من المسؤول عن إبقاء مئات البحرينيين في إيران منذ أكثر من شهر؟

سلمان بن حمد مترأسا اجتماع مجلس الوزراء - 16 مارس 2020
سلمان بن حمد مترأسا اجتماع مجلس الوزراء - 16 مارس 2020

2020-03-22 - 8:03 ص

مرآة البحرين (خاص): على الرغم من الحملات التي قادتها عوائل العالقين في إيران، والتي انضم إليها عشرات النشطاء، لا تبدو حكومة البحرين مكترثة بإعادتهم، بل بات جلياً أنها ستتذرع كل مرة بإحدى الحجج الواهية لإبقاء المواطنين هناك يعانون دون معرفة للسبب الحقيقي وراء هذا التعنت.

منذ تفشي فيروس كورونا في إيران الشهر الماضي، قامت الدول الشقيقة بإجلاء رعاياها بشكل سريع، وقدمت لهم أفضل رعاية صحية ممكنة. حدث ذلك مع رعايا السعودية، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان والكويت، حيث وضع مواطنو هذه الدول القادمين من إيران في سكن لائق وفخم في بعض الأحيان (فنادق أو منتجعات) خصوصاً مع انعدام الحركة السياحية ما يعني خلو معظم الفنادق.

في هذه الأثناء لم تفعل البحرين شيئاً، تجاهلت الخطر المحدق بمواطنيها في إيران، ولم تتحرك لإجلائهم، ونظراً لإلغاء الرحلات التجارية مع إيران من قبل شركات الطيران الخليجية (التي قدم عليها البحرينيون)، قام بعض أصحاب الحملات بمحاولة استئجار طائرات لشركات خاصة، بهدف نقل الزوار من إيران إلى البحرين مباشرة، إلا أنهم فوجئوا برفض السلطات البحرينية السماح بإعطائهم إذن الهبوط في البحرين، وتذرع عدد من المسؤولين يومها بعدم امتلاكهم أماكن مخصصة لهذا الكم من المواطنين الذين سيخضعون للحجر الصحي الإلزامي.

بعد أيام رأينا في وسائل التواصل الاجتماعي أماكن الحجر الصحي التي قامت الحكومة بإنشائها، مجموعة خيام أشبه بمخيمات اللاجئين، ومع ذلك فإن أحداً لم يعترض، حيث كان الجميع يريد العودة إلى البلاد، وإن حاولت السلطات إذلال المواطنين قدر المستطاع.

بعد أول رحلة إجلاء على متن طيران السلام العمانية، توقفت العملية فجأة، حينها قالت السلطات إن أكثر من 70 من العائدين كانوا مصابين بالفيروس. ما الذي كانت تتوقعه السلطات من إبقاء المواطنين في بلد موبوء؟

في هذه الأثناء توفي 5 مواطنين في إيران، بسبب نقص الدواء وغياب الرعاية الصحية (لا تستطيع السلطات الإيرانية توفير الرعاية الصحية لأحد، مع الضغط الهائل على الخدمات الصحية لديها بسبب تفشي الفيروس وإصابة أكثر من 20 ألف إيراني به)، وتعالت المناشدات من عوائل العالقين لكن السلطات فضلت تجاهل الأمر.

غابت وزارة الخارجية عن الحدث تماماً، لم تصدر أي تصريحات أو توضيحات في الحادثة، العاملون في الوزارة كانوا يتجاهلون الاتصالات من عوائل العالقين في إيران (بتوجيهات عليا)، ولم يظهر حتى الآن الوزير الجديد عبداللطيف الزياني بأي تصريح متعلق بالحادثة، على الرغم من صولاته الشهر الماضي في جنيف للدفاع عن سجل البحرين الحقوقي الأسود ومحاولة تبييضه.

الحملة التي بدأت في وسائل التواصل الاجتماعي أخرجت وزارة الصحة عن صمتها، قالت الوزارة إن شركة الطيران العمانية (السلام) رفضت إجلاء باقي البحرينيين من هناك، فيما حتى الآن لا أحد يعلم السبب الذي بسببه وُضعت وزارة الصحة في وجه المدفع، للتعامل مع قضية يفترض أن تكون من اختصاص وزارة الخارجية.

وحتى الآن لا يعلم أحد سبباً وجيها لرفض السلطات استخدام الناقل الوطني (طيران الخليج) الذي تتكدس طائراته في مطار البحرين الدولي، مع إلغاء أكثر من 80٪ من الوجهات بسبب فيروس كورونا، أما حجة عدم إمكانية إرسال طائرات طيران الخليج إلى إيران بسبب قطع العلاقات الدبلوماسية فهي حجة واهية، خصوصاً إن البحرين قامت بنقل مشجعي منتخب البحرين في ديسمبر 2019 إلى قطر لتشجيع المنتخب في نهائي بطولة كأس الخليج، على الرغم من قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة ولم تكن هناك أية مشاكل تذكر حينها.

لقد حاولت السلطات منذ اليوم الأول طأفنة قضية العالقين في إيران، لقد وجه ملك البحرين الأوقاف الجعفرية بالتواصل مع العالقين هناك والتكفل بمصاريف مسكنهم ومأكلهم، وقد خرجت وزير الصحة فائقة الصالح ووزير العمل جميل حميدان وهما بالمناسبة شيعيان، في تصريحات مناوئة لإيران، قالا فيها إن غياب الشفافية كان سببا في تفشي الفيروس هناك، وإذا قلنا إن وزيرة الصحة هي المسؤولة عن مواجهة الفيروس طبياً، فحتى الآن لا أحد يعلم سبب تصريح وزير العمل، سوى أنه شيعي يراد له أن يهاجم إيران (بقي أن يُطلب من وزير الكهرباء إصدار تصريح يهاجم فيه إيران).

القضية واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج إلى كثير من التحليل، إن المسؤول الحقيقي عن بقاء العالقين في إيران، والذي يرفض إعادتهم، هو الملك والديوان الملكي، أما عن أسباب هذا التعنت فحتى الآن لا تفسير منطقي للأمر. يبدو إن القضية كلها لا تتعدى الحقد ومحاولة تأديب هؤلاء الشيعة الذاهبون إلى إيران لا أكثر.