الإمارات تطبع مع إسرائيل؛ من التالي؟

بومبيو في اجتماع مع نتنياهو في إطار تحركاته من أجل صفقة القرن (أرشيف)
بومبيو في اجتماع مع نتنياهو في إطار تحركاته من أجل صفقة القرن (أرشيف)

وكالات - صحيفة ديلي ميل البريطانية - 2020-08-26 - 10:49 م

ترجمة مرآة البحرين

لقي قرار الإمارات بتطبيع العلاقات مع إسرائيل ترحيباً من بعض الدول العربية، لكن على الرغم من التشجيع من الولايات المتحدة، رفض البعض الآخر الفكرة ويتعامل كثيرون معها بحذر.

ويوم الإثنين، أعرب وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط تشمل إسرائيل والسودان والبحرين والإمارات العربية المتحدة، عن تفاؤله بانضمام المزيد من الدول العربية.

ويقول محللون إنّه من المرجح أن تحذو الخرطوم والمنامة حذو الإمارات، التي أصبحت ثالث دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع الكيان اليهودي.

وعلى الرّغم من عدم إدانة المملكة العربية السعودية للاتفاق، إلا أنها رفضت تطبيع العلاقات إلى أن توقع إسرائيل اتفاق سلام معترف به دوليًا مع الفلسطينيين.

البحرين

تعود الاتصالات بين البحرين -أول دولة خليجية ترحب بالاتفاق الإماراتي- الإسرائيلي- والكيان اليهودي إلى التسعينيات.

وتشترك البحرين، كمعظم دول الخليج الأخرى، مع إسرائيل في عدائها لإيران، التي تتهمها المنامة بتحريض الجالية الشيعية في البلاد على الاحتجاجات ضد سلالة آل خليفة السنية الحاكمة.

المنامة حليف وثيق للسعودية، ومن غير المرجح أن تقيم علاقات رسمية من دون مباركة الرياض، لكنها يمكن أن تلعب دورًا وسيطًا مهمًا.

وقال أندرياس كريج من كينجز كوليدج لندن إنه "في حين لا تستطيع السعودية تطبيع العلاقات بشكل مباشر وسط جمود في عملية السلام، يمكن للبحرين أن تصبح مركزًا للتبادل السعودي الإسرائيلي".

وعبّر متحدث باسم الحكومة البحرينية عن المشاعر السعودية ذاتها هذا الأسبوع بشأن التزام البلاد بالقضية الفلسطينية، لكنه أضاف أن المنامة "تتخذ قراراتها على أساس مبادئها الوطنية والعربية ومصالحها الأمنية الاستراتيجية".

السودان

أصدر المسؤولون السودانيون تصريحات متناقضة بشأن تطبيع العلاقات، لكن هناك عددًا من العوامل التي تدفعه للتحرك في هذا الاتجاه.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية حيدر بدوي إنه يؤيد اتفاقاً مماثلاً، لكن وزير الخارجية عمر جمال الدين قال إن المسألة "لم تناقشها الحكومة السودانية قط" وأقال المتحدث باسم الوزارة على الفور.

والتقى الجنرال عبد الفتاح البرهان ، الذي يرأس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا في فبراير / شباط.

ويسعى السودان، الذي يعاني من أزمة اقتصادية حادة، إلى شطب اسمه من القائمة السوداء الأمريكية كدولة راعية للإرهاب، وقد يساعده على ذلك تطبيع العلاقات مع إسرائيل، الحليف الوثيق للولايات المتحدة.

وقالت الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية، سينزيا بيانكو، "إنهم حريصون للغاية على رفع العقوبات الأمريكية وهم خاضعون لنفوذ إماراتي كبير".

سلطنة عمان

سرعان ما رحبت عمان بالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، لكنها قالت إنها ملتزمة "بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الذي يتطلع إلى دولة مستقلة" عاصمتها القدس الشرقية.

عمان حليف وثيق للولايات المتحدة ولكن تربطها أيضاً علاقات جيدة مع إيران. وهي تحافظ على سياسة الحياد، ولعبت على مر السنين دور الوسيط في النزاعات الإقليمية.

كان هناك عدد من الاتصالات بين عمان وإسرائيل، بما في ذلك في العام 2018، عندما استقبل السلطان الراحل قابوس نتنياهو في مسقط.

وقال بيانكو إن السلطان هيثم، الذي أدى اليمين في يناير / كانون الثاني بعد وفاة قابوس، "يتعامل بخفة بالفعل بسبب المظالم الاقتصادية المحتملة، ولن يخاطر بمثل هذه الخطوة المثيرة للجدل في الوقت الحالي".

قطر

لم ترد قطر على الإعلان المفاجئ وسط مواجهة دبلوماسية مطولة مع الإمارات والسعودية والبحرين ومصر -التي تتهمها بدعم الحركات الإسلامية والتواطؤ مع إيران.

الدوحة، المُقَرّبة أيضاً من الولايات المتحدة، لديها علاقات متكررة مع إسرائيل، بعد استضافتها مكتب المصالح الاقتصادية الإسرائيلية من العام 1996 حتى العام 2000.

كما أنها منخرطة بشكل كبير في الوضع في قطاع غزة، حيث تدير وتمول مدفوعات الرعاية الاجتماعية للشعب الفلسطيني في الأراضي الساحلية الفقيرة بمباركة إسرائيل.

وقال كريج إنّه "في حين تتعاون قطر مع إسرائيل في دعم القضية الفلسطينية... فإنها لن تطبع العلاقات ما دامت عملية السلام متوقفة".

الكويت

الكويت، وهي حليف وثيق آخر للولايات المتحدة، التزمت أيضاً الصمت حيال الصفقة الإسرائيلية.

الإمارة الغنية هي الدولة الوحيدة في الخليج التي تتمتع بحياة سياسية وبرلمانية حقيقية، وتسمح أحياناً بنقاش عام حيوي.

دانت بعض الجماعات السياسية ومنظمات المجتمع المدني قرار الإمارات بتطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية، في حين دافع آخرون عن ذلك.

لكن بيانكو قال إن إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع إسرائيل أمر غير مرجح، حيث استفادت الجمعية الوطنية من "العداء لإسرائيل للمطالبة بمكانتها كصوت الشعب".

النص الأصلي