في وداع ثلاثة بحرينيين ماتوا بعد تأخّر الدولة وتصويت برلماني ضدهم!
2020-03-11 - 5:52 م
مرآة البحرين (خاص): هبطت على أرض البحرين أولى دفعات المواطنين العالقين في إيران بعد انتشار فيروس كورونا هناك، وينتظر أن يصل المزيد، لكن ثلاث عوائل بحرينية ستفتقد مسافريها الذين ماتوا وهم ينتظرون حكومة البحرين التي تأخرت في إعادة مواطنيها للبلاد.
وفضلاً عن وفاة ثلاثة بحرينيين بسبب مضاعفات أمراض يعانون منها، فقد تلقى البحرينيون العالقون شتى أنواع الاتهامات والتخوين من موالي النظام.
وبدل أن يكون المتوفين الآن في رحلة العودة للمّ شملهم مع عوائلهم، أصبحت هذه رحلتهم الأخيرة، رحلة الوداع الأخير، لقد أغمضوا أعينهم بعيداً عن وطنهم وأهاليهم وأحبتهم.
حالة الوفاة الأولى بين الزوار البحرينيين في مشهد حدثت يوم 5 مارس، المتوفى الحاج حسن منصور حسن (62 عاماً) من منطقة السهلة، سافر للأراضي الإيرانية مع 5 أفراد من عائلته بتاريخ 19 فبراير، توفي وفق ما أُعلن، بسبب ارتفاع السكّر لديه. شكلت وفاته جرس إنذار للجميع، فقد تأثر لوفاته كثير من المواطنين، لكن السلطات لم تعلّق.
تلتها بعد يومين في 7 مارس، ثاني حالة وفاة بين الزوار البحرينيين العالقين، الحاج علي محمد ابراهيم من قرية المعامير، سافر إلى مدينة مشهد الإيرانية قبل انتشار فيروس كورونا هناك، وحاولت عائلته بكل الطرق إعادته بسبب كبر سنه وحاجته لنوعية محددة من الأدوية وصفها له الطبيب قبل تسعة أشهر حين عالجه في البحرين من جلطة خطيرة، وطلب منه الطبيب عدم تغييرها.
سافر الحاج علي محمد ابراهيم عن طريق طيران الجزيرة الذي كان أول طيران يوقف رحلاته إلى إيران بعد إعلان انتشار الفيروس هناك. حاول أولاد الراحل حجز رحلة عودة لأبيهم العالق هناك، تواصلوا مع وزارة الخارجية وهي الجهة التي يفترض أن تكون مسؤولة عن شؤون البحرينيين في الخارج، لكن الوزارة لم تقدم لهم أي تسهيل. لم تكن هناك خطوط طيران تسمح لغير جنسيات مواطني البلد التي تنتمي لها تلك الخطوط بالركوب على متنها.
أكثر من عشرة أيام، نفذ الدواء، والصبر لم ينفع مع تأخّر كبير وتلكؤ من الحكومة في البحرين، رحل الرجل المعاميري الذي لقي خبر رحيله صدى واسعاً في البحرين.
لم يمض سوى 3 أيام ليفجع البحرينيون بحالة وفاة ثالثة في 10 مارس؛ البحرينيّ موسى إبراهيم عبد الجبار، إثر ما أُعلن من تفاقم حالته الصحيّة بعد ارتفاع في ضغط الدم وتأثّر في القلب، أُدخل على إثرها العناية المركّزة. رحل الرجل في اليوم الذي وصلت فيه أولى دفعات العالقين في إيران، رحل قبل أن يجتمع الشمل مع عائلته من جديد.
3 حالات وفاة لبحرينيين عالقين في مشهد خلال 5 أيام، ستكشف لنا الأيام القادمة بدقّة سبب وفاتهم ومعاناتهم، ولو كانت هناك مساءلة، لكان وزير الخارجية وطاقمه في موقع المحاسبة على التأخير الذي تسبب في موت الثلاثة بهذه الطريقة، لكن البرلمانيين وهم من يفترض بهم أن يسألوا ويستجوبوا، وافقو بأنفسهم على مقترح وقح لمنع إعادة أي بحريني مصاب بفيروس كورونا للبحرين. صوتوا بالموافقة ثم أنكروا رغم أن موقفهم مسجّل بالصوت والصورة.
هل سنشهد المزيد من حالات الوفاة بين البحرينيين قبل وصول باقي العالقين من إيران؟