كيف يمضي البحرينيون العالقون أيامهم في مشهد؟

2020-03-06 - 7:03 م

مرآة البحرين (خاص): تؤلّف المحنة بين قلوب من يشتركون فيها ليتوحدوا حولها، تجعلهم أكثر تلاحماً وتراحماً، هكذا يعيش البحرينون العالقون في إيران هذه الأيام. الكثير من المشاهد الجميلة من الاحتواء والتعاطف والتكاتف والتآزر. 

مثل أسرة واحدة، يتناول البحرينيون وجباتهم معاً، يتفقد كل منهم احوال الآخر ويطمئن عليه، يحتوي الكبار الصغار، ويتقوّى كل منهم بالآخر، يتسلّون بتبادل الضحكات والتطمينات أحياناً، التذكير بالصبر والاستقواء أحياناً، والهموم والأمنيات، ومشاعر الخوف والقلق، وربما الإحباط. منهم مَن يُحلّل ومنهم مَن يرفض الواقع ومنهم مَن يتقبلهُ، وجميعهم خائف من المجهول.

تقول (ف. أ): "رغم الحصار الذي نعيشه والغُبن جرّاء تخلي حكومة البحرين عنا، لم نشعر بغربة، نعم نشتاق لأولادنا وأهلنا في الداخل، ولكني اعتبر الجميع هُنا أهلي"

الحاج (ج) يقول: "نشكر أحبتنا أصحاب الحملات الذين يتكبدون الخسائر بشكل يومي، والكوادر العاملة وحرفيتهم في التعامل مع الظرف الصعب الذي يعيشهُ جميع الزوار وتحمّلهم الضغط المستمر من الصباح الباكر حتى نصف الليل". 

الزائر (ح): "نُحاول أن نُسيطر على اليأس الذي أصاب الكثير من الزوّار بتفاؤل وأمل، نتعامل مع المحنة التي نعيشها وكأننا في رحلة، وأجمل ما في الأمر أن الكبير والصغير أصبحوا أصدقاء وأخوة".

أما الحاجة أم ع. السبعينية التي لم تكترث بمرض كورونا اكتفت بالقول: "اللي يخاف أني أمه هني، لا شر ولا ضر" من يشعر بالخوف، فأنا أمّ الجميع هنا.. 

الزائر (م) ترحّم على روح المرحوم الحاج حسن منصور الذي وافته المنية يوم الخميس 5 مارس بسبب ارتفاع السكّر، مُعتبراً إياه ضحيّة تخلّي حكومة البحرين عن رعاياها في الخارج، داعياً جميع البحرينيين العالقين التحلي بالصبر وعدم التفكير، كي لا نخسر المزيد من الأحبة.

فيما اعتبرت الشابة (ز) المحنة التي يعيشها البحرينيون العالقون امتحاناً، تقول: "نحن أمام ابتلاء وامتحان من رب العالمين ليقيس صبرنا، وبين الساعة والساعة فرج".. 

أما الزائر (ع) الذي أخذ على عاتقه مساعدة شباب آخرين بتفقّد بعض الحملات والإطّلاع على حاجياتهم يقول: "حصرنا الكثير من نقص الأدوية بين الزوّار، حاولنا توفيرها بالتنسيق مع أصحاب الحملات وكوادرها ولله الحمد وفقنا في خدمتهم وسنستمر إذا ما طالت مدة مكوثنا في إيران" 

تتوالى المشاهد لتكشف معدن البحرينيين في المحن، الطيبة والتكافل والتعاضد. تخفيف المعاناة بالتناصح والتآزر، والتذكير بصبر الأولياء، والكثير من الضحك. 

ويبقى رجاء أن تقوم السلطات البحرينيّة بواجبها في إخراج رعاياها من إيران في وقتٍ قريب.

يُذكر أن نحو 2130 بحرينياً عالقاً في إيران، وفق ما ذكره بيان جمعية الوفاق الوطني الإسلامية يوم الخميس 5 مارس 2020.