في الرد على (لوث) هشام الزياني وأمثاله (الموبوئين)

2020-03-13 - 7:59 م

مرآة البحرين (خاص): في كل العالم، توحّد الكارثة الشعوب المنكوبة، تظهر أجمل ما في أصل أبنائها من التلاحم والتعاضد والتراحم، يعلم أحدهم أن ما أصاب غيره لم يكن ليخطئه لو لا لطف الله، يفزّ من أجل مساعدة الآخرين والتخفيف عنهم بالمال أو المعونة الشخصية ولا أقل من الدعم النفسي، يحدث هذا في كل المجتمعات الإنسانية السويّة، لكن ليس مجتمعات المكارثية. 

بقدر ما تستفز الكارثة النقي الأصيل الخيّر الذي في الإنسان، تستفز المكارثية الملوّث البشع الأناني القبيح في الكائن البشري. المجتمعات المكارثية تضاعف الكارثة وتجعلها أكثر إيجاعاً وألماً وتعقيداً. وبدلاً من تقديم الدعم والعون وسرعة الاحتواء، تقدم الوشاية وتنشر الاتهامات وتباشر التحريض والتخوين والتحقير وتروّج لدعوات التخلّي ورفع يد الدولة عن من يحتاجها وتركهم يواجهون معاناتهم لوحدهم، فتصير الكارثة كارثتين.

في مثل هذه المجتمعات المكارثية، وفي زمن وباء الكورونا، سيأتي أحد الملوّثين مثل (هشام الزياني) ليسكب وبائه على هيئة سؤال، يعني أكثر من 1300 بحرينياً عالقاً في إيران فيقول: 

"سؤال كبير نواجهه بصراحة تامة، هل مصلحة 1300 شخص أهم بكثير من مصلحة شعب بأكمله ووطن ومقيمين ومجتمع واقتصاد وسمعة (بلد)؟"

ولو كان لدى هذا الشخص شيء من حسّ الإنسان لاختلف سؤاله، لقال كما يقول العقل والمنطق والحس المسؤول: هل يعجز (بلد) عن استيعاب 1300 شخص من أبنائه بتوفير ما يلزم استقدامهم من حجر صحي وعناية فورية وطارئة؟ 

أو سوف يقول: سمعة أي (بلد) مرهونة بكيفية تعاملها مع مواطنيها وسرعة توفير الدعم والحماية لهم، سيما عندما يرتبطون بوضع أقرته منظمة الصحة العالمية أنه وباء عالمي، وخصوصاً عندما يكونون - من سوء حظهم- في مكان يشهد تفشّي لهذا الوباء. 

أو لقال كما قال الشريف ابراهيم شريف في معرض تعليقه على تغريدة الأخير: "لسنا بحاجة لمثل هذه المفاضلة الساذجة، بين صحة ألف مقابل صحة مليون. الأمم المتحضرة التي تقدر معنى المواطنة تسأل نفسها: ماذا بامكاننا أن نفعل لانقاذ أشقاءنا العالقين في الخارج؟ وماهي القدرات التي علينا بناؤها بسرعة لاستيعابهم داخل منظومتنا الصحية؟ اذا توفرت الارادة، وجدت الحلول"

لكنه لا يقول مثل ذلك، لماذا؟

لأن وباء الطائفية تمكّن منه، فلم يعد يستطيع أن يرى إلا من خلال لوثه، يعلم هذا الشخص أن العالم كلّه يدفع ضريبة هذا الوباء الذي لا دين له ولا عرق، وأن العالم كلّه يواجه الآثار الاقتصادية والاجتماعية المنهكة لهذا الوباء، وأن البحرين ليست استثناءً من ذلك، بل هي في وضع أفضل بكثير، ويعلم أن سمعة كل بلد الآن، بما فيهم بلده، مرهونة بكيفية تعاطيها مع هذا الوضع الكارثي، يعلم كل ذلك، لكن وباء هذا الشخص ومن هم على شاكلته من الموبوئين بكورونا الطائفية والكراهية والأنانية والأحقاد والخسّة والرذيلة، هي التي أنطقت منه مثل هذا السؤال الذي أسماه (صريح) فيما هو ليس أكثر من (وقيح).