سلطات البحرين تستخف بآلام اللبنانيين بإرسال "فاشينيستا" للتضامن معهم

عمر فاروق: لم أكن واعيا لحساسية الموضوع
عمر فاروق: لم أكن واعيا لحساسية الموضوع

2020-08-08 - 10:42 ص

مرآة البحرين (خاص): لم تجد مملكة البحرين غير "فاشينيستا" غليظ كي ترسله إلى لبنان على رأس وفدها للتضامن مع الضحايا المدنيين في انفجار ميناء بيروت. وقف عمر فاروق، أحد مشاهير "السوشيال ميديا" المدعوم من الحكومة كي يلتقط الصور التذكارية الشخصية مع بقايا الحطام كما لو كان ذاهباً إلى واحدة من جزر "السيشل" الجميلة. كما راح يتحف بها معجبيه على وسائل التواصل مع تعليقات بالمحكية اللبنانية غاية في السماجة "أنا ما عم بصدء اللي شفته". 

في فيديو آخر ظهر وهو يطلب من موظفي الخدمة في أحد المرافق السياحية الاصطفاف من أجل التقاط صورة مع وعدهم بمكافأة عبارة عن ملايين المشاهدين "يالا يالا صورة صورة بيتابعونكم الملايين". 

أدّت حركات الخفّة والتفاهة كي ينال تقريعاً ضافياً من رواد مواقع التواصل الاجتماعي البحرينيين الذين رأوا أن ما يفعله بمثابة رقص على آلام ضحايا لم تجفّ دماؤهم بعد فيما ما يزال البحث جار عن آخرين تحت الأنقاض. الأمر الذي اضطرّه إلى حذف الصور ونشر اعتذار زاعماً بأنه "ما كنت واعي عن حساسية الموضوع". 

 

* عمر فاروق: صورة فوق الحطام كوسيلة للتضامن

الحقيقة أنه ما من ملامة على عمر فاروق؛ فهو "فاشينيستا" طائفي مفضوح منعدم الإحساس وبلا ضمير. وقد سبق له أن دعا إلى دهس المتظاهرين السلميين في البحرين وقتلهم وحرمان أبناء طائفة كاملة من البعثات كما قام بشتمهم والطعن في أعراضهم بألفاظ نابية غاية في التطرّف العنصري والكراهية الطائفيّة. وعاد لاحقا كي يعتذر أيضاً بذريعة عمره الصغير آنئذ (17) لكن بعد أن تم دهس فعليا العديد من المتظاهرين وقتلهم. 

إنما الملامة على من أرسله وهي "المؤسسة الخيرية الملكية" أرفع مؤسسة وطنية خيرية في البلاد والتي يترأسها ابن الملك الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل الملك للأعمال الخيرية وشئون الشباب مستشار الأمن الوطني رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة. 

في الواقع إن هذا لا يخرج عن توجه غريب في الدولة ظهر إلى السطح منذ البواكير الأولى لانفجار ميناء بيروت. فقد أدى الضغط الحكومي إلى قيام مجلس الشورى (الغرفة المعيّنة من الملك في البرلمان) بسحب بيان بعثه إلى وسائل الإعلام المحلية (4 أغسطس/ آب 2020) عبارة عن برقية تعزية تضامنية بعث بها رئيس مجلس الشورى البحريني علي صالح الصالح في أعقاب الانفجار. 

فبعد ساعتين من إرساله البيان إلى وسائل الإعلام المحلية عادت إدارة العلاقات والإعلام في مجلس الشورى كي ترسل تنويها يدعو وسائل الإعلام إلى "عدم نشر  الخبر المرسل بخصوص تعزية معالي رئيس مجلس الشورى إلى لبنان" دون إبداء أية أسباب لذلك. 

واكتفت البحرين بإرسال بيان مقتضب صادر عن الخارجية البحرينية واتصال هاتفي بين وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني ونظيره اللبناني شربل وهبة، فيما لم تنشر وكالة أنباء البحرين الرسمية "بنا" أي برقيات تعزية صادرة من ملك البحرين أو ولي العهد أو رئيس الوزراء، كما لم يصدر عن مجلس النواب أي بيان بهذا الخصوص.

لذا من المستبعد أن يكون "الفاشينيستا" عمر فاروق قد غنى من "ليلاه" على حطام بيروت. فما هو إلا أحد الأذرع الإعلامية الحكومية التي تستخدمها الدولة لإرسال رسائلها إلى من يهمه الأمر. تماما كما سبق وفعل في سلسلة تقارير #عمر_يجرب المصورة التي أبرز فيها سجون البحرين وغرف تعذيبها التي تدينها كافة المنظمات والتقارير الحقوقية الدولية على أنها فيلل وفنادق خمس نجوم. 

ففيما أرسلت فرنسا رئيسها إيمانويل ماكرون للوقوف على مجريات الانفجار والتجول في أزقة بيروت واللقاء مع المتضررين كانت "إرسالية" البحرين مجرد "فاشينيستا" يوتيوبي يجيد تظهير الصور الجميلة من وسط خراب المدينة. وحتى المبلغ الذي أعلنت البحرين التبرع به من واسطة الهلال الأحمر البحريني فهو لم يزد عن 19 ألف دينار (حوالي 50 ألف دولار أمريكي). وهو مبلغ لا يكفي لبناء وحدة سكنية متواضعة في البحرين. 

في فيديو صوره من مطار رفيق الحريري حدثنا عمر فاروق "جماعة شوفوا هالصدفة الغريبة. هذي طيارتنا شوفوا من جارنا؟ السعودية. جيران حتى في لبنان". لقد فعل "الفاشينيستا" متبلد الأحاسيس كل شيء في لبنان ما عدا إرسال رسالة حقيقية باسم البحرينيين تدعم أهل بيروت المنكوبين.

ليست غلطة عمر فاروق "عدم المعرفة بحساسية الموضوع" كما كتب مستدركاً؛ إنما هو منهج دولة في الاستخفاف بآلام اللبنانيين ومأساتهم وتصفية حسابات مع طرف داخلي حتى ولو بدا الوقت غير وقته. نحن أيضاً "ما عم بنصدء اللي نشوفه"!