حصاد 2019: آية الله قاسم حاضر ببياناته وخطبه في المهجر

آية الله الشيخ عيسى قاسم مشاركا في ملتقى ديني في قم 24 سبتمبر 2019
آية الله الشيخ عيسى قاسم مشاركا في ملتقى ديني في قم 24 سبتمبر 2019

2019-12-29 - 12:18 م

مرآة البحرين (حصاد 2019): في يوليو من العام 2018 سمحت السلطات البحرينية أخيراً للزعيم الروحي للأغلبية الشيعية في البحرين آية الله الشيخ عيسى قاسم بمغادرة البلاد لتلقي العلاج، ليغادر على إثرها إلى العاصمة البريطانية لندن.

وفي لندن خضع آية الله قاسم لثلاث عمليات (عملية منظار في 14 يوليو 2018، عملية أخرى في 24 يوليو 2018 استمرت لساعات وأبقي بعدها لـ 48 ساعة في العناية المركزة، وعملية أخيرة في العين أجريت له في 10 أكتوبر 2018).

وخلال تواجده في لندن زار آية الله قاسم عدداً من المراكز الإسلامية الخاصة بالطائفة الشيعية، إلى جانب مركز خاص بالجالية البحرينية، وأصدر بياناً يتيماً يؤبن فيه العلامة الشيخ عبدالحسين الستري، فيما أعلن عن مغادرته إلى جمهورية العراق في أواخر ديسمبر من العام 2018.

وفي العراق التي مكث فيها حوالي الشهرين، زار آية الله قاسم المرجع الأعلى في النجف آية الله العظمى السيد علي السيستاني، بالإضافة إلى زيارة المراقد المقدسة واستقبال عشرات السياسيين العراقيين في مقر إقامته.

ومع مطلع فبراير 2019 أصدر آية الله قاسم أول بيان سياسي منذ إسقاط جنسيته قبل مغادرته البحرين، أكد خلاله على المطالب السياسية وعدم تراخي الشعب في المطالبة بها، وفي اليوم التالي (2 فبراير 2019) غادر قاسم إلى إيران.

واتخذ آية الله قاسم من إيران - على ما يبدو - مقراً لإقامته الدائمة في المهجر لحين تغير الأوضاع السياسية في البحرين، وكان له حضور اجتماعي بارز في فعاليات الجالية البحرينية، حيث حرص على حضور الفعاليات الدينية المقامة في الحسينية البحرانية في قم.

وعاد آية الله قاسم إلى إصدار البيانات السياسية على غرار ما كان يقوم به في التسعينات إبان إقامته في مدينة قم المقدسة في إيران، حيث أصدر في الذكرى الثامنة لاندلاع الثورة بياناً قال فيه إن المشكلة الأساس في البحرين افتقاد العدالة.

وكان لآية الله قاسم مواقف على بعض المستجدات السياسية في البحرين، حيث أصدر (2 أبريل 2019) بياناً دان فيه استضافة البحرين للشق الاقتصادي من «صفقة القرن»، واعتبر ذلك "خطوة على طريق الذل وتخندق مع العدو" في إشارة منه إلى إسرائيل.

وعلى إثر استقبال العلامة الغريفي لرئيس الوزراء خليفة بن سلمان، أصدر آية الله قاسم بياناً (3 مايو 2019) شدد فيه على أهمية الإصلاح السياسي في البحرين وأشاد خلال البيان بالعلامة الغريفي. وبعد تعرض الغريفي لهجمات شرسة من قبل نواب حكوميين وعدداً من الموالين للحكومة على خلفية استقباله لرئيس الوزراء وحديثه عن المطالب السياسية أصدر آية الله قاسم بياناً آخر (12 مايو 2019) اعتبر فيه أن الهجوم على الغريفي هجوم على الشعب وقضاياه.

وبعد انعقاد ورشة البحرين (الشق الاقتصادي لصفقة القرن الخاصة بالقضية الفلسطينية)، أصدر قاسم (27 مايو 2019) بياناً أكد فيه معارضته لصفقة القرن وأي خطوات ممهدة لها، رأى أنه "لا ولاية لأحد ليقوم مقام فلسطين وأهلها في هذه الصفقة"، كما دعا في بيان بمناسبة اليوم العالمي للقدس (31 مايو 2019) إلى إحيائه بشكل لائق.

كما أصدر آية الله قاسم (30 يوليو 2019) بياناً عن الشهداء في البحرين مؤكداً أن من حق الشهداء على الشعب أن يمضي قدماً لاسترداد الحرية، ولم ينس المعتقلين والمغيبين في السجون إذا بعث لهم (14 أغسطس 2019) برسالة للتذكير بمعاناتهم، ومشددا على أن "لا قضاء لحقِّهم إلا بالاستقامة على الطريق" من قبل البحرينيين.

وفي خطاب بمناسبة العاشر من محرم (10 سبتمبر 2019) هاجم قاسم بشدة السلطات إثر استدعائها لعشرات الخطباء والرواديد معتبرا ذلك «نصرة ليزيد»، كما جدد في بيان بمناسبة عيد الشهداء وذكرى وفاة الشيخ الجمري (18 ديسمبر 2019) تأكيده على الاستمرار في المطالبة باسترداد حقوق الشعب البحريني، ومع نهاية العام وفي ظل الإفراج عن عشرات المعتقلين السياسيين ضمن قانون العقوبات البديلة وبعضهم بعفو ملكي وما رافق ذلك من جدل بين مختلف الأطياف، أكد قاسم (29 ديسمبر 2019) أن لا حل سياسياً لأزمة البحرين إلا بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، وأن الأزمة قائمة ما دام هناك سجين سياسي واحد، لكنه في الوقت نفسه شدد على أن الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين يغلق فقط ملف المعتقلين ولا يعني أبداً حلاً للأزمة التي تعاني منها البلاد، مؤكداً أن الحل يجب أن يكون شاملاً يقبله الشعب.

واستمر آية الله قاسم في إصدار بياناته بشكل مستمر، كما وجه رسائل أخرى بعيدة عن الشأن السياسي مثل بيانه الذي وجهه (27 أغسطس 2019) إلى الطلبة الجامعيين الذين دعاهم إلى الجد والاجتهاد بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد.

وأعلن مكتب آية الله قاسم (6 ديسمبر 2019) عن خضوعه لعملية جراحية خلال الأسابيع المقبلة خاصة بشرايين القلب، دون الإشارة إلى تاريخ محدد للعملية التي سيجريها قاسم في إيران.