ما الذي يجب أن تعلمه عن فيروس كورونا وهل تقوم الحكومة بواجبها في مواجهة هذا الفيروس القاتل؟

السلطات الصينية خلال تعقيم الأسواق في مدينة ووهان الصينية لمواجهة فيروس كورونا (إرشيفية)
السلطات الصينية خلال تعقيم الأسواق في مدينة ووهان الصينية لمواجهة فيروس كورونا (إرشيفية)

2020-02-25 - 11:36 م

مرآة البحرين (خاص): مع تسجيل البحرين لأول إصابتين مؤكدتين لفيروس كورونا، ما الذي عليك أن تعلمه عن هذا الفيروس، وما هي طرق الوقاية الموصى بها من منظمة الصحة العالمية، وهل يمكن علاج المصابين؟

أسئلة كثيرة باتت تدور في أذهان البحرينيين وسط حالة من الهلع، خصوصاً مع إقدام الحكومة على إغلاق ثلاث مدارس احترازياً بعد اكتشاف أن المصاب الأول هو مواطن بحريني يعمل سائقاً لحافلة تقل طلبة لعدد من المدارس.

*التسمية

أُطلق على المرض الناجم عن الفيروس التاجي الجديد الذي ظهر لأول مرة في «ووهان» بالصين اسم مرض الفيروس التاجي 2019 (COVID-19) -والاسم الإنجليزي للمرض مشتق كالتالي: "CO" هما أول حرفين من كلمة كورونا (corona)، و "VI" هما أول حرفين من كلمة فيروس (virus)، و "D" هو أول حرف من كلمة مرض بالإنجليزية (disease). وأُطلق على هذا المرض سابقاً اسم "2019 novel coronavirus" أو "2019-nCoV". إن فيروس 'كوفيد-19‘ هو فيروس جديد يرتبط بعائلة الفيروسات نفسها التي ينتمي إليها الفيروس الذي يتسبب بمرض ‹المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة› (سارز) وبعض أنواع الزكام العادي.

*كيف ينتشر الفيروس

ينتقل الفيروس عبر الاتصال المباشر بالرذاذ التنفسي الصادر عن شخص مصاب (والذي ينشأ عن السعال أو العطس)، وملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس. ويمكن لفيروس 'كوفيد-1‘ أن يعيش على الأسطح لعدة ساعات، ولكن يمكن القضاء عليه بمسح الأسطح بالمطهرات البسيطة.

*أعراض المرض

يمكن أن تتضمن الأعراض الحُمى والسعال وضيق التنفس. وفي الحالات الشديدة، يمكن للمرض أن يتسبب بالتهاب الرئة أو صعوبة التنفس، كما يمكن أن يتسبب بالوفاة في حالات أقل.

تتشابه هذه الأعراض مع أعراض الإنفلونزا أو الزكام العادي، وهما أكثر انتشاراً بكثير من مرض 'كوفيد-19‘ - ولهذا يلزم إجراء فحوصات للتأكد ما إذا كان الشخص مصاباً بمرض 'كوفيد-19‘. ومن المهم أن نتذكر أن إجراءات الوقاية الرئيسية هي نفسها - غسل اليدين بصفة متكررة، والنظافة الصحية التنفسية (احتواء السعال أو العطس بثني الكوع لتغطية الفم أو بمنديل ورقي ثم إلقاء المنديل بسلة مهملات مقفلة). ويتوفر لقاح ضد الإنفلونزا - لذا ينبغي على أفراد العائلة تلقي آخر اللقاحات الجديدة.

وتنصح منظمة الصحة العالمية جميع الأفراد باتباع احتياطات محددة لتجنب الإصابة عبر:

  1. غسل اليدين بصفة متكررة بالماء والصابون أو بمطهر يحتوي على كحول.

  2. احتواء السعال أو العطس بثني الكوع لتغطية الفم أو بمنديل ورقي ثم إلقاء المنديل بسلة مهملات مقفلة.

  3. تجنّب الاتصال القريب مع أي شخص تظهر عليه أعراض تشبه أعراض الزكام أو الإنفلونزا.

  4. التوجّه إلى الطبيب في حالة الإصابة بالحمى أو السعال أو صعوبة التنفس.

*حقائق وأرقام

حتى الآن بلغت عدد الحالات الموثقة للمصابين بالفيروس أكثر من 80 ألف حالة، وجاءت الصين التي خرج منها الفيروس في المرتبة الأولى بواقع (77 ألف و658 حالة)، تلتها كوريا الجنوبية (893)، السفينة السياحية أميرة الألماس (691)، إيطاليا (229)، اليابان (159)، سنغافورة (90)، هونج كونج (81)، إيران (61)، تايلند (35)، الولايات المتحدة (35)، تايوان (28)، أستراليا (23)، ماليزيا (22)، ألمانيا (16)، فيتنام (16)، الإمارات العربية المتحدة (13)، المملكة المتحدة (13)، فرنسا (12)، كندا (10)، مكاو (10)، روسيا (5)، فيما سجلت دول عديدة أخرى بينها الهند، البحرين، الكويت، سلطنة عمان، لبنان، العراق وأفغانستان ودول أخرى حالات معدودة لا تتجاوز الـ 5.

وعلى صعيد الضحايا فقد حصد الفيروس أرواح 2704 أفراد معظمهم من الصين التي احتلت المرتبة الأولى بواقع 2663 ضحية، فيما توزع الضحايا على كوريا الجنوبية، السفينة السياحية أميرة الألماس، إيطاليا، اليابان، هونج كونج، إيران، تايوان، فرنسا، والفلبين.

ووفق الأطباء فإن احتمالات الموت جراء الإصابة بالمرض تكون كبيرة بالنسبة للمصابين بالأمراض المزمنة نتيجة قلة المناعة، فيما لا تتعدى احتمالية موت غير المصابين بالأمراض المزمنة الـ 0.9٪ وهي نسبة ضئيلة جدا، كما أن نسبة الوفاة لمن هم دون الستين لم تتعدى الـ 0.5٪، حيث أن معظم الضحايا حتى الآن هم الذين تجاوزت أعمارهم الستين عاماً.

*إجراءات الحكومة

حتى الآن الإجراءات التي تقوم بها وزارة الصحة تبدو جيدة وتتوافق مع توصيات منظمة الصحة العالمية التي تدعو إلى عزل المشتبه بهم لمدة 14 يوماً وفحصهم بشكل روتيني، هذا بالإضافة إلى حملة التوعية التي انتشرت في شوارع البحرين بلغات متعددة، مع تخصيص خط ساخن خاص بكل ما يتعلق بالفيروس.

لكن على مستويات أخرى تبدو الحكومة مقصّرة مع مواطنيها، فحتى الآن يتواجد العديد من البحرينيين في إيران، في ظل عدم وجود طيران مباشر مع إيران، وزاد الأمر سوءاً بعد وقف الرحلات بين الكويت وإيران، وهي الرحلات التي كان يستقلها الكثير من البحرينيين في توجههم لإيران لزيارة العتبات المقدسة.

ما يجب أن تقوم به البحرين، هو ما قامت به الكويت في إجلاء رعاياها غير المصابين من إيران، وهو ما قامت به دول أخرى مثل كندا والولايات المتحدة بعد إجلاء رعاياهم من ووهان مصدر الوباء.

والإجراءات المتبعة في هذا الأمر واضحة، على الحكومة البحرينية إجلاء رعاياها غير المصابين أو الذين لم يظهروا أي أعراض إصابة، وجلبهم للحجر الصحي في البحرين لمدة 14 يوماً للتأكد من عدم ظهور أية أعراض خاصة بالفيروس القاتل، فيما المصابون يستمر وضعهم في الحجر لحين تماثلهم للشفاء، وعلى الدولة القيام بذلك بعيداً عن موقفها السياسي من إيران، أو من مواطنيها المنتمين للغالبية الشيعية، فيما على المواطنين التعاون بشكل تام مع السلطات واتباع الإجراءات المعلن عنها لحين تجاوز هذه الأزمة.

ما حدث في إيران لم يكن أمراً مفاجئاً، انتقال الوباء بهذه السرعة في الأماكن الدينية هو أمر متوقع، قرب الناس من بعضهم البعض، وإمكانية انتقال الفيروس من العشرات والمئات في أماكن التجمعات كانت دينية أو غيرها، أمر طبيعي ومتوقع، ويجب التعامل مع الأمر بواقعية بعيداً عن التوهين، لكن في الوقت نفسه لا يجب أن يكون ما حدث في إيران سبباً في إجراءات مبالغ فيها، أو غير منطقية.