على الراقع"

النسق التصاعدي للإصابات بكورونا في البحرين منذ بداية العام 2021
النسق التصاعدي للإصابات بكورونا في البحرين منذ بداية العام 2021

2021-05-16 - 12:29 ص

مرآة البحرين (خاص): تقترب المنظومة الصحية في البحرين من الانهيار الشامل بسبب الإصابات المتصاعدة لفيروس "كورونا" وضعف الطاقة الاستيعابيّة للمرافق المجهزة للتعامل مع الحالات، والكوادر المدربة. 

ونقل عاملون في الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا صورة قاتمة للأوضاع في الأيام الأخيرة. 

وفي حديث مع "مرآة البحرين" قال عضو عامل في الفريق الوطني "أصبحنا في منطقة الخطر الفعلي فأعداد المصابين أكثر من الطاقة الاستيعابية المتاحة فيما الطاقم الطبيّ منهار نفسياً وبعضهم يكاد ينفجر من شدة التوتر العصبي". 

وأضاف بأن "الكادر الطبي المدرّب لم يعد كافٍ للتعامل مع الحالات المتزايدة الواردة. هناك نقص كبير والعاملون ما عاد باستطاعتهم حتى دخول دورات المياه أو الرد على مكالمات المسؤولين التي تطلب معلومات محددة أو أرقاماً" على حد تعبيره. 

ويبلغ عدد الأسرة المجهزة (CCU) للتعامل مع حالات جدية حوالي 600 سرير. لكن المتحدث يؤكد بأن "الحالات في الأيام الأخيرة تجاوزت هذا العدد بكثير ما أدى إلى تحويل كثير من الحالات الجديدة القادمة إلى قوائم الانتظار". 

وقال "كثيرون الآن على قوائم الانتظار ولا يوجد ما يمكن تقديمه لهم". 

واشتكى  بحرينيون مصابون في اليومين الماضيين بأن خدمات الإسعاف والطوارئ ترفض نقلهم إلى مستشفى السلمانية. وفي المقابل عند نقلهم إلى المستشفى العسكري فإن الأخير يرفض استقبالهم بذريعة أنه "يستقبل حالياً المصابين من ذوي الأمراض المزمنة فقط". 

عامل آخر قال "الوضع يقترب من أن يصبح خارج التحكم من الفوضى"، موضحاً "تخيل أن الموظفين يضطرون لاستخدام نظام حساب يدوي لاحتساب عدد الحالات الجديدة الداخلة (Inpatients) والحالات الخارجة (Outpatients)". 

ويضيف "يتصل مكتب رئيس الوزراء سائلاً عن أرقام معينة فيذهب الموظفون للدوران على الأقسام واحداً واحداً لحساب ذلك يدوياً. لم يعد هناك نظام تسجيل قائم أو بالأحرى لم يعد هناك وقت وعاملون لإدارة كل هذا". 

وفي تسجيل مصوّر يوم السبت حذر الدكتور جمال الزيرة، عضو الاتحاد العالمي لطب الطوارئ والحوادث وطبيب عام، من خطورة الوضع في البحرين "الوضع يقلق جدا. لا نريد أن نصبح منطقة موبوءة".

وأضاف "نحن تقريبا أسوأ من وضع الهند نسبة إلى عدد السكان. 1 إصابة لكل 832 شخصاً. نسبة إلى عدد سكاننا فإن هذه النسبة تعتبر أكبر من الهند بثلاثة أضعاف". وحث الزيرة المصابين بكورونا على الحجر على أنفسهم في منازلهم وعدم الذهاب إلى العيادات. 

ولا تعترف السلطات الصحيّة المسؤولة بضعف المنظومة الصحية القائمة في مواجهة الوباء. وتقدم بدلاً من ذلك معطيات إلى الصحافة تصوّر الأوضاع على أنها سلسلة من الإنجازات. إلا أنّ هذا الأمر يقترب من نهايته. 

وعرفت الإصابات بفيروس كورونا نسقا تصاعدياً منذ أواخر فبراير/ شباط الماضي. وسجلت يوم الجمعة 14 مايو/ أيار 2021  نحو 1369 حالة جديدة. فيما حذر عاملون في الفريق الوطني الطبي من قرب فقدان السيطرة على الوضع. والبحرين من بين دول قليلة لا زالت تفتح أبوابها للقادمين من الدولة التي تعد أكبر بؤرة لانتشار الفيروس على مستوى العالم. وعلى الرغم من تفشي فيروس كورونا في الهند، إلا أن البحرين لم تقم بوقف الرحلات المباشرة التي تسيرها مع الهند. 

وفي الوقت الذي تستمر فيه المنامة في تسيير 4 رحلات أسبوعيا، 3 إلى مدينة دلهي وواحدة لمومباي، أوقفت دول عديدة الطيران مع الهند وذلك للحد من مخاطر تفشي سلالات جديدة فيها. وتجاهلت الحكومة دعوات شعبية لوقف الرحلات مع انهيار النظام الصحي وفرار الكثير من الهنود خارج بلادهم.  ولم تدل الحكومة بأي تعليق حول تمسكها باستمرار الطيران.