من قتل الوردة؟ الشهيد السيد كاظم السهلاوي
2020-02-03 - 8:21 م
مرآة البحرين (خاص): "أريدهم أن يعيدوا لي ابني معافىً كما أخذوه"
هكذا قالت والدة ضحية السرطان سيد كاظم عبّاس السهلاوي (23 عاماً) عندما أخلي سبيل ولدها في 2018 بعد أن تمكن منه الخبيث وتدهور وضعه الصحي.
قبلها كلّما شكا سيد كاظم مرضه إلى إدارة السجن وطالب بأخذه إلى المستشفى قوبل بالإهمال وقيل له: "ليس بك شيء"، وكلما ناشدت العائلة إدارة السجن أخذ إبنها للفحص جاءها الجواب نفسه، عانى السهلاوي من الإهمال الطبي لمدة 62 يوماً ظل خلالها يعاني آلامًا مبرحة في معدته والظهر والأنف، حتى تفاقم الوضع وخرج عن السيطرة، بعدها قامت إدارة السجن بأخذه إلى المستشفى لتفاجأ عائلته بإصابة ابنها بورم سرطاني في الرأس.
لم تستمع السلطات إلى المناشدات التي أطلقتها أسرته من أجل الإفراج عنه، وبعد فترة تم إجراء عملية خطيرة له في المستشفى العسكري استمرت لمدة أربع ساعات. كانت النتائج محبطة، فقد السهلاوي بصره على إثرها وتمت إعادته إلى السجن يصارع ظلام السجن والبصر، وبعد تأكد إدارة السجن وصوله إلى حالة صحية غاية في الحرج تم الإفراج عنه في يوليو 2018.
الشاب الوسيم الجميل المحيا ذو الابتسامة المشرقة، اختطف من عائلته وهو في كامل عافيته في 30 يونيو 2015 وحكم عليه بالسجن 5 سنوات، خلال تلك الفترة انقلبت حياته رأساً على عقب. تقول والدته «لم يكن يشكو من مرض، ولا أتذكر أنه قام بمراجعة طبيب أو مستشفى طوال حياته ، فقط أخذه جرعات التطعيم في فترة طفولته». كان كاظم شابا رياضيا معروفا بحيويته ونشاطه وحضوره المحبب إلى القلب، بهذا الحضور المتّقد اختطفته السلطات من عند عائلته، لتعيده إليهم ذابلاً منهاراً بورم ضخم في الرأس، وجسد غير قادر على التوازن وعيون لا تبصر النور..
إنها الحكاية ذاتها التي يعيشها السجناء السياسيون في البحرين، الإهمال المتكرر الذي يؤدي إلى تفاقم المرض عند السجناء قبل أن تلتفت إليهم وتتعطف عليهم بأخذهم إلى المستشفى للفحص والعلاج، ثم ومن أجل إخلاء مسؤوليتها، تقوم السلطات بإخلاء سبيل بعض المرضى بعد أن تتفاقم حالتهم الصحية ويصير غير ممكن السيطرة عليها.
جهات أهلية جمعت لعلاج كاظم مبلغ 72 ألف دينار تقريبًا، وتم إرساله للعلاج في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه كان في حال صحية سيئة، وبقي يعاني حتى فارق الحياة.
قبل أيام فقط من وفاة السهلاوي، فجع البحرينيون بوفاة حميد خاتم ضحية سرطان المعدة، والذي أصيب بالمرض أثناء وجوده داخل السجن وأفرج عنه كذلك بعد تفاقم وضعه الصحي. عشرات السجناء المرضى في سجن جو المركزي يعيشون أوضاعاً مشابهة لما عاناه الراحلان خاتم والسهلاوي، بل إن أعراضاً مقلقة قد تشير إلى وجود المرض عند بعض السجناء لا تلقى اهتماماً ولا أدنى رعاية صحيّة للكشف المبكر عنها في حال وجود ما يخشى منه.
ويبقى السؤال الأكثر وجعاً: من قتل الوردة؟