السعودية تفكر بالعفو عن الناشطات المعتقلات قبل قمة العشرين في الرياض (الغارديان البريطانية)

معتقلات سعوديات
معتقلات سعوديات

2020-11-11 - 3:10 ص

مرآة البحرين: قال السفير السعودي في لندن بندر بن سلطان بن عبد العزيز، إن بلاده تفكر بالعفو عن الناشطات المعتقلات قبل انعقاد قمة العشرين المقررة نهاية هذا الشهر في الرياض.
وأشارت صحيفة الغارديان البريطانية إلى إن تصريحات السفير السعودي نادرة من ناحية تقديمها رؤية حول النقاش الداخلي المتعلق بالناشطات المعتقلات الذي عادة ما يدار من خلال محاكم سرية. لافتة أن المملكة تواجه ضغوطا بسبب سجلها الفقير في حقوق الإنسان، وقبل القمة التي ستعقد في الفترة ما بين 21- 22 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وتضم عملية العفو، السجينات اللاتي اعتقلن بسبب مطالبتهن بحق المرأة بقيادة السيارات، خاصة أن واحدة من الموضوعات التي تطرحها القمة هي تعزيز دور المرأة. وأشار السفير السعودي إلى أن المحاكم السعودية أدانت الناشطات في قضايا غير المطالبة بحقوق المرأة، مشيرا إلى أن النقاش الدائر في وزارة الخارجية حول استمرار اعتقالهن وأثره على السعودية وما تسببه من ضرر سياسي غير ضروري.
وتساءل السفير قائلا: «قمة العشرين، هل تعطي فرصة للعفو؟ من المحتمل، ولكن هذا قرار شخص آخر وليس أنا».
وأضاف «يسأل الناس: هل يستحق هذا الضرر الذي يتسبب به مهما كان؟ وهذا نقاش منصف. وهو نقاش يدور في البلد داخل النظام السياسي ووزارتنا»، مضيفا أن «هناك عدة آراء، حيث يقول البعض إن ما يقوله الآخرون غير مهم، فالمهم ما هو صواب للبلد. وعندما يخرق أشخاص القانون بمعرفة منهم، فيجب معاقبتهم بناء على هذه القوانين. وهناك من يقول لا يستحق الأمر، أخرجهم واجعلهم يعيشون حياتهم وتجاهلهم».
وواحدة من المعتقلات هي لجين الهذلول التي أعلنت إضرابا عن الطعام في سجن الحائر منذ 26 تشرين الأول/ أكتوبر، احتجاجا على وضعها. وأعربت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عن قلقها من تدهور صحة الهذلول.
واعتقلت الهذلول مع ثماني ناشطات في أيار/ مايو 2019 قبل شهر من السماح للمرأة بقيادة السيارة. وزعمت عائلتها بمن فيها شقيقتها أنها تعرضت للتعذيب. ولا تزال خمس من المعتقلات على الأقل في السجن.
وقال السفير السعودي إن هناك ميزة لنقاش كل طرف مؤيد للعفو أو معارض له. وأضاف: «بالتأكيد نحن نتحرك باتجاه مختلف، ولكننا لسنا دولة غربية، وعلى الناس فهم أن بعض معتقداتنا مختلفة».
واعترف المسؤولون السعوديون أن صورة بلادهم هي عامل في تراجع الاستثمار. وأدى مقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول في تشرين الأول/ أكتوبر 2018 إلى غضب عالمي، حيث توصلت المخابرات الأمريكية والغربية إلى أن أمر القتل صدر من ولي العهد محمد بن سلمان. ولكن الرياض تقول إن عملاء سعوديين قتلوه بعد عملية فاشلة.
وكانت قمة العشرين مناسبة للسعودية لكي تظهر أنها حديثة ومفتوحة، حيث كان من المتوقع أن يشارك فيها قادة العالم، ولكنها الآن ستعقد عن بعد بسبب الوباء، وربما لن تستمر يومين بحسب ما هو مقرر. وستكون القمة آخر مشاركة لحليف السعودية، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي خسر الانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي.
وهنأت السعودية يوم الأحد الرئيس المنتخب جوزيف بايدن الذي وعد بإعادة النظر في العلاقات الأمريكية- السعودية، بما في ذلك دعم واشنطن للتدخل العسكري السعودي في اليمن.
ولم تعد أمريكا بحاجة كبيرة للنفط الخليجي، خاصة أن سوق النفط المستخرج من الصخر الزيتي قد ازدهر، إلا أن استقرار المملكة السياسي يظل مصدر اهتمام للولايات المتحدة.
وقال السفير بندر بن سلطان «ناتجنا المحلي العام مرتبط بأسعار النفط» و«إن كانت أسعار النفط عالية، فلن نكون ميّالين لتبني إصلاحات لاقتصادنا، ولكن النفط في طريقه للنهاية، إما لأن مدته قد انتهت، أو بسبب التغيرات المناخية».
وأضاف «نحاول تطوير المجالات الاقتصادية التي لا تعتمد على النفط. وعلينا المحاولة لأن انهيار السعودية الاقتصادي يعني انهيارها سياسيا، وهذه كارثة كبيرة أكثر مما يعي الكثير من الناس».
وكانت السعودية تأمل بحزمة مساعدة لأصحاب الدخل المتدني، إلا أن آمالهما تبددت بسبب الخلاف بين الصين والدول الأوروبية حول الالتزام الطويل المدى بها.
وقال السفير «سنخسر الفرصة التي يقوم بها القادة الكبار للحديث مع بعضهم البعض، وربما جعل هذا الخلاف البيانَ الختامي أقل أهمية مما يجب أن يكون، وربما يجب التوافق عليه مسبقا أكثر مما هو معتاد في بقية القمم».