البحرين تصدر عفواً عن مئات السجناء بسبب فيروس الكورونا بمن في ذلك بطل رياضي سُجِن في الربيع العربي

بطل الجوجتسو محمد ميرزا يعانق الحرية بعد ٩ سنوات من الاعتقال التعسفي
بطل الجوجتسو محمد ميرزا يعانق الحرية بعد ٩ سنوات من الاعتقال التعسفي

كريم زيدان - موقع Bloody Elbow الرياضي - 2020-03-28 - 3:56 ص

ترجمة مرآة البحرين

في حين تواصل الدول في جميع أنحاء العالم نضالها مع انتشار فيروس الكورونا الجديد في العام 2019، والمعروف باسم كوفيد-19، اتخذت البحرين قرار العفو عن مئات السجناء في محاولة لاحتواء الجائحة. ومن بين المفرج عنهم بطل الجوجيتسو محمد ميرزا.

أصدرت وزارة الداخلية البحرينية ، في 17 مارس/آذار ، قرارًا يمنح العفو لحوالي 900 سجين "لأسباب إنسانية في ظل الظروف الحالية". وحُكم على 585 سجينًا آخرين بالسجن غير الاحتجازي في برامج إعادة التأهيل والتدريب. ويقدر مركز البحرين لحقوق الإنسان أنه تم الإفراج عن 300 سجين سياسي بينهم.

وفي وقت أشاد فيه البعض بالعفو الملكي باعتباره إنسانياً ، اعتبرت منظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقراً لها ، أنه بمثابة محاولة محجوبة وغير مقنعة  لاحتواء الجائحة.

 وقالت إنه "تم الإفراج عن 1500 سجين بدعوى" أسباب إنسانية ". السبب الحقيقي: # COVID19. وقد اعترفت الحكومة نفسها "بالاكتظاظ" ، و "المراحيض المكسورة"، و "اجتياح الحشرات"، و "قلة النظافة" بشكل عام، في ظروف السجون ".

وعلى الرغم من العفو عن مئات السجناء، لا يزال عدد من النشطاء البارزين في مجال حقوق الإنسان في البحرين خلف القضبان. ومع ذلك، من بين القلائل الذين تم الإفراج عنهم بطل الجوجيتسو محمد ميرزا، الذي قضى تسعة أعوام في السجن بعد اعتقاله خلال انتفاضة الربيع العربي في عام 2011.

من بطل إلى سجين سياسي

اعتُقِل ميرزا ​​في 16 مارس/آذار 2011 - بعد يوم واحد من إعلان الحكومة البحرينية حالة الطوارئ ردا على الانتفاضة. تم اعتقاله عند نقطة تفتيش على خلفية اشتباه بمشاركته في "اختطاف ضابط شرطة" وحُكِم عليه بالسجن 10 سنوات. يعتقد نشطاء حقوق الإنسان أنه أُجبِر على التوقيع على اعتراف بعد تعرضه لمختلف أشكال التعذيب على أيدي السلطات البحرينية.

​​ليس  ميرزا الرياضي الوحيد الذي تم اعتقاله خلال الانتفاضة. اعتقلت البحرين عشرات من لاعبي كرة القدم وكرة اليد والكرة الطائرة منذ انتفاضة 2011. أشار تقرير، يعود إلى العام 2014، إلى أنه تم اعتقال حوالي 50 رياضيًا، فيما تم فصل 150 آخرين من وظائفهم. تم القبض على لاعبَين من منتخب البحرين وإهانتهما علنًا ووصفهما بالخونة على شاشة التلفزيون، وتعرضا للتعذيب قبل السماح لهما باستئناف اللعب لصالح أندية محلية مجددًا، ولكن ليس لصالح المنتخب الوطني.

الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية والمجلس الأعلى للشباب والرياضة في البحرين، دعم حتى إجراءات النظام بالقول علنًا في برنامج تلفزيوني  بالقول إن "كل من دعا إلى سقوط النظام، تسقط طوفة على رأسه. سواء كان رياضيًا أو اجتماعيًا أو سياسيًا - أيا كان - ستتم محاسبته. اليوم يوم الحكم ... البحرين جزيرة وليس هناك مكان للهروب".

في السنوات الثمانية التي أعقبت احتجاجات الربيع العربي في العام 2011 ، والتي شهدت ثورة الغالبية الشيعية في البحرين ضد الملكية السنية التي حكمت لقرون، واصلت حكومة البحرين قمع أي شكل من أشكال المعارضة. أصبحت الأساليب مثل حل الأحزاب السياسية، ومصادرة جوازات السفر، والتعذيب، ممارسات شائعة. وفي محاولة لاكتساب الشرعية بعد انتهاجها السلطوية، حولت البحرين اهتمامها إلى استخدام الأحداث الرياضية كشكل من أشكال القوة الناعمة.

لطالما استخدمت الملكية البحرينية الرياضة كأداة لصرف الانتباه عن انتهاكات حقوق الإنسان وتشويه واقع وحشية النظام. ومن الأمثلة على ذلك فعالية الفورمولا 1 السنوية، وتقدم جوازات سفر بحرينية للرياضيين الأجانب لتحسين السجل الأولمبي، واستضافة فعاليات الفنون القتالية المختلط،  الممولة من نجل العاهل البحريني الشيخ خالد بن حمد آل خليفة.

في العام 2018، شن ميرزا، الذي حاز على ميدالية  للبحرين في بطولة آسيا المفتوحة في العام 2008 في تايلاند، إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على معاملة مشيمع، زعيم المعارضة البحريني الذي يقضي عقوبة بالسجن المؤبد لدوره في الاحتجاجات والانتفاضة المؤيدة للديمقراطية في البحرين. كما احتج ميرزا ​​على معاملته  بشكل سيء في سجن جو في البحرين، والتي تضمنت عدم الحصول على رعاية صحية مناسبة وفرض قيود على الزيارات العائلية مثل الحواجز الزجاجية. اختار أن يبدأ إضرابه عن الطعام بعد أن قدم خمس شكاوى منفصلة إلى السجن.

ثم في العام 2019، وجّه ميرزا ​​رسالة إلى الاتحاد الدولي لفنون القتال المختلطة، حث المنظمة فيها على "إعادة النظر" في شراكتها مع البحرين. كما شرح بالتفصيل اعتقاله وتعذيبه ومحاكمته الوهمية التي حكمت عليه بالسجن لمدة 15 سنة من قبل محكمة عسكرية وحذر من أن النظام البحريني "يستغل" دعم الهيئات الرياضية الدولية مثل الفدرالية الدولية للفنون القتالية المختلطة  IMMAF و "يخفي الحقيقة بشأن انتهاكاته المستمرة  ضد الرياضيين المعتقلين".

وقال ميرزا ​​في رسالته الموجهة إلى براون: "أنا واحد من بين العديد من المعتقلين السياسيين الذين تحتجزهم السلطات البحرينية في السجن منذ عام 2011"، وأَضاف:"أنا مقاتل ومدرب في الفنون القتالية المختلطة، وقد فزت في حلبات عدة وحزت على عدد من البطولات. بدلاً من أن يتم تكريمي واعتناقي كموهبة وطنية، تم اختطافي من قبل القوات العسكرية عند نقطة تفتيش في 16 مارس/آذار 2011، أثناء فترة السلامة الوطنية. تم استجوابي وتعرضت للتعذيب النفسي والجسدي على مدار ثلاثة أشهر. ثم تمت محاكمتي أمام محكمة عسكرية لم تستوف معايير العدالة والنزاهة. لمدة 8 سنوات و 7 أشهر حُرِمت من حريتي. عندما أنهي عقوبتي، سأكون قد أمضيت 10 سنوات خارج حلبة المصارعة بسبب فشل السلطات في إيجاد حل سياسي للأزمة الحالية ".

تم العفو عن ميرزا ​​في نهاية المطاف، وكان أمامه عام واحد تقريبًا من عقوبته. وعلى الرغم من أهمية الإفراج عنه، يجب الالتفات إلى أنه تم استبعاد الزعيم السياسي البارز والمدافعين عن حقوق الإنسان من العفو. وفي حين وثّق مركز البحرين لحقوق الإنسان الإفراج عن 300 سجين سياسي على الأقل، فإن شخصيات بارزة مثل مؤسس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب وحسن مشيمع والدكتور عبد الجليل السنكيس سيظلون خلف القضبان رغم معاناتهم من ظروف طبية تعرضهم لخطر أكبر خلال جائحة فيروس الكورونا.

وقال حسين عبد الله، المدير التنفيذي لمنظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين إنّه "في وقت الأزمة هذا ، يجب على الحكومة أن تضع جانباً الخلافات الصغيرة وأن تنهي هذا الفصل المؤلم في تاريخنا من خلال الإفراج عن المعتقلين السياسيين". 

النص الأصلي