لماذا لم يشارك الملك البحريني في عزاء أمير الكويت أبرز مساهم في إنقاذ مالية بلاده؟

لم يقم الملك البحريني بأي لفتة خاصة تجاه رحيل أمير الكويت تقابل مساهمته الكبيرة في دعم اقتصاد بلاده
لم يقم الملك البحريني بأي لفتة خاصة تجاه رحيل أمير الكويت تقابل مساهمته الكبيرة في دعم اقتصاد بلاده

2020-10-01 - 11:25 م

مرآة البحرين (خاص): جفاء مستغرب طبع الموقف الحكومي البحريني تجاه رحيل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، الذي كرمته الأمم المتحدة في العام 2014 بتسميته "قائد العمل الإنساني". مقارنة مع سلطنة عمان التي أمرت بتعطيل وزارات الدولة مدة ثلاثة أيام وترجل سلطانها هيثم بن طارق آل سعيد ذاهباً إلى دولة الكويت حيث التقى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وقدم التعازي له، وكذلك بدولة قطر التي كان أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سباقا إلى المشاركة في مراسم تشييع الراحل حيث كان الحاكم الوحيد المشارك، جاء موقف البحرين مطابقا للموقف الإماراتي البارد والجاف حيث اكتفت بإعلان الحداد مدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام في وزارة الدولة. 

طيلة يوم 29 سبتمبر/ أيلول 2020 الذي صادف وفاة الأمير الشيخ صباح كان الموظفون والعاملون في البحرين يتساءلون ما إذا كان إعلان الحداد العام الذي تناقلته وسائل الإعلام الحكومية يعني تعطيل الأعمال في وزارات الدولة وهيئاتها. وقد جاءهم الجواب: لا. أصدر الديوان الملكي البحريني بياناً بروتوكولياً على شاكلة جميع البيانات التي يصدرها في رحيل قادة الدول كما لو أن المتوفى حاكماً في واحدة من دول الموز وليس أميراً عظيماً وقف مع مملكة البحرين في حلوها ومرها وكان أكبر مساهم في مشروع المارشال الخليجي لإنقاذ مالية البحرين من الإفلاس. 

وحتى مقارنة مع المملكة العربية السعودية فقد بادر الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود شخصياً إلى إجراء مكالمة هاتفية مع الشيخ نواف الأحمد معرباً عن مواساته في الفقيد، كما فعل الأمر نفسه في رسالة نشرها على حسابه الرسمي في "تويتر". وهو الأمر الذي لم يفعله الملك البحرينيّ حمد بن عيسى آل خليفة حتى الساعة. كما لم يقم بأي بلفتة إنسانية بارزة ذات رمزية حقيقية وخاصة تجاه المصاب الجلل. 

وبعد تلكؤ فقد قام في اليوم الثالث من الرحيل بإرسال ابنه ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة لتقديم التعازي في لفتة متأخرة هي أقل بكثير من المتوقع إزاء دولة كانت الأولى خليجيا التي تنفذ ما تم الاتفاق عليه خليجيا في العام 2011 عبر تقديم منحة مالية نوعية للبحرين قدرها 2.5 مليار دولار بواقع 250 مليون دولار سنويا على مدى عشر سنوات للتكيف مع أسباب وتداعيات أحداث سياسية واقتصادية محلية. كما كانت الكويت تحت قيادة أميرها الراحل الشيخ صباح واحدة من ثلاث دول خليجية بارزة تساهم في برنامج التوازن المالي للبحرين 2019 عبر تقديم دعم بقيمة 10 مليارات دولار على مدى 5 أعوام لتخفيف الضغط عليها في أسواق الدين والعملة.

لا يشكو الملك البحريني من عارض أو مرض يفسر تخلفه عن المشاركة الشخصية ومقابلة الود والكرم الكويتي تجاه بلاده بود وكرم مقابل، خاصة إزاء مناسبة مؤلمة كرحيل أميرها. فقد كان ضيفاً على الملك سلمان في الرياض ديسمبر 2019. وعلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مدة 3 أيام في نوفمبر 2019. وللمشاركة في القمة الخليجية ديسمبر 2018. وهو أمر لا يمكن تفسيره إلا بوضعه في إطار التحفظات البحرينية على موقف الكويت المستقل من الخلاف الخليجي والذي سبق لمستشار الملك للشئون الدبلوماسية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن عبر عنه في محادثة مع الرئيس السابق لصحيفة "الشرق الأوسط" سلمان الدوسري قائلاً "الكويت هي أكثر دولة مطلوب منها موقف واضح الآن؛ اضغطوا عليها ولا يهمكم".

لكن قبال هذا الجفاء الرسمي كان الموقف الشعبي البحريني حافلاً بالتضامن ومشاعر الحزن البالغة إزاء وفاة الأمير الشيخ صباح. وعكس ذلك المدونون على وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة. كما أصدرت جمعية "الوفاق" الوطني، كبرى جمعيات المعارضة بيان تعزية كشفت فيه لأول مرة عن مبادرة قام بها الأمير الراحل بالتواصل معها من أجل إطلاق سراح أمينها العام الشيخ علي سلمان إلا أنها قوبلت برفض الحكومة. وكتب الأمين العام السابق لجمعية "وعد" المعارضة إبراهيم شريف "رحم الله أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، صاحب الموقف العروبي المنسجم مع موقف الكويتيين الرافض للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني، القائد الذي جنب الكويت دخول الصراعات والحروب والأحلاف الاقليمية المدمرة".