أهم ما على الدولة القيام به في مكافحتها فيروس كورونا: حفظ كرامة المواطنين وإخراس الأصوات النشاز

بحرينيون يرتدون الكمامات في العاصمة المنامة للوقاية من فيروس كورونا (رويترز)
بحرينيون يرتدون الكمامات في العاصمة المنامة للوقاية من فيروس كورونا (رويترز)

2020-02-26 - 2:06 م

مرآة البحرين (خاص): حسناً فعل استشاري الأمراض المعدية بالمستشفى العسكري الدكتور مناف القحطاني حين رفض الاتهامات التي وجهها كتاب محسوبين على السلطة للمواطنين الشيعة بأنهم سبب جلب فيروس كورونا للبحرين.

قال القحطاني خلال المؤتمر الصحفي للفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا الذي عقد أمس الثلاثاء 25 فبراير 2020 ما نصه "لا الفيروس ولا المرض له علاقة بعرق معين أو طائفة معينة. فيروس منتشر قد يصاب به أي شخص، نتمنى أن لا نسمي جهة معينة أو مذهب معين بالفيروس، منظمة الصحة العالمية حرصت على عدم تسميته بفيروس الصين أو فيروس ووهان" في إشارة إلى مدينة ووهان التي خرج منها الفيروس القاتل.

ولأننا نود هنا أن نبني على ما نراه إيجابياً من خطاب الحكومة في مواجهة هذا الفيروس، وجب هنا أن نقول بأن السلطة لم تتعاط حتى الآن بطريقة مسؤولة مع ما حدث ويحدث للمواطنين، خصوصاً العالقين في إيران والإمارات العربية المتحدة.

خلال المؤتمر الصحفي أكد القحطاني استئجار فندق في إيران للمواطنين العالقين في إيران الذين يريدون العودة إلى البلاد، والذين يعانون من منع حكومة البحرين السماح لهم بالعودة، وهو ما يبدو سببه عائد إلى عدم جهوزية واستعداد الجهات المختصة في البلاد للتعاطي مع هكذا حالة.

لقد ألمح القحطاني إلى عدم استعداد وجهوزية الجهات المختصة حين قال إنه تم مخاطبة القيادة السياسية، للسماح بالاستعانة بالمتقاعدين اختياريا من الأطباء والممرضين ما يشير إلى نقص في الكادر الطبي ذي الخبرة، الذي تحتاجه الدولة للتعاطي مع أزمة طبية كهذه.

لكن ما الذي على الدولة فعله؟

نحن هنا لا نطالب بشيء لم يسبقنا إليه أحد، أو شيء خارج عن المألوف في التعاطي مع مثل هذه الحالات، على الدولة تحمل مسؤولياتها في الحفاظ على أرواح المواطنين وكراماتهم، ولها في الشقيقة الكويت أسوة حسنة، إذ قامت السلطات الكويتية بتجهيز فندق للحجر الصحي خاص للقادمين من إيران، ولكثرة عدد المتواجدين هناك، فقد خصصت السلطات الكويتية فندقاً لهم في إيران، يقيمون فيه على نفقة الدولة مع توفير احتياجاتهم الأساسية من مأكل ومشرب، إلى حين جهوزية مناطق العزل الجديدة، حينها ستقوم السلطات الكويتية بإجلاء مواطنيها العالقين هناك.

وعلى حكومة البحرين القيام بالأمر ذاته، عليها تهيئة أماكن ملائمة للمواطنين العالقين في إيران والإمارات العربية المتحدة، وعليها الإسراع في إنهاء إجراءات المواطنين العالقين في مطار البحرين الدولي، إن مشاهد النساء والأطفال وكبار السن وهم يفترشون الممرات أمر مهين للغاية يعزز من شعور المواطنين الشيعة بأنهم مواطنين درجة ثانية.

دعا الدكتور القحطاني في مؤتمره الصحفي للاستفادة من تجربة كندا في الحجر الصحي المنزلي، وقال إن الجهات المختصة تعمل على الاستفادة من التجربة الكندية ومحاولة تطبيقها، حسناً ونحن هنا نطالب السلطات بالاستفادة من طريقة التعاطي الكندية مع السلطات الصينية رغم الخلاف السياسي الحاد بين البلدين منذ أكثر من عام، حيث لم يمنع ذلك السلطات الكندية من التواصل مع الحكومة الصينية والتنسيق معها من أجل إجلاء الكنديين من مدينة ووهان.

وبما أن الدولة لا تريد تسييس أزمة فيروس كورونا، فإن على عاتقها تقع مسؤولية إخراس الأصوات النشاز من الكتاب المحسوبين عليها الذين لم يتوقفوا منذ انتشار الفيروس في إيران من السخرية من المعتقدات الدينية للشيعة، واتهام إيران بتصدير الفيروس عمداً للبحرين، ونعت المواطنين العالقين في إيران بالخونة الذين ولاؤهم لإيران، داعين السلطات لعدم السماح لهم بالعودة إلى البلاد.

في النهاية وجب التأكيد على أن من واجب الدولة معالجة مواطنيها المصابين بأية أمراض أو أوبئة، ولا يحق لها منع المواطنين لأي سبب كان من العودة إلى البلاد، وهو أمر غير خاضع لأهواء كتاب ملأت قلوبهم الأحقاد والضغائن.